صباح محمد الحسن تكتب: عقار يستغنى أم يتنكر !!
تضاربت مصالح مالك عقار رئيس الحركة الشعبية وتعارضت مع خطوط المبدأ في الحركة الشعبية ، وكان لابد أن تحدث هذه التقاطعات على طريق ماعادت وجهة قياداته واحدة ، فالخلاف في وجهات النظر الجوهرية التي هزّت البيت الداخلي للحركة، جعلت الهواء الساخن يخرج للعلن، وكان ذلك أمر متوقع حدوثه في وقت قبل ذلك بكثير فعندما اختار الرئيس ضرب جدار المبدأ بعصاة المصالح واختار الإنقلابيين كان هذا كافياً لإحداث هذا التصدع عاجلاً او آجلاً. وبالأمس استنكر عدد من قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح عقار، ما تم تداوله عبر رسالة نُسبت إلى رئيسها مالك عقار فحواها أن الحركة الشعبية لتحرير السودان لا تمثيل لها في الحرية والتغيير. وقالوا في بيان امس، ممهور بتوقيع عدد من قياداتها، إن الحركة الشعبية لتحرير السودان اتخذت قراراً ضمن فصائل الجبهة الثورية في المؤتمر التداولي في الدمازين مارس 2022م، بالاستمرار في عضوية الحرية والتغيير، مؤكدة أنها جزءٌ من الحرية والتغيير وضد الانقلاب و”لا تراجع عن ذلك”. وأكدوا تمسكهم القاطع بكل ما حققته اتفاقية جوبا للسلام، وأضافوا: “اتفاقية السلام مرتبطة عضوياً بتحقيق التحول المدني الديمقراطي، والحركة الشعبية لتحرير السودان من المؤسسين لقوى الحرية والتغيير 2019، كما أنها من الموقعين على إعلان قاعة الصداقة أغسطس 2021، ولعبت دورًا رئيسيًا في ذلك”. وأضافوا في بيان (ياسر عرمان، الحاج بخيت، إحسان عبد العزيز، منال الأول)، أنه منذ وقوع انقلاب 25 أكتوبر 2021 حتى الآن ظلت الحركة الشعبية لتحرير السودان ممثلة في جميع هيئات الحرية والتغيير ولجانها المتخصصة. وأعلن مصدرو البيان أن “الحركة الشعبية لتحرير السودان ستظل مع الشارع السوداني المناهض للانقلاب ولا حياد في الاختيار بين الجماهير والشارع والانقلاب وأضافوا: الحركة الشعبية سوف تستمر في مقاومة الانقلاب وفي العملية السياسية التي تؤدي إلى سلطة مدنية ديمقراطية وتحافظ على ما تحقق من سلام وتنفيذه واستكماله ووصفوا البيان المنسوب لمالك عقار بالمؤسف وبأنه لن يحظى بتأييد الغالبية الساحقة من قيادات وأعضاء الحركة الشعبية وجماهيرها وأصدقائها، ودعوا جميع قيادات الحركة الشعبية إلى التعبير عن رأيهم علناً. وحديث عقار يكشف أنه عندما اختار الوقوف الى جانب البرهان كتفاً بكتف لم يكن هذا من أجل اتفاقية سلام جوبا و (لا يحزنون ) فالرجل أكد بتصريحاته ان مناصرته للانقلاب الذي يعد جزءاً منه هي مناصرة عن قناعة وإيمان بالفكرة للحد الذي جعله ( يتنصل ) عن كل مايلزمه ومايتعلق بتحقيق التحول المدني الديمقراطي ولكن هل يمكن ان يكون عقار نزع الجلباب السياسي واعتذر عن دوره في الحركة الشعبية لدعم عملية التغيير السياسي وتخلى عن كل احلامه وطموحاته السياسية واختار ان يكون شخصية قائدة لحركة عسكرية لا تنظر أبعد من طاولة المجلس الإنقلابي !! وماقصد رفاق دربه تذكيره به، هو ما تعمد عقار إسقاطه عن قصد فعقار لا يجهل ماتم في المؤتمر التداولي في الدمازين مارس 2022م، والذي يتحدث عن الاستمرار في عضوية الحرية والتغيير، لكنه لا يريد الاستمرار فيها ونكص العهد والمواثيق واختار البرهان ، فعندما لم يفهم قادة الحركة قصده واختلطت عليهم مواقفه مابين المستغني عن المبادئ او الناكر لماضيه صرح بأن الحركة لا تمثيل لها في قحت. ولكن هل هذا يعني ان عقار يسقط تمثيل عرمان ورفاقه في قحت ام يسقط تمثيلهم في الحركة الشعبية نفسها ، فمالم يقله عقار انه غير راغب في هذه القيادات مستقبلاً، لكن هل يتخلى عقار عن الأغلبية من جماهير الحركة الشعبية التي لا تتفق معه ، من أجل (عيون البرهان) وان حدث انشقاق لهذه المجموعة التي اختارت الانحياز للديمقراطية واختارت الشارع فماذا تبقى لعقار سوى سلاحه !! طيف أخير: كأنه بحرٌ أرهقتهُ العواصِف وممرات السفن، أتدري ما معنى أن يتعب الوطن!!
صحيفة الجريدة