محجوب مدني محجوب يكتب: المبادرة التي نريد
الأزمة السياسية السودانية الخانقة التي تحيط بالسودان، والتي أثبتت بأنها تحتاج لمبادرات بسبب طول فترتها.
وبالتالي أخذت المبادرات تتاولى من مختلف فئات المجتمع من أجل حلها.
وإلى هذه اللحظة لم تنفذ أي مبادرة من المبادرات التي ظهرت على الساحة، وما زالت الأزمة تطل برأسها على جميع أصعدة المجتمع السوداني تهدد أمنه ومعاشه واستقراره بل ووجوده .
إلا أن هناك مبادرة يمكن أن تحل أزمة السودان وبشكل نهائي بحيث تمتص كل سلبيات المبادرات التي ظهرت.
فهذه المبادرة سوف يكون لها القدرة على التنفيذ مع صلاحها.
فما أوصاف هذه المبادرة؟
بما أن كل المبادرات التي ظهرت إما أن تكون من جانب السلطة، وإما ان تكون من جانب الشعب.
فإن المبادرة التي يمكن أن تحل أزمة السودان هي تلك المبادرة التي تكون خلطة.
هذه الخلطة جانب منها ينتمي للشعب والآخر ينتمي للسلطة.
لماذا جاءت هذه المبادرة خلطة؟
لأنها إن كانت هذه المبادرة من الشعب فقط فقد لا تخلو من أمرين إما أن تكون ضعيفة لا سلطة لها، وبالتالي لا تنفذ، وإما أن تكون مخترقة من جهة معينة، وبالتالي تكون مضروبة لا مصلحة منها.
وكذلك إن كانت المبادرة مصدرها السلطة فقط، فقد تكون مشبوهة، وقد لا تكون مرضية، وقد تكون غرضها أهداف خاصة لم تتخذ حل الأزمة إلا جسرا لتمكنها من السلطة.
أما إن كانت المبادرة خلطة من الجانبين، فكل هذه الشبهات والمخاطر ستزول، فمن جانب السلطة ستكون قوية تنفذ قراراتها وتوصياتها، ومن جانب الشعب سيكون همها المواطن ومصلحته.
إمكانية وجود هذه المبادرة الخلطة ليس بالأمر المستبعد فقط تحتاج لوضع العين عليها والسعي لتكوينها.
فمن جانب السلطة فلا بد من توفرها لتمكين التوصيات والقرارات من التنفيذ، وكذلك كون المبادرة شعبية مهم ليتوفر جانب مصلحة الوطن والمواطن.
فنحن لتكوين هذه الخلطة لن نعدم شخصيات وطنية منتسبة للسلطة كما لن نعدم شخصيات وطنية من الشعب.
يجتمع هذان الجانبان ليكونا جسما واحدا.
هذا الجسم قطعا سيخرج بقرارات ملزمة؛ لأن السلطة من مكوناته، كما سيخرج بقرارات في مصلحة الوطن والمواطن؛ لأن الشعب من مكوناته.
ويبقى سؤالان:
الأول: أين نجد هذين الجانبين؟
الثاني: كيف يجتمعان؟
الإجابة عن السؤال الأول:
فبالنسبة للسلطة فإن دواوين الحكومة الآن ليست فارغة، فمن يحرك الدواوين الآن هو السلطة.
وبالنسبة للشعب فمطالبه واضحة وضوح الشمس تبدأ بالقصاص وتنتهي بحفظ الموارد وتنميتها.
أما الإجابة عن السؤال الثاني الخاص باجتماع هذين الجانبين، فإنه يتم من خلال حراك كل منهما نحو الآخر بحيث يتحرك الجانب الذي يمثله السلطة نحو الجانب الذي يمثله الشعب إلى أن يلتقيا.
بدون هذا الحل سنظل نضع حلا بدون تنفيذ أو نضع حلا لا يرضي الشعب.
فجانب السلطة وحده محفوف بغرض البحث عن السلطة كما أن جانب الشعب وحده محفوف بالضعف والاختراق.
لا يمكننا التخلص من كل هذه الآفات إلا باجتماعهما معا:
السلطة والشعب.
نحتاج لمبادرة تحتضن من يتبنى السلطة من جانب، وتتبنى جانب الشعب من جانب آخر بحيث لا يطغى جانب على آخر.
صحيفة الانتباهة