محمد عبد الماجد يكتب: مطلوب حكومة (مستعجلة)
(1)
في اكتوبر القادم أي بعد اقل من ثلاثة اشهر، سوف يكون الانقلاب الذي اطاح بحمدوك وحكومته ثم اعاد حمدوك بشكل (فردي) ليستقيل بعد ذلك قد اكمل العام. مع ذلك فان الحكومة الانقلابية فشلت في ان تحدث أي اضافة جديدة، وعجزت عن الوفاء بالوعود التى اطلقتها في البيان رقم واحد. فشلوا حتى في اكمال (انقلابهم) ليبقى السودان (معلقاً) بهذا الوضع المخيف.
تخيلوا ان انقلابهم عاجزين عن اكماله، فهذه الحكومة تعمل بجهد المقل، وهى لا حول ولا قوة لها.
السودان الآن بدون حكومة – نعاني من فراغ دستوري في كل شيء ، وتدار البلاد من خلال وزراء مكلفين ، يعملون بنصف القيمة او اظنهم يعملون باليومية او رزق اليوم باليوم.
لهذا حدث هذا (التفكك) ووقع ذلك (الانهيار) ودخلت البلاد في دوامة من الفشل والضياع والخراب، لأن السلطة عليها (انصاف مسؤولين) لا يحلوا ولا يربطوا في ظل هيمنة حميدتي والبرهان على كل شيء، الى جانب الحركات المسلحة التى ترضي بحظها من (الكعكة) ولا يهمها بعد الحصول على نصيبها السودان في شيء.
كانوا ينتقدون حمدوك لأن الحكومة عجزت عن تشكيل (المجلس التشريعي) ، وانقلبوا عليه لهذا السبب. فقط كانت سبة حمدوك عدم وجود (مجلس تشريعي).
انظر للأوضاع الآن الحكومة بدون مجلس تشريعي وبدون مجلس وزراء وبدون حتى مجلس سيادة.
تكرست السلطة كلها في يد البرهان وحميدتي.
الحكومة تعمل بوزراء وولاة (مكلفين) لنعيش في هذا الفراغ والضعف المميت.
(2)
فشلت الحكومة في تعيين (رئيس وزراء) ليبقى المنصب خالياً بعد رحيل حمدوك.. كأن المنصب يعرف قيمة حمدوك ويدرك وزنه لذلك رفض كل من رشح اليه.
حتى الذين رشحوا ليشغلوا منصب (رئيس الوزراء) اعتذروا عن قبول المنصب الذي يبحثون عن اشغاله الآن عن طريق (المبادرات) و وشيوخ الخلاوي بعد ان عجزوا في تقديم شخص له بمؤهل علمي وخبرات سياسية وكفاءة عملية.
عشرة شهور والبرهان عاجز عن تعيين رئيس وزراء خلفاً لحمدوك وهو الذي كان يتحدث عن اكمال هياكل الحكومة في ظرف اسبوع من انقلاب 25 اكتوبر.
لماذا تسكتون على حكومة بهذا الضعف والفراغ والضياع والوطن والشعب في النهاية هما من يدفعان الثمن؟
الانهيار الاقتصادي والتفلتات الامنية والتعدي على الدستور وعلى المواطن يحدث بسبب الفراغ الدستوري.
حالة اللا حكومة المزمنة التى يعيش فيها السودان سوف تؤدي الى عواقب اسوأ من تلك العواقب التى نحن فيها الآن.
السودان في حاجة لحكومة (مستعجلة) . ليس عند البرهان وحميدتي شيء يقدماه لهذا الوطن لهذا كان اللجوء الى خيار (المبادرات).
هل يمكن ان يحكم السودان بالمبادرات مثل صناديق (الجمعيات التعاونية)؟
(3)
بغم /
يبدو ان امل الحكومة الحالية الوحيد هو ان تأتي امطار وسيول وفيضانات وتقضي على نصف الشعب السوداني او تقضي عليه كله لتبقى هذه الحكومة.
لقد فشلت الحكومة حتى في توفير خدمة كهربائية (متوسطة) للشعب السوداني.
افضل لك ان يحكمك (فاشل) من ان يحكمك (عاجز) .. كانت حكومة الانقاذ (فاشلة) وهذه الحكومة (عاجزة) والفشل افضل من العجز.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة