مقالات متنوعة

عبد الله مسار يكتب: الأزمة الاقتصادية العالمية (٢)


قلنا في مقالنا الأزمة الاقتصادية العالمية (١)، إنّ أمريكا وأوروبا يواجهان منذ مدة، خطر التضخم وغلاء الأسعار وعدم قدرة المواطن على العيش، وقلنا عدم القدرة على سداد ديون العالم وانهيار البورصات والمصارف والعملات، وقلنا إنّ الدولار في حالة انهيار، وإنّ التضخم في ارتفاع شديد، وقلنا إنّ هنالك زلزالاً اقتصادياً يضرب العالم، وقلنا إنّ أمريكا والغرب يستعجلان الحرب بين الصين وروسيا، وقلنا هي حرب متوقع حدوثها في أي وقت، وقلنا إنّ حماس أمريكا لدعم أوكرانيا، وكذلك تشجيع تايوان على الاستقلال، كل ذلك للدفع باستعجال الحرب، رغم المحاذير من استعمال السلاح النووي، ولكن هل ستحدث الحرب..؟ نرى ذلك في مقالنا هذا.
العالم مفتوحٌ على أسوأ السيناريوهات، وكثير من خبراء الاقتصاد يتحدّثون عن بعض المعطيات منها:
١/ انهيار سوق السندات الحكومية وارتفاع العائد على السندات لأجل ١٠ سنوات الأكثر من ٣٪ في الشهر.
٢/ تخسر السندات الحكومية الأمريكية أكثر من ٥٪ سنوياً.
٣/ كثير من الدول بدأت تتخلّص تدريجياً من سندات الحكومة الأمريكية، والصين تفعل ذلك بمعدل مليار دولار يومياً.
٤/ توقف الاحتياطي الفدرالي عن شراء السندات الحكومية الأمريكية منذ شهر يونيو المنصرم.
٥/ محاولة الفدرالي الأمريكي تقليل عدد الدولارات المتداولة
في السوق بما في ذلك سندات الخزانة.
٦/ متوقع في غضون أشهر أن تُواجه أمريكا أزمة ميزانية ضخمة.
٧/ سيؤدي ارتفاع عائدات السندات الحكومية الى ارتفاع تكاليف الاقتراض للشركات.
٨/متوقع أن تواجه أمريكا موجة من الإخفاقات الهائلة لشركات غير قادرة على سداد ديونها.
٩/ من العواقب انهيار سوق الأوراق المالية الذي له أثرٌ اجتماعي كبير.
١٠/ هذا الموقف سيؤدي إلى زيادة التضخم وطباعة الدولار على نطاق واسع وغير مسبوق.
١١/ متوقع انهيار اقتصاديات الدول المرتبطة بالدولار الواحدة تلو الأخرى وهذا يؤثر على الدولار.
إذن كل هذه السيناريوهات متوقع حدوثها، ومتوقع زيادة الأزمة الاقتصادية وزيادة التضخم بالرغم من رفع سعر الفائدة المتكرر.
إذن، أمريكا تسعى لإيقاف هذا التدهور الاقتصادي، ولذلك قد تستعجل الحرب بين أمريكا والغرب من جانب، وروسيا والصين من الجانب الآخر.
أعتقد أن العالم قادم إلى نهاية القطبية الأحادية، وأن سيطرة أمريكا وهيمنتها على العالم في طريقها إلى الزوال وكذلك الدولار.
العالم الآن يمر بمرحلة صراع عنيف داخل الدول العظمى، وكثير من المحللين يعتقدون أن حرباً أهلية ستقع بين المجتمع الأمريكي، وكذلك صراع حاد خارجي وتتشكل أحلاف وتكتلات جديدة، ولذلك كثيرٌ من المحللين يعتقدون أن الحرب بين أوكرانيا وروسيا هي القشة التي قصمت ظهر البعير.

صحيفة الصيحة