محمد عبد الماجد يكتب: البشير في كوبر (رئيساً)
(1)
يبدو أن الحكومة وصلت للمرحلة التى تصل فيها الازمة الى اوجها – عندما تتعقد الامور وتغلق الابواب، يأتي من اقصى المدينة رجل يسعى ليقول لأصحاب المشكلة (باركوها يا جماعة) بعد ان يكاد الدم ان يبلغ (الركب)، وهو يهمهم بين الفينة والأخرى (ألعنوا الشيطان يا جماعة).
الحكومة الآن في مرحلة (باركوها يا جماعة) وأفضل من يقوم بهذا الدور هم شيوخ الطرق الصوفية وزعامات العشائر والقبائل.
السياسات والحكومات لا يمكن ان تدار بـ(باركوها يا جماعة)، ربما هذا هو كل ما عند البرهان وحميدتي.
اللجوء للخيار الاخير (باركوها يا جماعة).
(2)
الحكومة التى تستمد سلطتها من (المبادرات) لن تستمر طويلاً – نحن في مرحلة النهايات فمثل هذه المبادرات المطروحة الآن دائماً تأتي قبل اسدال الستار على فترة زمنية محددة وقبل زوال السلطة وتشيعها الى مثواها الاخير.
المسألة اضحت مسألة (وقت) لا اكثر من ذلك.
قد تكون الحكومة نفسها اقتنعت بذلك ، لكن من الذي يقنع (المعارضة).
لو كنا نمتلك معارضة (كاربة قاشها) كان استلمت السلطة وأنهت تلك الحقبة السوداء في تاريخ السودان.
ماذا تنتظرون؟ اتتكم السلطة وهي تجر اذايلها.
(3)
المبادرات الفاعلة الآن او الناشطة سياسياً.. هي مبادرات تعمل من اجل اعادة البشير.
نحن امام البشير الاخير.
مثلما ذهب البشير الى (القصر) في بداية عهده بالسلطة (حاكماً) ربما يذهب في نهاية الطريق الى (كوبر) رئيساً.
بعض المسرحيات تنتهي بالعودة الى نقطة البداية.
لا اختلاف كبير في السلطة بين البشير في القصر والبشير في كوبر (نفس الشيء) ، (نفس الزول) – الاختلاف فقط في الشارع وفي الشعب ، اما في السلطة فلا يوجد خلاف وليس هناك فروقات.
اللجنة الامنية اسقطت البشير من اجل ان تحكم .. واذا كانت عودة البشير سوف تعني ان يبقوا في الحكم وان يستمروا فيه فلن يمانعوا من عودته.
كل الذي يهمهم ان يكونوا في السلطة.
من يجرب (السلطة) لا يتنازل عنها إلّا للسجن.
لا توافق ولا حوار ولا مبادرات سوف تؤدي الى ان يتنازل البرهان وحميدتي عن السلطة.
كل الحوارات وكل المبادرات تدور على ان يتوافق الشعب والقوى السياسية في ان يبقى البرهان وحميدتي في قمة الهرم السلطوي.
على هذا تقوم مبادراتهم .. على هذا يحاورنكم.
عندما اقتربت فترة رئاسة المدنيين لرئاسة مجلس السيادة انقبلوا على الحكومة.
رفضوا ان يتنازلوا عن (كرسي) واحد .. هو كرسي رئاسة مجلس السيادة .. هل يعقل ان يتنازلوا عن (كراسي) السلطة؟
(4)
بغم /
في كرة القدم لا يعتزل اللاعب إلّا بعد ان يقنعوه بمهرجان كبير وينظموا له (ماتش) الاعتزال.
اقنعوا البرهان وحميدتي بـ (ماتش) الاعتزال.. الافضل لهما ان يعتزلا وهما في (الملعب) بدلاً من الاعتزال وهما في (الكنبة).
صحيفة الانتباهة