محجوب مدني محجوب يكتب: المتغطي بالسلطة عريان
إن العبارة التي يرددها البعض على لسان الجنرال عمر البشير (المتغطي بأمريكا عريان) هذه العبارة التي لم تضف شيئا، فلا أحد في العالم يتعامل مع أمريكا باعتبارها ست الحسن والجمال، وإنما الكل يتعامل معها بأحد أمرين:
إما ضعيفا ينساق أنسياقا وراء سياستها.
أو تربطه معها مصالح متبادلة.
أما أن أمريكا هي صاحبة المبادئ والقيم والمواقف، فهذا لم يقل به أحد.
العبارة التي تحتاج لوقفة حقيقية هي ليست (المتغطي بأمريكا عريان) وإنما هي (المتغطي بالسلطة عريان)، فهذه العبارة يصل معناها ممن يتقلدون السلطة عبر طريقين:
إما أن يسقط صاحبها في حبال السلطة ويتوهم جمالها الزائف؛ ليكتشف فجأة أنه كان يركض خلف سراب.
وما السلطة إلا فترة قصيرة إن لم يقطعها القدر في الحياة الدنيا فسوف يقطعها الموت.
والطريق الثاني هو من يتعامل مع السلطة على (…إنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها) كما قال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
إن الرسالة التي كان ينبغي أن يحتفي بها هؤلاء عن عمر البشير؛ لأنه تقلد منصب رئاسة الجمهورية لمدة ثلاثين عاما هي رسالة (أن المتغطي بالسلطة عريان.)
لم نكن نحتاج من سعادة الرئيس بأن يخبرنا بأن (المتغطي بأمريكا عريان.)
إن الرئيس حينما ذهب إلى السجن أثبت صحة (المتغطي بالسلطة عريان).
كان يمكن أن يثبت صحتها بحيث تدعم العمل السياسي بالسودان دعما لا نظير له من خلال توليه منصب رئاسة الجمهورية، فقد اتيحت له الفرصة أكثر من مرة إن كان الرجل يتمتع بأدنى قدر من الحكمة.
كان يمكن أن يترك السلطة بعد أن أتيحت له الفرصة كاملة.
هذه الفرصة التي لم تتح لأحد قبله؛ ليرسل للكل أن (المتغطي بالسلطة عريان.)
أما كونه يرسل حكمة (المتغطي بأمريكا عريان) ولم يرسل حكمة (المتغطي بالسلطة عريان) قطعا لا ينبغي ان تؤخذ منه أي حكمة.
قطعا لا يمكن لرجل كهذا أن يرسل أي رسالة ذات مغزى وهدف.
ما أحوجنا لحكمة (المتغطي بالسلطة عريان).
ما أعظمها من حكمة حتى تصل لهؤلاء الغوغاء الذين يتشاكسون على السلطة، فهم لم يتعظوا بمن ذهب منها إلى السجن كما لم يتعظوا بمن ذهب منها إلى القبر.
صحيفة الانتباهة