لابد أن تتجمع الأورام في مكان واحد لاستئصالها

محجوب مدني محجوب

ذكر الطبيب لمريض مصاب بعدة أورام في جسمه بأنه لا بد من أن يستخدم دواء حدده له من أجل أن تتجمع هذه الأورام في مكان واحد لاستئصالها.
نحتاج نحن في السودان لهذا الدواء، فمن أين لنا بهذا الطبيب؟
ما أكثر الأورام التي نعاني منها:
* ورم في الطريقة التي يعين بها مسؤولي الدولة، فالأسباب التي أدت إلى تعيينهم لا علاقة لها بأداء مهامهم.
* ورم في الفراغ الذي أحدث الاقتتال القبلي، فترجمة قبيلتي الهوسا والبرتا لهذا الاقتتال ونحن بحالنا هذه قطعا لن يكون الآخير.
* ورم في الانفلات الأمني وفي وضح النهار وفي وسط العاصمة.
* ورم في التجهيزات للموسم الزراعي الحالي.
* ورم في ارتفاع الأسعار بصورة جنونية لدرجة أن القطاعات صارت تتبارى في هذا الارتفاع، فقبل أيام حققت رسوم المدارس الخاصة للعام الدراسي الجديد أعلى النقاط في آخر نتيجة ظهرت لهذا التنافس حيث فاقت رسوم المدارس تجهيزات رمضان وتجهيزات عيد الأضحى وأسعار الأضحية وأسعار تذاكر البصات أثناء العيدين وبعد العيدين.
والكل يتأهب في انتظار منافس جديد ليتفوق على ارتفاع رسوم المدارس الخاصة.
ويستمر المنافسون يتنافسون على إنهاك هذا الشعب.
فمن شدة وتيرة هذا التنافس في ارتفاع الأسعار أصبح المواطن مشدوها صامتا لا يعرف ماذا يفعل.
لا حل مع هذه الأورام قبل أن تستفحل وتفجر الوطن لا حل معها إلا بدواء يجمعها كلها في مكان واحد ليتم استئصالها.
فهي رغم اختلاف أماكانها إلا أن أسبابها واحدة، وبالتالي لا بد أن تتجمع في مكان واحد ليتم القضاء عليها.
لا يمكن علاج كل ورم لوحده.
هناك خيط واحد يجمع كل هذه الأورام فالفساد السياسي مرتبط بالفساد الأمني مرتبط بالفساد القضائي مرتبط بالفساد الإداري فالإمساك بهذا الخيط هو الذي يزيل هذه الأزمات جملة واحدة.
أما الإمساك بنقطة واحدة فهو لن يحقق شيئا على الإطلاق،؟
فكلما تحمل المواطن ورما ظهر له ورم آخر.
فلنبحث عن هذا الدواء الذي يجعل هذه الأورام تتجمع ومن ثم القضاء عليها.
كل جهة تركز على ورم واحد مهما بذلت من مجهود، فسوف يذهب هذا المجهود أدراج الرياح.
العلاج واحد إن لم نحصل عليه، فلا خلاص من الأورام وقطعا إن تركت فسوف تتفجر وتحول الوطن إلى سراب.

صحيفة الانتباهة