مقالات متنوعة

هاجر سليمان تكتب: الجيش .. هذه بضاعتكم !!


وعرضت في الصباح الباكر مضادات الصواريخ والكاتيوشا والمدافع الثقيلة وآليات الحرب الروسية واخرى سودانية الصنع بايدي خبراء منظومة الصناعات الدفاعية، ثم ان القوات عرضت كتيبة تلو الاخرى تسير كرمال الصحراء المتحركة وكأنها في طريقها للغزو مدججة بالسلاح البعض يقفز قفزا خفيفا والبعض يركض مسرعا والبعض يسير بهدوء ويلقون التحية لـ(البرهان) (برهان) وكأنما لسان حالها يلمز الجالسين بأن هلموا شاهدوا هذه بضاعتنا فماهي بضاعتكم؟ .
الجيش احتفل بعيده الثامن والستين في شندي التي شهدت معركة ابوطليح التي كانت بين قوات المهدي وقوات المستعمر البريطاني والتي مهدت لهزيمة البريطان وسقوط الخرطوم .
كان لاحتفال الجيش بعيده في شندي عدة رسائل قصدت القيادة ارسالها الى هؤلاء، حيث كانت اولى تلك الرسائل تحمل في متنها ان الجيش السوداني هو الاقوى في محيطه وانه لديه من العتاد الحربي والقوات ما يكفي للاطاحة بدولة ناهيك عن تحرير مدينة او حتى مناطق حدودية .
ثاني تلك الرسائل اكدت على ان الجيش هو جيش السودان وليس جيش شخص بعينه، وانه يضم كافة الوان الطيف القبلي والمجتمعي وانه يمثل الدولة والشعب فهو خط الدفاع الاول وحامي حمى الشعب ولا سواه .
ثالث رسالة وهي ان الجيش لايقبل القسمة على اثنين ولا يمكن استبداله بأي قوة اخرى وان اي اضافات اخرى له لا تخرج عن صياغ كونها (تمومة جرتق) لا تؤثر على الجيش بل لا تزيده الا قوة وصلابة، وقد خاب من حمل أجندة تفوح منها رائحة الدمار والتخريب فالجيش عصي على كل من يحاول المساس به ولن يطوعه الا قائد يعرف كيف ومتى يقوده والى أين سيقوده وما الهدف من ذلك .
والرسالة الأخيرة فاحت منها رائحة الضمنية وانتفت عنها علاقة السببية وجاءت واضحة لتعلن على الملأ ان الجيش واحد وانه مهما فعل الآخرون ومهما كونوا من قوة فلن يهزموا الجيش .
الحشود من قوات الصاعقة وقوات مكافحة الإرهاب وقوات حرب المدن وحرب العصابات ثم قوات الاحتياطى مرورا بالبرية والمشاة والبحرية والجوية والدفاع الجوي ثم المهندسين والصاعقة والمحمولة جوا وقوات الاقتحام، طائرات ميج ٢٩ وسوخوي وطائرات مقاتلة طراز ٢٠٠٠ ومدافع سمعنا عنها واخرى لم نسمع بها وأخطر انواع الصواريخ مختلفة المدى أحدث طراز الراجمات والدبابات والمصفحات والمدرعات المعدلة محليا وأساطير الاولين التي ترجمت على الواقع أسلحة مرعبة وبعد كل هذا قالوا انها عينات فقط وهذا هو (الرشاش والمطر لسة ورا) .
الجيش نفذ عرضا سريعا استغرق ساعة وبضع دقائق لما لديه من بضاعة وكأنما يقول للعالم اجمع هذا هو بعض ما لدينا فأرونا ماذا لديكم واللبيب بالإشارة يفهم .
بعض الغمز واللمز بدأ في حديث شعري لـ(حكامة) حمل في طياته رائحة، شممناها واستنشقناها وعرفنا كنهها، فيا ترى هل استطاع هؤلاء فرز تلك الرائحة أم بعدت عليهم الشقة ؟!
بالمناسبة.. قيادة القوات البرية وعلى رأسها الفريق الركن عصام كرار أبدعت في صياغة وإخراج الاحتفال وأخرجته في حلة زاهية تذكرنا بقوتنا ووحدتنا ..
كسرة..
أهلي قبيلتي لما أدور أفصل للبدور فصلي وديل أهلي ورسالتك وصلت يا (برهان) ..

صحيفة الانتباهة