هاجر سليمان تكتب: الجيش والمجلس السيادي
تستعد القوات المسلحة هذه الايام للاحتفال بعيدها الثامن والستين، لتكون بذلك قد اكملت ثمانية وستين عاماً من العطاء المتواصل، فالجيش شئنا أم أبينا هو المؤسسة الاولى بالدولة وحائط الصد المنيع وحامى حمى الوطن، وهو المنوط به الحفاظ على سيادته ووحدته الوطنية وحماية الحقوق الدستورية والحفاظ على اركان الدولة من الانهيار.
لذلك ليس من الحكمة الاساءة لمؤسسة تمثل الدولة رغم اعترافنا جميعاً واتفاقنا على فشل المجلس السيادى فى حفظ هيبة الدولة وسيادة حكم القانون وحماية الانتقال والتداول السلمى للسلطة.
وعلى مر تاريخ السودان جاءت تدخلات الجيش لحفظ الدولة من الانهيار والتآكل، وحتى حينما انحاز الجيش للشعب فى ثورة ديسمبر كان قراره بالانحياز للمواطن نزولاً لرغبته فى التغيير حقناً للدماء، اما ما حدث بعد ذلك من تشكيل لمجلس عسكرى وتطويره لمجلس سيادى كان بمثابة خطوة للتوافق، الا ان الفراغ الذى خلفه المجلس السيادى فى الحفاظ على تماسك الدولة جعله غير مرغوب فيه وكان سبباً فى ثورة شعبية من المفترض ان توجه ضد مكونات مجلس السيادة، ولكنها امتدت حتى شملت الاساءة لمؤسسة عريقة لها باع كبير فى الامن والسلم الاقليمى والعالمى.
يجب الا ننظر للجيش من زاوية (البرهان) و (كباشى) و (العطا)، فالجيش مؤسسة دولة تضم كل الوان الطيف القبلى والاجتماعى والسياسى، ولكن ذلك التنوع مجتمعاً حينما يوضع فى سلة واحدة يكون ذا هدف موحد وتجمعهم فكرة واحدة وغاية واحدة وهى الذود عن الوطن.
وتاريخ الجيش السودانى حافل عالمياً واقليمياً ومحلياً، وله مشاركاته التى لا يغفلها التاريخ ولا العالم فى حروب مهمة، ويذكر التاريخ ان وحدات من الجيش السودانى شاركت فى الحرب العالمية الثانية، كما ان وحدات منه شاركت مع الجيش المصري في حروب محمد علي باشا خديوي مصر وفي القرم إلى جانب تركيا، ثم في المكسيك سنة 1862م عندما طلبت كل من فرنسا وإنجلترا وإسبانيا من خديوي مصر إرسال فرقة من السودانيين لحماية رعاياها ضد العصابات المكسيكية، هذا بالاضافة لمشاركاته الأخيرة فى أمن وسلم دول الجوار ومشاركاته فى ما سميت (عاصفة الحزم).
فمثلما كان الجيش قادراً على حماية رعايا اوروبا من بطش عصابات المكسيك، فهو قادر كذلك على حماية شعبه من اى تحرش اقليمى او عالمى، والجيش السودانى قوى جداً، ولا يضعفه سوى الزج به فى متاهات هو فى غنى عنها.
ويجب ان تكون المرحلة القادمة مرحلة لتقديس الجيش السودانى ولم شمله واعادة بنائه وتقويته ودعمه وتأهيله، والاهتمام بالكادر البشرى وتنشيط الدورات المحلية والعالمية، وفتح باب التجنيد وتحسين الامتيازات ودعمه لوجستياً ومادياً ومعنوياً، وتوفير الآلة والسلاح والعتاد الحربى، والعمل على ترفيع قياداته واطلاق يد الجيش فى الحدود السودانية لحماية الثغور والدعم المعنوى للقوة مع التحفيز لهم.
سيظل الجيش مؤسسة ضخمة والحامى الاول لكل المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات، وسيظل حارساً للدستور وحامياً له وحائلاً دون تطويعه والعبث به وبمكوناته، حفاظاً على هيبة الدولة وسيادة حكم القانون.
كسرة:
قرار تفكيك السيادي قرار صائب، شكلوا مجلساً اعلى للجيش لحماية الدولة، واتركوا المدنيين يشكلون حكومتهم براحتهم، ولكن يبقى السؤال الجماعة ديل منتظرين شنو؟
صحيفة الانتباهة