عبد الله مسار يكتب : غياب فولكر وسفراء عرب عن مبادرة الشيخ الطيب الجد
الطيب الجد شيخ سجادة سودانية معروفة، مركزها أم ضواً بان، وهو عالم وقاضٍ وفقيه، ومنتشر المريدين وصاحب رأي.
دعا إلى مبادرة وطنية لجمع أهل السودان، سُميت نداء أهل السودان، وذلك لاجتماع أهل السودان في مائدة مستديرة للاتفاق على متبقي الفترة الانتقالية وبرنامجها ومدتها وتكوين حكومتها.
وحشد الشيخ بدر لهذه المبادرة، أغلب أهل السياسة والرأي والإعلام، وحتى السلك الدبلوماسي، وبدأ بخطوات جادة نحو غاية جمع الفرقاء من أهل السودان حول هذه المائدة. وهذه المبادرة وجدت قبولاً مقدراً من لفيف من المجتمع السياسي والإداري والمجتمعي ومنظمات المجتمع المدني، بل قبولاً من بعض حركات الكفاح المسلح، وحتى المكون العسكري.
ودعا الشيخ الجد، كل البعثات الدبلوماسية بالخرطوم، وحضر عدد مقدر إلى أم ضواً بان، غاب عنه سفيرا الإمارات والسعودية، وغاب فولكر في شخصه وبعض وزراء الترويكا، وكان غيابهم محل سؤال، لماذا غابوا عن مبادرة وطنية خلفها أغلب أهل السودان وحضروا ورشة الحرية والتغيير في دار المحامين؟
إنّ الأمر يحتاج إلى الوقوف عنده!!
هل سفراء هؤلاء الدول هم مع بعض أهل السودان ويعملون في تفريق وتمزيق لحمة أهل السودان، وهل هم فقط مع طرف محدد من أهل السودان، يعني يمثلون دولهم عند بعض أهل السودان دون أن يكونوا لكل الوطن السودان..؟
ثانياً ما مصلحة هذه الدول في شتات الصف السوداني، حيث نعلم أن استقرار السودان من استقرار تلك الدول وخاصة العربية.
ثالثاً نحن نعلم دعم بعض هذه الدول لتغيير حكومة البشير في الخرطوم، وكنا نعتقد أن هذا الدور معني منه مساعدة أهل السودان وليس تدخلاً في شؤون السودان ومع بعض السودانيين ضد بعض.
رابعاً هذه الدول ذات علاقات وطيدة مع شعب السودان قبل حكومته، وعلى علاقة مع رجال الدين والإدارة الأهلية، لا يتوقع عاقل غيابهم عن فعالية ينظمها شيخ سجادة في وزن الشيخ الجد، خاصةً إنّ الفعالية يشترك فيها اغلب أهل السودان.
خامساً الشعب السوداني يعلم أن بعض الدول وخاصة الغربية، الخط السياسي ومصالحها نحو أهل الدين في السودان (مش ولا بد)، ولكن لا يوجد مبرر لسفراء دول إسلامية وعربية.
سادساً إنه تصرف يحتاج للوقوف عنده، لأنه لم يحدث في السودان منذ الاستقلال أن وقف سفير دولة عربية وإسلامية مع طرف من أطراف الدولة، كانوا دائماً مع الجميع، لأنّ مصلحتهم مع كل أهل السودان وليس جزءاً منه، ولذلك غريب هذا الموقف…!!!
سابعاً هل هذا يعني أن الذين لم يحضروا فعالية الشيخ ود بدر عاوزين دفع السودانيين نحو الشقاق والاختلاف والصراع وعدم الاستقرار وتوسيع الشقة بين أهل السودان..؟
إن الأمر يحتاج إلى وقفة وإعادة نظر في علاقات شعب السودان مع بعض الأصدقاء قبل الأعداء.
على إخوتنا سفراء العالم العربي والإسلامي بالخرطوم أن ينظرون في وضع مصالحهم بتأنٍ وبقراءة موضوعية في كل الأحوال، ولكن الانحياز لطرف قطعاً ليس في مصالح دولهم.
على العُموم في الأمر انتباهة من غالبية الشّعب السُّوداني.
صحيفة الصيحة