مقالات متنوعة

أسوأ ما يقدمه السودانيون !!

أخبار (الاضرابات- والاعتصامات- والمليونيات) تظل تطرق أسماع الناس باستمرار؛ وتمتلئ بها مواقع التواصل الاجتماعي؛ والمواقع الالكترونية.. وكان أبرزها الاضراب المعلن عنه من قبل لجنة العاملين في الكهرباء.. هذا المرفق الخدمي (الحساس).. وتكرار جملة واحدة ان البلاد مقبلة على (الاظلام الشامل- blackout).

تهديد يعقبه تهديد؛ ومطالبات بتحسين الأجور؛ وزيادة الرواتب؛ وتحسين شروط الخدمة؛ اللجنة اشتكت بأن أجور منسوبيها لا تكفيهم لأيام معدودة.. لذلك سعوا للضغط على (المسؤولين)؛ بسلاح الاضراب.. وهو سلاح يرتد أول ما يرتد على المواطن؛ حيث تنعدم (الخدمة) المتوقعة أو (المنتج) من القطاع الذي اعلن الاضراب.

تداعيات قضية العاملين بالكهرباء.. ازدادت وباتت ساعات (القطع) متطاولة.. ساعات طويلة من النهار أو الليل؛ يكون المواطن السوداني خارج خدمة الكهرباء.. وتسبب هذا الأمر في أعطال لا حصر لها في الأجهزة الكهربائية؛ لأن الكهرباء تقطع بلا مواقيت وبلا جدولة معلومة؛ وانما فقط بسبب (الشد والجذب) الحاصل في هذا المرفق.

العاملون رموا باللائمة على المدير الذي تجاهلهم؛ في وقت قام الوزير بتحسين رواتب وأجور العاملين في (النفط) الأمر الذي حسبوه (محسوبية).. وعندما رفع المدير مطالبهم للوزير ؛ لم يكن بأفضل من سابقه؛ وقابلهم بـ (التجاهل).. فكانت النتيجة تردياً مستمراً في الانتاج-أو التوليد- وتخفيض الأحمال للدرجة الدنيا.

وهناك اضراب (لجنة الأطباء) التي أعلنت عن اضرابها بالأمس وشمل (21) مستشفى.. واضراب الأطباء؛ يعتبر من اسوأ انواع الاضراب؛ فهو ينعكس مباشرة على المرضى طالبي العلاج في المرافق العامة.. وهم الشريحة التي لا يستطيع أن تتحمل نفقات العلاج الخاص الباهظة.

النتيجة لاضراب الأطباء هي (الموت المحتوم)؛ خاصة في حالات المرض (الحرجة) التي تحتاج لعناية ورعاية مستمرة.. نعلم أن للأطباء حقوق مشروعة؛ مثلما لكوادر الكهرباء؛ وكل العاملين بقطاعات الدولة لهم حقوق؛ لكن ربط هذه الحقوق بالخدمة التي ينتظرها منك المريض فهذه قمة الاستغلال.

ثم هناك اضرابات المعلمين؛ ولجانهم ومصححوهم ؛ وغيرهم.. وغيرهم؛؛ كل هذه الاضرابات تضر البلاد ضرراً كبيراً؛ ونعلم أن البلد تعاني في كل شيء؛ لدرجة أنها تعيش في حالة (فراغ تنفيذي) عريض.. وتقاطعات سياسية (حادة)؛ جعلتها عرضة لأي طارئ غير محمود العواقب؛ ونعلم أن كل هذه المطالبات (حقيقية)؛ وتعبر عن حقوق مستحقة وواجبة التنفيذ.. لكن يبقى السؤال: الا يتم ذلك الا بهذه الطريقة؟

اسلحة الاضراب؛ ثم العصيان والعصيان المدني الشامل التي يروج لها أهل اليسار؛ القصد منها احداث (شلل) كامل لمفاصل الدولة.. وهي وسيلة مستخدمة لاغراض السياسة؛ تلك اللعبة القذرة؛ التي تبيح كل المحرمات؛ والوسائل في سبيل الوصول الى غاية الفلاح والانتصار بالكراسي؛ دون اعطاء حقوق الشعب أي اهمية.

ولا ادري ماذا يخبئ المستقبل القريب لأهل السودان.. وها هي نخبهم السياسية تزيد من معاناتهم بشتى السبل.. وها هي نقاباتهم واتحاداتهم المهنية تضع العقبات أمام الكل.. وها هي احزابهم السياسية لا تملك غير (الاختلاف) .. في حين تتوقف السلطة القائمة التي بيد العسكر (متفرجة) في الذي يحدث؛ ولا تحرك ساكناً.. ماذا ينتظر السودانيون؟.. وما الذي يتوقع ان يحدث لهم (أسوا) مما حدث فعلاً.. لا أظن أن هناك أسوأ من ان يعجز الانسان عن كسب قوت يومه.

صحيفة الانتباهة