الطفلة جناجرة مسيرة نجاح أثبتت أن الإعاقة لا تلغي الطاقة
تشكل الإعاقة أمام الكثيرين عائقاً وحاجزاً أمام تحقيق أحلامهم، بل أمام الحياة ذاتها، وبالمقابل استطاع الكثيرون تخطي الصعاب ولم تزدهم المعاناة والمعيقات التي يواجهونها إلا إلهاماً وقوة، فكانوا مثالاً يحتذى به ومصدر الهام لغيرهم، ياسمين عطية جناجرة من مدينة نابلس الفلسطينية، سطرت قصة نجاح جديدة مميزة احتلت مكانتها بين قصص من يعانون إعاقات مختلفة، استطاعت أن تتجاوز كل المعوقات لتثبت للجميع أن الإعاقة لا تلغي الطاقة، ولدت ياسمين بإعاقة تمثلت في شلل دماغي بسبب نقص الأكسجين أثناء الولادة، وتجد صعوبة بالغة في التحكم بتحريك يديها وقدميها، لكنها تحلت بتحدٍ وإرادة كبيرة، وخلقت لنفسها عالمها الخاص على كرسيها المتحرك توجته بالنجاح، بعد أن أنهت الثانوية العامة الفرع الأدبي، والتحقت بجامعة النجاح الوطنية.
لم تجد ياسمين كلمات تعبر بها عن مدى فرحتها بهذا النجاح، وتقول لـ«البيان»: «الحمد لله لم يضع تعبي وسهري سدى، فقد حرصت منذ بداية العام الدراسي على الدراسة والمتابعة أولاً بأول حتى أتمكن من تحقيق الحلم، بمساندة كبيرة من والدتي، فلولاها ولولا دعمها وسهرها الليالي معي، تقاسمني الأوجاع والآلام، ومرافقتها لي للمدرسة على مدى 12 عاماً دراسياً، لما تمكنت من مواصلة دراستي، فوالدتي هي أساس حياتي كلها، وتتابع ياسمين بأمل وشغف كبيرين، لم تكن الإعاقة يوماً سبباً للفشل طالما وضع الشخص نصب عينيه هدفاً، فأنا على يقين أن لكل مجتهد نصيباً، وشعاري دائماً لا حدود لقدراتي».
لم تستسلم هالة عبدالهادي سمارة والدة ياسمين لتلك الإعاقة، وكانت صاحبة الدور الكبير والداعم لها، وبمثابة محاربة في الظل، قررت أن تدمجها في المدارس النظامية، واستخدمت أسلوب التلقين في تدريسها، واعتبرت نجاح ابنتها الوحيدة في امتحانات الثانوية العامة والتحاقها بالجامعة بمثابة تكريم لها على جهودها التي لم تذهب سدى، وجني حصيلة الجهد والتعب الذي بذلته من خلال حملها وكرسيها المتحرك إلى غرفة الصف يومياً على مدار 12 عاماً. وتهدي ياسمين نجاحها وتفوقها إلى والدتها وإلى كل شخص كان داعماً ومسانداً لها في مسيرتها التعليمية، وتطمح إلى أن تصبح شخصية ملهمة ومؤثرة، من خلال قصة مثابرتها في الحياة، ورسالتها لذوي الهمم أنه لا يوجد مستحيل في الحياة، وبالإرادة القوية وتقبلنا لأنفسنا نحقق أهدافنا.
البيان