وذا الموت يغيب الملكة إليزابيث الثانية
محجوب مدني محجوب
أن تقرأ عن العظات والعبر لا مثل أن تشاهدها.
أن تقرأ عن أمجاد وحضارات كيف بدأت وكيف انتهت لا مثل أن تشاهدها.
فها هو اليوم تم عرض حياة الملكة إليزابيث خلال ستة وتسعين عاما عاشتها الملكة في قصورها حيث يفرح كل رئيس دولة في العالم أن يحظى بمقابلتها؛ لتكون من ضمن ما يزين به إرشيف أعماله.
غيب الموت بنت الملوك وابنة الملوك.
فهذه الحياة المليئة بالتمجيد وبهالات العظمة كما شاهدناها اليوم؛ لتنتهي في النهاية بقول المنادي لقد رحلت اليوم الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا بعد أن أقضت سبعين عاما في عرش الملك.
سبعون سنة لم يسبق لعرش المملكة المتحدة لأحد أن حظي بها.
ثم ماذا بعد!
هل يكفي هذا الزمن لكي يركض الإنسان لاغتنامه؟
رغم كل ما فيه من مجد وعظمة وسمو.
ففي النهاية كانت سبعين سنة وصفها الكل بأنها فترة طويلة وطويلة جدا.
فأيهما أولى:
العمل لحياة أبدية أم نيل هذه السبعين سنة؟.
أليس من الأفضل أن نهب هذه الحياة لحياة سرمدية؟
أليس من الأوفق أن نقف في وجه أعدائنا ولسان حالنا يقول لهم لن نرضخ لكم، ولن ننكسر لكم، ولن نستجيب لشروطكم من أجل سبعين سنة؟
هل هذه السبعين سنة كافية لأن يضحي الإنسان من أجلها ويخسر حياة لا نهاية لها؟!!!
نشاهد الملكة وهي ذات السنة الواحدة حيث ولدت في العام ١٩٢٦م تتمتع بكل صنوف الراحة والعز.
فمن كان يعرف كاميرا التصوير في ذلك العهد سوى الأسرة المالكة؟
أي صنوف الأكل أو الشرب أو المركب لم تنله هذه الملكة؟
إن نهاية حياة الملكة إليزابيث الثانية رسالة عظيمة لكل من يركض وراء هذه الفانية سواء كان ملكا أو مملوكا سواء كان رئيسا أو مرؤوسا؛ لينظر لها فهي وإن طالت لن تتعدى السبعين سنة.
فأيهما أولى:
تجهيز هذه السبعين سنة لحياة أبدية قادمة أم استهلاكها في فترة مهما طالت، فلن تتعدى السبعين سنة؟
ذهبت الملكة إليزابيث الثانية وتركث ثروة لا تقدر بثمن.
فقط لو رصدت ميزانية القبعات التي كانت ترتديها لأنقذت حياة آلاف الجوعى.
حقيقة:
فإنه غبي أكثر منه جاهل لمن يركن لهذه الدنيا.
صحيفة الانتباهة