دكتور أحمد عثمان.. روعة المنصة المهنية
زارني أمس في مقر سكني بلندن الاخ والصديق العزيز, المحامي و المستشار القانوني دكتور أحمد عثمان،للاطمئنان على صحتي بعد عملية جراحة كبيرة في الحنجرة .
سعدت بروحه السمحة الطيبة، ومشاعره الجميلة ودعمه المعنوي الذي تواصل قبل وبعد مرضي واجراء العملية الجراحية .
دار بيننا نقاش اعتبره رائعا ، وقد اضفت ثقافة ووعي ومهنية دكتور أحمد وإنسانيته أجواء حيوية على حديثنا ، ما أثار في نفسي راحة وارتياحا وسعادة واعتزازا بدور المثقف المنحاز لحقوق أهله المشروعة في السودان.
دكتور أحمد، معروف بمواقفه النضالية التي تنطلق من منصة مهنية قانونية وسودانية وطنية وانسانية، والأهم في هذا السياق أنها تحترم حقوق الانسان، وأرى ان هذا الجانب يشكل قاسما مشتركا بيني وبينه .
سعدت بزيارته أيضا لأنه قادم من الدوحة الحبيبة ، إذ أن لها ولأهلها مكانة رفيعة في قلبي وعقلي، وهذا نتاج تفاعل يومي لأكثر من ثلاثين سنة في كل مجالات الحياة ، وخصوصا في عالم الإعلام والسياسة والاقتصاد،وقد تواصل ويتواصل اهتمامي ودعمي للتطورات الايجابية في قطر ، رغم مغادرة الدوحة اضطراريا في العام ٢٠١٥، انطلاقا من قناعات مبدئية ومهنية وانسانية .
تفاعلات زيارة دكتور أحمد عثمان شكلت تعزيزا لجسر تواصلنا القديم المتجدد ودعما لقناعة مشتركة تشدد على أهمية وحيوية أن تنطلق مواقف المهنيين السودانيين الوطنية من منصات مهنية انسانية ، ما يكسبها فاعلية أكبر ، وتأثيرا أقوى لا يعرف الخنوع أو الانكفاء أو حربائية الموقف الانتهازي ، الذي ينطلق من مصلحة شخصية لا وطنية عامة.
ما يميز دكتور أحمد عثمان عمر بالاضافة الى نجاحه المهني في مجال المحاماة والاستشارات القانونية أنه أصدر عددا من المؤلفات في القانون والسياسة ، وهو أيضا صاحب قلم ثائر ضد الظلم والديكتاتورية ، ومتمسك من دون مساومات بحقوق الشعب الإنسانية ، ولديه مساهمات تحليلية وآراء نشرها وينشرها في الصحافة الالكترونية، وقاسمها المشترك يتجلي في انحيازها لخيار شعب السودان المشروع في الحرية والعدالة والمساواة والعيش الكريم.
أرى أن روعة أي موقف وطني تنطلق أولًا من مبدئيته ومهنيته واحترامه وتمسكه الصارم بحقوق الإنسان ، وأعني هنا الإنسان السوداني ، إذ أن مثل هذا الموقف يطل في كل الأزمنة بوضوح شديد، ومن دون نفاق أو تلون أو انكفاء على الذات ، أو سكوت عن قول كلمة الحق في وجه الحاكم الديكتاتوري الظالم ، وفي الوقت الصعب,أي في زمن تسلطه الشديد وبطشه وظلمه وبشاعة أفعاله، وليس بعدما يضعف أو يزول .
دكتور أحمد عثمان عمر ، المهني، الناجح، صاحب موقف داعم لشعبه ، وفي صدارة صفوفه شباب (المقاومة) من الجنسين .. تحياتي وتقديري .. حفظك الله .
لندن – ٨ أغسطس ٢٠٢٢
صحيفة التحرير