محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: مرضك دا ما مرض (دكاترة) دا مرض (فقرا)

(1)

 في كرة القدم عندما يصبح الفريق عاجزاً عن تحقيق الانتصارات ويفشل في تحقيقها، تلجأ ادارة الفريق الى (الاناطين)، بعد ان تكون قد فقدت الامل في الجهاز الفني وفي اللاعبين فتلجأ الادارة الى اعادة الثقة لهم عن طريق (البخرات) والاناطين، فيدخل اللاعبون للمباراة بشيء من الجرأة والثقة لأنهم يعتقدون انهم سوف ينتصرون لأن المباراة (مربّطة) كما يقول اهل الكرة وفيها (كجور) حسب ما ينقله لهم مجلس الادارة.

 هذه الثقافة ما زالت موجودة في مباريات كرة القدم حتى الآن، ولا يسلم من ذلك اندية كبيرة في قامة الهلال والمريخ.

(2)

 عندما يعجز المريض من تشخيص المرض الذي يعاني منه بعد ان يكون طرق ابواب جميع الدكاترة في تخصصات مختلفة بحثاً عن العلاج فلم يجد منهم إلا المزيد من تدهور الحالة وتراجع الصحة وانعدام العافية.

 بعد ان يصاب المريض باليأس ويفقد الامل في (الشفاء) سوف يجد بعض (الجهلاء) الذين يقولون له ان مرضه هذا ليس مرض (دكاترة) وإنما هو مرض (فقرا) ويعملون على اقناعه بذلك الامر حتى يصدقهم في النهاية ويحس بأنه (مكتوب) او (مسحور) وهو في حاجة شديدة الى الذهاب الى (الفقرا) من اجل علاجه بعد ان فشل (الدكاترة) في ان يبلغوه (العافية).

 المريض عندما يصاب بـ (الوهم) يبقى من الصعب ان يجد الشفاء عند الاطباء، فاول مراحل العلاج الثقة والإيمان واليقين والاحتساب.

(3)

 الحكومة الانقلابية اظنها قد وصلت لمرحلة (الوهم) التي حدثتكم عنها اعلاه، في جانب (اناطين) كرة القدم و(فقرا) علاج المرض.

 الحكومة فقدت الثقة في الخبراء وأصحاب الدرجات العلمية والمدنيين المتخصصين لذلك اصبحت تبحث عن (الاستمرارية) في السلطة في (الغيبيات) لذلك لجأت الى (الشيوخ) و (الفقرا).

 حكومة الانقاذ في اخر ايامها كانت تفعل ذلك وهي تلجأ الى شيوخ التصوف ورجال الدين.

 في مايو الماضي : دعا الخليفة الطيب الجد خليفة البادراب بأم ضواً بان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلى الاسراع في استكمال هياكل السلطة من كفاءات وطنية تدير البلاد فيما تبقى من الفترة الانتقالية وتعقبها انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها ابناء وبنات الشعب السودانى.

 سرعان ما رد البرهان الذي كان يبحث عن أي مسكن يسكت له وجع الشعب : (أعلن رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان قبوله مبادرة طرحها الطيب الجد، أحد مشايخ التصوف، من أجل التوافق الوطني للخروج من الأزمة الراهنة. وفي كلمة ألقاها ليل السبت أمام حشد من المصلين بشرق الخرطوم، حث قائد الجيش عبد الفتاح البرهان السودانيين على التكاتف للعبور بالسودان إلى بر الأمان، وناشدهم نبذ العنصرية والقبلية والجهوية. يذكر ان مبادرة الشيخ الطيب الجد (رئيس نداء أهل السودان للتوافق الوطني) تدعو إلى التوافق على تعيين رئيس وزراء مستقل وتشكيل حكومة غير حزبية تتولى السلطة لفترة انتقالية قصيرة. وتنص المبادرة على ألا تتعدى الفترة الانتقالية عاماً أو عاماً ونصف العام على أن تليها مباشرة انتخابات حرة ونزيهة).

 مناوي لأنه يعرف اين تصب المطرة تحرك سريعاً حتى يحجز نصيبه من (الكيكة) : ( استقبل مولانا الخليفة الطيب الجد ود بدر رئيس نداء أهل السودان للوفاق الوطني في أم ضواً بان مساء أمس، حاكم إقليم دارفور القائد مني أركو مناوي، بحضور الدكتور هاشم قريب الله الرئيس التنفيذي للنداء وعدد من قادة النداء . ورحب مولانا الطيب الجد ود بدر بالقائد مناوي واستعرض برنامج ملامح نداء أهل السودان العامة وقال إن النداء جاء لجميع أهل السودان دون إقصاء لإخراج البلاد من وهدتها بعد التردي المريع في معاش الناس وانعدام الأمن، ودعا مولانا الطيب الجميع للتسامي فوق الخلافات وتقديم الهم الوطني على المصالح الحزبية الضيقة، مشيراً إلى حجم المخاطر التي تتهدد البلاد).

 صدقوني هذه هي المراحل الاخيرة للحكومة الانقلابية .. لم يبق لهم غير تعيين روضة الحاج وزيرة للثقافة كما اشرنا من قبل.

 انهم يترنحون.

 انهم يصرخون.

 ولكن صراخ فيما يشبه الضحك.

(4)

 بغم /

 هؤلاء الذين هم في السلطة الآن هم على قناعة انهم لا يمتلكون أي مقومات تجعلهم في هذه المواقع .. هم على ثقة ان الذي اتى بهم الى هذه المناصب الرفيعة هم (الشيوخ).

 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة