صباح محمد الحسن تكتب: العسكريون والسند المايل !!
ربما لا يرفض رئيس المجلس الإنقلابي ، الفرصة الذهبية التي تعتزم منحها له مجموعة من الأحزاب والحركات التي تضم حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، والاتحادي الأصل، وحزب الأمة بقيادة مبارك الفاضل، حزب البعث السوداني، الوطني الاتحادي إلى جانب مبادرة نداء أهل السودان التي أطلقها الشيخ الطيب الجد، ومبادرة السودان يسع الجميع بقيادة المحامي نبيل أديب و تهدف إلى صياغة اتفاق سياسي ، تقول الاخبار انه ربما يتم الإعلان عنه في مؤتمر صحفي غداً. فالفريق البرهان الذي لعب دور البطل في مسرحية (انسحاب العسكر من المشهد السياسي) بخطة ودعم خارجي مسبق، هو ليس ببعيد عن ما تخططه (أحزاب الفكة) والحركات المسلحة ، وما تعده من برنامج لإعلان الاتفاق السياسي وتشكيل حاضنة سياسية للإنقلاب، تعطي البرهان صلاحيات أكبر ، فلطالما ان الاتفاق السياسي يؤمن على استمرار رئيس المجلس الانقلابي عبد الفتاح البرهان في منصبه، وتوسيع صلاحيات مجلس السيادة لتشمل العلاقات الخارجية، واعطاء الجيش صلاحيات واسعة تخضع جهازي الشرطة والمخابرات العامة لسلطته تبقى حكاية انسحابه كذبة جديدة ولعبة مارسها البرهان ليعود الى حلبة السياسة والحكم بشرعية اكبر من الإنقلاب ، يمكن ان يجعلها مطيته للوصول الى المجتمع الدولي، وانه يأتي هذه المرة رئيساً بمباركة مدنية واسعة تضم عدداً من الاحزاب وحركات السلام الموقعة على اتفاق جوبا. وعندما ظهر جبريل ابراهيم واركو مناوي الاسبوع الماضي في مؤتمر اعلان الاتفاق السياسي، ذكرنا في هذه الزاوية ان هناك سيناريو جديد يكشف عن عودة البرهان لحضن هذه المجموعة ، لأن ملامح الرضا التي كانت تظهر على وجه جبريل هي ذاتها التي ظهرت عليه عندما إعتلى المنصة مخاطباً (جماعة الموز) قبل الإنقلاب. ولكن دائماً ما أسأل نفسي ماهذا الغباء السياسي والإغلاق الذي يعيش في صندوقه قادة الانقلاب، الذين لا يملون تكرار التجارب الفاشلة بوجوه مرفوضة غير مرغوب فيها لا تصلح للقيادة إلا على حركاتها واحزابها (الهلامية). لكن كلما انظر الى الانقلاب المغلوب على أمره وهوانه وذله أقول أي كتف سيجده البرهان ليتكئ عليه حسرة وندامة إن لم يجد مني اركو مناوي على يمينه ومبارك الفاضل على يساره ،(السند المايل)، الذي اما ان يعجل بك للهاوية او يجعلك تقف تحت ظل محموم لا بارد ولا كريم !! طيف أخير: تظل عبارات الثورة صالحة لكثير من المواقف (انتو اشتغلو شغلكم وخلونا نشتغل شغلنا).
صحيفة الجريدة