مقالات متنوعة

صباح محمد الحسن تكتب: البلطجة على أصولها !!


لم يكن اقتحام مجموعة عناصر النظام المخلوع لدار المحامين بالعمارات شارع (٦١ ) ،والتي استخدمت العصي و الهراوات، وقامت بالاعتداء على المشاركين في ورشة الإطار الدستوري للانتقال، سلوك جديد يستدعي عندك الدهشة، فاسلوب الاعتداء والغدر من الخلف هو سلوك كيزاني معروف، فتاريخهم منذ بداية مشوارهم السياسي يبدأ بالعنف فكانوا يستخدمون السيخ والعصي وأحياناً السلاح الناري داخل الحرم الجامعي لحسم القضايا السياسية في أركان النقاش، وكلما لجأ ( الكوز ) للعنف ، أيقن بلا شك انه مهزوم سياسياً واجتماعياً وداخلياً، لايستخدم العصا إلا في حالات ضعفه ، فاسلوب الضرب والتعدي عند علماء النفس والسلوك العدواني هو إضطراب وضعف تعاني منه الشخصية جوهرياً وتحاول ان تثبت عكسه ظاهرياً. والهزيمة التي تعاني منها الفلول هذه الأيام هو فشل (مبادرة الضريح) التي سكبت عناصر المؤتمر الوطني كل احلامها وأمانيها المستقبلية لمحو حاضرها الكئيب سكبتها في ماعون الشيخ الطيب الجد، وظنت ان السودانيين جميعهم سيشربوا على طريقة ( بركاتك ياشيخ ) من هذا الماعون ولم تتوقع الفشل للمبادرة فالمبادرة خططت لها قيادات المؤتمر الوطني وقصدت بذلك خدعة المجتمع الدولي بتشكيل حاضنة سياسية للانقلاب ، فهي لم تكن من أجل التصالح ولم الشمل بين ابناء الوطن الواحد من فرقاء السياسة ، فإن كان الجد يسعى للم الشمل لدعا الاطراف المعارضة ولو تمت دعوتها ورفضت كان يعلن عن اعتذاره عنها لكنه لم يقصد بها ابناء الوطن فهي مسرحية للخارج ، فالمجتمع الدولي الموجود بالداخل رفض المبادرة ولم يلبي الدعوة وقاطعها من سفراء الترويكا أمريكا، النرويج بريطانيا ، والسفير السعودي والسفير الإماراتي ورئيس البعثة الاممية السيد فولكر ، لذلك لم تحقق المبادرة مكاسبها الاساسية لذلك لم يتبقى إلا ان يقرأ الشيخ الطيب الجد الفاتحة على روحها. ولأن فشل المبادرة هو سبب غضب الفلول ، و كانت (حيلتهم) للعودة والتحايل السياسي ولأن فولكر قاطع المبادرة ولبى دعوات أخرى (جن جنونهم ) ألم يكن لفولكر النصيب الأكبر من الهتافات في دار المحامين فما علاقة فولكر بورشة الإطار الدستوري للانتقال ولكن أن الغضب عليه له اسباب أخرى فما حدث لا مسمى له سوى انه ( بلطجة على إصولها ) بدأ لها التحريض من قبل القيادات المتطرفة في المساجد وفي السوشيال ميديا حثوا فيها عناصرهم لاستخدام العنف، هذه الطريقة ( الرخيصة ) في ميادين النزال السياسي، والتي عكست الحالة المتأخرة التي تعاني منها الفلول ، الذي ماتبقى لهم الا ان ( يسرحوا) ويصرخوا بالشارع، من فرط مايعانوا من توهان ولم يخسر الذين كانوا داخل القاعة بل كسبوا ، وأكدوا انهم أثاروا غضب الفلول حد الهستيريا والتهور ، فالعمل النقابي والحوار الحر والديمقراطي في التعاطي مع القضايا السياسية الراهنة يشعرهم بالرعب ويثير في دواخلهم الخوف، وحدث من قبل عندما هاجموا اللجنة التسييرية لنقابة الصحفيين، وكيف هددوا وحرضوا لفشل قيام الجمعية العمومية للصحفيين السودانيين، لكنهم فشلوا في اجهاضها وقامت رغم تحديهم ومحاولاتهم البائسة. والغريب أنهم يحدثونك عن ضرورة قيام الانتخابات في موعدها، ويمارسون بث الاشاعة وتزييف الحقائق بأن الاحزاب السودانية ليس لها قدرة على خوض الإنتخابات فالذي لا يتحمل إقامة ورشة كيف له أن يتحمل قيام انتخابات حرة نزيهة، ولنا أن نسأل الانتخابات التي تريدون قيامها في موعدها (جهزتوا ليها كم عصاية) ؟! طيف أخير: شعور مؤلم عندما لا تجد طريقة مثالية تعبر بها عن أنك لست بخير

صحيفة الجريدة