في الشأن الاقتصادي… أسئلة تحتاج إلى إجابة (5-10)
فإذا تحدثنا عن إنتاج القطن وهو سلعة رئيسة في الإنتاج الزراعي السوداني وأن فوائده الاقتصادية عظيمة بالإضافة إلى إنتاج زهرة القطن تنتج لنا سلعة إضافية وهي بذرة القطن التي تنتج كما هائلاً من الزيوت، بل إننا نستطيع أن نستفيد من سيقان القطن بعد حصاده في صناعات أخرى كصناعة الأخشاب أو صناعة الورق إذ قامت مستقبلاً مثل هذه الصناعات المهمة.
فالقيمة المضافة لرفع العائد من القطن بدلاً من تصديره خام هي:
تحويله إلى خيوط ( خاصة الغزل الرفيع)
تحويل الخيوط أعلاه إلى نسيج بإنتاج أنواع مختلفة من المنسوجات القطنية.
الصباغة:
أي تلوين الأقمشة والخيوط إنتاج أقمشة ملوَّنة حسب المواصفات المطلوبة عالمياً.
هل نستطيع بوضعنا الحالي القيام بهذه العملية الإنتاجية لعمل القيمة المضافة للقطن؟
بمعنى هل لدينا المصانع التي تنتج الغزل الرفيع وهي المادة الخام الأساسية في صناعة النسيج حسب معلوماتي وإلمامي ببعض نواحي هذه الصناعة أنه كان هناك فقط مصنعين الغزل الرفيع في السودان أحدهما مصنع الصداقة في الحصاحيصا والآخر مصنع المرحوم فتح الرحمن البشير في بورتسودان.
إذاً لا يمكننا الحديث عن القيام بعمل قيمة إضافية للقطن دون أن نقوم أولاً بإنشاء مصانع الغزل الرفيع قريبة من مواقع الإنتاج لتسهيل عمليات الترحيل من المحالج إلى مصانع الغزل والنسيج وهذا مجال صناعي كان للسودان دور مهم فيه منذ أواخر الستينيات بإنشاء مصنع النسيج الأمريكي والذي آل إلى المرحوم د.خليل عثمان ثم آل إلى شركة كورية وأخيراً تم إغلاقه ووزعت أراضيه لشركات استثمارية سودانيه تعمل في مجال قريب من المجال الزراعي.
إذاً ضمن مهام هذا المجلس الزراعي الاقتصادي أن ينظر في المسائل المعنية بأعمال القيمة الإضافية للمنتجات والعمل على إنشاء الصناعات التحويلية المطلوبة ودعم المستثمرين في هذا المجال وتحفيزهم للوصول للطفرة الصناعية الزراعية المطلوبة في تطور زراعة وصناعة الأقطان في السودان.
المثال الآخر
صناعة الزيوت من إنتاج الحبوب الزيتية المنتجة من الزراعة.
أولاً: مراجعة صناعة الزيوت المحلية ومعرفة التزامها بالمواصفات والمقاييس العالمية التي تمكنها من المنافسة العالمية مع الاهتمام بنوع ومقاسات وأوعية مواد التغليف لهذه السلع، وهل يمكن تحويل الزيوت السائلة إلى زيوت متجمَّدة؟ وهي الزيوت الأكثر استهلاكاً في أوروبا لسهولة تخزينها وهي تعمل في شكل مكعبات قريبة من الزبدة ولكنها زيوت طبخ جامد وهي الأكثر استهلاكاً في أوروبا كما شاهدناها عايشناها خلال سنوات دراستنا في تلك البلاد وحتى اليوم.
ينطبق هذا المقترح على جميع السلع الغذائية التي تنتجها في مجال الزراعة.
أما فيما يتعلق بعلف الحيوان فهناك أيضاً مجالات واسعة لصناعة العلف من مخلفات حصاد الحبوب الزراعية وإنشاء المصانع وإضافة بعض المواد الغذائية للعلف الحيواني الطبيعى حتى يساعد في نمو وإنتاج الثروة الحيوانية سواءً أكان ذلك من ناحية إنتاج الألبان أو إنتاج اللحوم والمطلوب هو الاستفادة القصوى من كل ما تنتجه الأرض من منتجات زراعية ومخلفاتها وكيفية الاستفادة من هذه المخلفات على الرغم من أنها تكون كعلف طبيعي للرحل في مساراتهم نحو الكلا والماء، إلا أن تصنيعها سوف يعود بالتأكيد بفوائد وعائد مادي ومغزي للحيوان بدلاً من تركها للطبيعة السائبة أو كالمراعي المفتوحة.
فالدول المتقدمة تعرف كيف تحدِّد لثروتها الحيوانية أنواع الغذاء المختلفة التي تحقق النمو المطلوب للثروة الحيوانية وسوف نأتي للحديث عن الثروة الحيوانية لاحقاً.
صلاح عبدالله
صحيفة الصيحة