مقالات متنوعة

بخاري بشير يكتب: فولكر.. والأزمة السودانية !!


ما زال فولكر بيرتس يقف على ارضية عدم الحياد في المشكل السوداني؛ وحتى الأمس يطلق في خطابه صفة (الانقلاب).. ويفترع خطابه بعبارة: “ظل الهدف الاساسي للامم المتحدة منذ (انقلاب الخامس والعشرين) من أكتوبر هو تيسير التوصل لاتفاق يقوم على ترتيبات بقيادة مدنية”.

فولكر يريد – بعد اختلال الحوار في اعقاب قرارات يوليو- أن يعيد مجموعة (مركزي التغيير) الى واجهة الحدث؛ بتأكيده أن وجود الأطراف التي لم تحضر (طاولة الحوار) هو أمر أساسي لانجاح التوصل لحل قابل للتطبيق.. وهم مركزي التغيير والشيوعي ولجان المقاومة؛ وجميعها لا زالت في مواقفها الرافضة لأي حوار.

ويأتي في فقرة أخرى ليناقض نفسه عندما يؤكد: “أن قرارات البرهان في 4 يوليو تتضمن اشارات ايجابية حول استعداد المكون العسكري لقبول حكومة بقيادة مدنية” ويزيد فولكر: “مثل ذلك تحدياً للقوى المدنية حيث شجعناها على قبول التحدي”.. اذن لماذا لم تتخذ موقفاً ازاء رفض هذه المجموعة المستمر لأي حوار؟

هل الشعب السوداني مكتوب عليه الانتظار؟ وكل الحياة متوقفة بسبب هذه (المواقف السياسية) التي لا ترتكز على أساس؟.. ونتساءل ما مصير (40) مليون سوداني هم الآن في حالة انتظار لـ (ما لا نهاية) لقرار يصدر من مجموعة أحزاب هي بأي حال من الأحوال لا تمثل سواد شعب السودان الأعظم.

ما مصير السودانيين في ولايات السودان الـ(17)؟ وهل هم جميعاً لا يؤمنون بالحوار؛ هذا اذا افترضنا أن الخرطوم كولاية ترفض لجان مقاومتها الحوار وترفع رايات (لا شراكة ولا مساومة ولا تفاوض).. ولا تزال تدعو للمليونيات والاعتصامات والجمود في موقف الرفض.

خرج السودانيون في مبادرة غير مبادرة الأمم المتحدة والآلية الثلاثية.. وهدفت المبادرة لانهاء حالة التكلس والانسداد في الأزمة السياسية؛ والالتفات للوطن وبنائه ونبذ الاختلاف والتشاكس؛ والاتفاق على برنامج الحد الأدنى للعبور بالفترة الانتقالية الى بوابة الانتخابات.. وجاءت هذه المبادرة من السادة البادراب ووجدت الدعم والسند من شرائح عديدة ومقدرة من المجتمع.

المطلوب من الآلية الثلاثية أن تبارك المبادرة؛ لأنها قامت على جهود وأكتاف أهل السودان دون وصاية من احد.. وقد قال فولكر:”سنواصل تقديم الدعم غير المحدود لكل الجهود السودانية التي تهدف لتجاوز الازمة والوصول لحل”؛ فما الداعي الى عدم اعلان القبول بالمبادرة؟ وجعلها وعاءً لكل أهل السودان؛ ولماذا لا يدعمها الوسطاء؟

يبدو أن (وعاء البادراب) جاء مخالفاً لهوى الآلية؛ فآثرت القاء الخطب دون الاشارة والافصاح عن درجة دعمها ومساندتها لهذا الوعاء؛ الذي ضم كل أطياف المجتمع السوداني؛ ولا زلنا نسمع كلمات (الوعيد) من فولكر وزمرته.. وهو الذي يعيد على مسامعنا مرة بعد اخرى أن السودان سيفقد العديد من المكاسب مثل (عدم الوفاء باعفاء الديون) وانه صار مستحيلاً في ظل الظروف الحالية.. ونتساءل ماذا يريد الرجل من أهل السودان؟

صحيفة الانتباهة