محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: (دي العسكرية العاوزنها)!

(1)

 نبدأ من حيث انتهى الدكتور جبريل ابراهيم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي والمسؤول الاول عن خزينة دولة السودان.

 (استنكر عدد من أئمة مساجد الخرطوم، الاستثناء الممنوح من قبل وزير المالية جبريل إبراهيم، لسيارة ابن شقيقه من الرسوم الجمركية. ووصف الأئمة، خلال خطبة يوم أمس الجمعة، الإجراء الوزاري، بالفساد وطالبوا بمحاسبة الوزير. وكان وزير المالية جبريل إبراهيم، أقر بصحة وثيقة تكشف عن استثناء عربة أواب خليل إبراهيم، من الرسوم الجمركية . وقال خلال مقابلة سابقة مع صحيفة “الانتباهة” : نحن في حقيقة الامر في جوبا اثناء مفاوضات السلام وصلنا إلى تفاهمات لم تنص في الاتفاق عشان برضو الناس ما بتقرأ الاتفاق ويأتون للهجوم عليه دون الاطلاع عليه. وأضاف إبراهيم، : كان هنالك تفاهم عام بوجود تسهيل لعودة الناس من الخارج بمقتنياتهم لتوفيق اوضاعهم، ومن ضمنها اعفاءات السيارات).

 المشكلة ليست في هذا الاعفاء الذي منح لسيارة ابن شقيق جبريل ابراهيم وإنما في شرعنة الاعفاء اذ قال جبريل للانتباهة : (كان هنالك تفاهم عام بوجود تسهيل لعودة الناس من الخارج بمقتنياتهم لتوفيق اوضاعهم ، ومن ضمنها اعفاءات السيارات).

 يا ترى هل تهريب (الذهب) وخروجه عبر مطار الخرطوم كان ايضاً فيه تفاهم عام بوجود تسهيل لتهريب الذهب.

 في هذا المقام نقول ان معدات الاضاءة القادمة من الخارج لنادي الهلال السوداني محجوزة في ميناء بورتسودان منذ اكثر من (6) شهور بسبب رفض الحكومة السودانية لإعفاء جمركها.. علماً ان استاد الهلال هو الاستاد الوحيد في السودان المجاز من قبل الكاف والفيفا وهو الملعب الوحيد الذي يستقبل مباريات المنتخب الوطني السوداني… وهو يعتبر ملعب الدولة الرسمي .. هل مطلوب من الهلال الانضمام لاتفاقية سلام جوبا من اجل اعفاء معدات الاضاءة من الجمارك؟

(2)

 هذه هي (العسكرية) التى كنتم تتشدقون بأمنها واستقرارها :

 (كشفت الأمم المتحدة عن مقتل 377 شخصاً وإصابة 431 آخرين خلال الهجمات المسلحة والصراعات القبلية في السودان في الفترة من يناير حتى أغسطس الجاري . وأشار مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ( اوتشا) إلى وقوع 224 هجوماً واشتباكاً في 13 ولاية، وأسفر عن نزوح 177 الفاً وثلاثمائة وتسعة وأربعين شخصاً . وأوضح التقرير أن ولايات دارفور الخمس شهدت وقوع 153 هجوماً واشتباكاً أدى لمقتل 228 شخصاً وإصابة 280 آخرين ونزوح 126,210 شخصاً خلال ثمانية أشهر . وسجلت ولايتا غرب وشمال دارفور أعلى عدد في الحوداث والضحايا والنازحين . وفي إقليم النيل الأزرق ،قتل 11 شخصاً وأصيب 15 آخرين ونزح 37761 شخصاً. كما شهدت ولايات شرق السودان الثلاث وولاية سنار حوادث مماثلة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى).

 هذه حصيلة (7) شهور فقط من الانقلاب من يناير الى اغسطس.

 اتفاقية سلام جوبا لم تنتج لنا غير هذه الصراعات والنزاعات القبلية الدموية.

 اتفاقية سلام جوبا كل الذي قدمته للسودان ان جعلت العاصمة الخرطوم يتواجد فيها (10) جيوش مختلفة.

 جبريل ابراهيم لم يأخذ من اتفاقية السلام غير اعفاء سيارة ابن شقيقه الدكتور خليل ابراهيم اما المواطنون في دارفور ومناطق النزاع فلم يجدوا من اتفاقية السلام غير المزيد من القتل والمرض والجوع.

 في اتفاقية سلام جوبا دمج قوات الحركات المسلحة في الجيش .. لكن جبريل لا ينظر إلّا إلى بند اعفاء جمارك سيارات المنتمين لحركات دارفور.

(3)

 ونحن على بعد ايام قليلة من الذكرى الاولى لانقلاب 25 اكتوبر اتمنى من اهل الاقتصاد والحساب والاختصاص ان يقدموا لنا تقريراً عن الاضرار التى اصابت السودان (مالياً) من جراء هذا الانقلاب.

 ننتظر تقريراً شافياً وكافياً يتحدث عن الدعم الذي كان سوف يحظى به السودان وتوقف بعد 25 اكتوبر.

 الذي اعرفه ان مشروع الجزيرة والهيئة القومية للسكة الحديد وجامعة الخرطوم وتلفزيون السودان والإذاعة السودانية والخطوط الجوية السودانية وحتى الجيش السوداني كان سوف يحظى بدعم كبير لولا انقلاب 25 اكتوبر.

 كان هناك دعم كبير للصحة والتعليم من منظمات عالمية ومن البنك الدولي وبنك افريقيا للتنمية. الدعم بلغ حتى الاسر السودانية التى كانت تدعم بصورة شهرية وثابتة عبر برنامج (ثمرات).

 غير النمو الاقتصادي الذي كان يشهده السودان قبل 25 اكتوبر الماضي وانخفاض التضخم وانفتاح الافق للسودانيين في الخارج، الى جانب الروح الوطنية والثورية التى عمت الشارع السوداني وغطت الربوع.

 نريد حسبة (رقمية) تتحدث لنا عن الاضرار التى لحقت بالسودان بعد الانقلاب والمنافع التى توقفت.

(4)

 القادم اصعب.. انتظروا الذي سوف يصيبكم من هذا الانقلاب في الايام القادمة. الاوضاع سوف تكون اكثر ضيقاً والمعاناة سوف تكون اعظم.

 تنتهي في 30 سبتمبر الجاري مهلة المؤسسات المالية الدولية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المُخصص للسودان والذي يبلُغ قدره 2.5 مليار دولار أمريكي 500 مليون دولار منها كانت دعماً مباشراً لموازنة العام 2022م والبقية لدعم الزراعة والنقل والرعاية الصحية والتعليم، وأشياء أخرى. وكان البنك الدولي قد قرر عقب الانقلاب العسكري في السودان في 25 أكتوبر 2021م تجميد كافة أشكال التعاون التنموي مع السودان.

(5)

 في 24 اكتوبر 2021 قبل الانقلاب بـ 24 ساعة هكذا كانت اسعار العملات :

 الدولار الامريكي 450.00 جنيهاً

 الريال السعودي 120.00 جنيهاً

 الدرهم الاماراتي 123.00 جنيهاً

 اليورو 550 جنيهاً

 الجنيه الاسترليني 635.00 جنيهاً

 الجنية المصري 29.00 جنيهاً

 الدينار البحريني 1230 جنيهاً

 الريال القطري 122.0 جنيهاً

 امس 10 سبتمبر 2022 وبعد الانقلاب الذي جاء من اجل رفع المعاناة عن الشعب اصبحت اسعار العملات على هذا النحو :

 الدولار الامريكي 578.00 جنيهاً

 الريال السعودي 153.00 جنيهاً

 الدرهم الاماراتي 157.00 جنيهاً

 اليورو 578 جنيهاً

 الجنيه الاسترليني 710.00 جنيهات

 الجنية المصري 32.00 جنيهاً

 الدينار البحريني 1500 جنيه

 الريال القطري 156.0 جنيهاً

 سعر الرغيفة قبل الانقلاب كان (5) جنيهات وأصبحت الآن (50) جنيهاً وكان سعر رطل اللبن بـ (50) جنيهاً واصبح اليوم بـ (350) جنيهاً وعلى ذلك قس.

 (دي العسكرية العاوزنها)!!

(6)

 بغم

 كل هذه الاشياء كان يمكن ان تكون مقبولة لو كان هناك اصلاح ونمو اقتصادي ولو كان بطيئاً.

 كان يمكن للشعب السوداني ان يصبر ويحتمل لو ان هنالك (امل) او حتى (بدر) في هذا الانقلاب.

 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة