مقالات متنوعة

هاجر سليمان تكتب: كلام الغابات

وبالأمس تلقيت اتصالا هاتفيا من البروفيسور عبدالعظيم ميرغني المدير السابق لهيئة الغابات، ناقشني الرجل حول ماورد في زاويتنا تحت عنوان (غابة السنط بين ولاية الخرطوم والغابات) وكيف ان تلك الغابة اصبحت مرتعا للعصابات المتفلتة وكنت قد اقترحت ان تضع الولاية يدها عليها بغرض تطويرها والحفاظ عليها وليس لأي غرض آخر خاصة في ظل صمت (الغابات)، ولكن بروف عبدالعظيم ميرغني تبرع مشكورا بسرد ماقامت به الغابات من جهود ومساع وما وضعته من خطط للتطوير دون استجابة من الحكومات السابقة .
بحسب البروف ميرغني فان غابة جبل باوزر (غابة السنط) وباوزر لمن لا يعرفه فهو (خواجة) كان مسئولا من مكب نفايات حول لاحقا الى اضخم محمية طبيعية واصبحت غابة السنط والتسمية تأتي لان جل اصناف الاشجار هي من نوع (السنط) وبحسب ماورد فان الغابات وضعت العديد من الخطط وسعت لتطويرها بغرض تحسين الغابة وتحديثها لتصبح مواكبة .
بحسب مارشح من معلومات لدينا عبر المكالمة الهاتفية وعبر المستندات التي جاد لنا بها بروفيسور ميرغني فان الغابات ظلت سنويا تقدم خططا على مر الأجيال والحكومات المتعاقبة تستعرض فيها خططها الرامية لتطوير غابة جبل باوزر والتي شملت ما ذهبنا اليه من اتجاه من تسوير وعمل بوابات وادخال خدمات ورصف وتحديد لمسارات وطرح عطاءات للاستثمار فيها بإنشاء دورات مياه واماكن مخصصة لتناول الأطعمة وترقية الخدمات بداخلها وزادت خطط الغابات على افكارنا بان اتجهت لتقسيم الغابة الى جزءين جزء مجاني والجزء الآخر للاستثمار يحوي العابا واساليب ترفيهية حديثة وجاذبة يكون مقابل تذاكر دخول لتعويض فاقد الخدمات بالحظيرة المجانية .
سررت حقيقة بالمكالمة الهاتفية التي أطلعتني على كثير من المعلومات التي كنت أجهلها تماما وبدأت أنظر للموضوع من زاوية مختلفة وان كان همنا الاساسي هو القضاء على الجريمة داخل الغابة وجعلها مكانا جاذبا للسياحة والسياح وبالتالي موردا هاما للدولة، وحقيقة فكرة الحفاظ عليها كغابة يعتبر أمرا هاما .
انا مع تطوير الغابة وادخال خدمات ضرورية فيها وتسويرها ولكن ضد طرح العطاءات للاستثمار فنحن لانريدها شأنها شأن اي متنزه مصنوع بالعاصمة او كأي حديقة العاب ولكن نريدها غابة كما هي مع القليل من الاضافات والافكار التي يمكن ان تقوم بها (الغابات) والمتمثلة في التسوير والحيلولة دون حدوث اي اختراقات لتلك الاسوار ومنع اي محاولات اختراق وإقامة بوابات وإدخال خدمات دورات المياه مع الاستعانة بطلاب الفنون الجميلة جامعة السودان لتصنيع مقاعد بأشكال فنية جميلة تنتشر بالغابة واسفل الأشجار مع تقنين نقاط بيع الاطعمة وترقيتها لأكشاك جميلة توزع بطريقة جيدة مع مراعاة ظروف الباعة وتعيين حراسات دائمة للغابة لمنع وقوع اي حالات تفلت .
نحن لايهمنا ان تبقى الغابة تحت ملكية الغابات او ان تنقل للولاية ولكن حينما طرحنا فكرة إحالتها للولاية كان الهدف هو الحفاظ عليها وعلى المواطن والاستفادة منها وتطويرها ولكن طالما ان الغابات لديها كل تلك الخطط فلا موانع من ان تظل الغابة تحت سيطرة وملكية الغابات والاستجابة لنداءاتهم المتكررة بإعانتهم في تطويرها وتحديثها ..
والأفضل لنا ان نترك العيش لخبازو وكما ان أهل مكة أدرى بشعابها فكذلك الغابات تعرف جيدا كيف تحافظ على مكتسبات البلاد .. فـ(دحين) أبقو عشرة ..

صحيفة الانتباهة