مقالات متنوعة

بخاري بشير يكتب: لا بديل لحمدوك.. إلا حمدوك!

بنفس هذه الجملة (المضحكة) وجدت حديثاً (لافي) في الوسائط يمجد السيد (حمدوك) رئيس الوزراء السابق، حياه الله وهو في منفاه الاختياري، واعانه على ترتيب وانجاز شؤونه الخاصة، بعد ان عجز وفشل في ترتيب وانجاز شؤون السودانيين.. بل نال صفة انه أكبر فاشل، وأسوأ (خازوق) يناله السودانيون، بعد ان كادوا ان يشيدوا له تمثالاً، لفرط حبه والقبول الذي منحوه له.

دا ما الموضوع، لان حمدوك قد ذهب- ولن يعود- وكما نقول بدارجيتنا ( الفيهو اتعرفت) .. لكن الموضوع ان يكون بيننا من يروجون لعودته، ويرسمون تلك الصورة (البلهاء) بأن لا بديل لحمدوك الا حمدوك- وبهذا يضيقون واسعاً، ويغلقون باب ان رحم السودان (ولود) ولم تعقم، وممكن ان يأتي بمليون رئيس وزراء افضل من حمدوك.

قد يقول لي قائل إن حمدوك (أفشلوه) ولم يفشل.. واقول لهذا القائل، من الذي افشله الشيوعيون أم القحتاويون، أم شلة المزرعة وثلة الأنس؟! يا أخوي (حمدوك) فشل يوم قال للناس إنه لا يملك خطة، وإن القحتاويين لم يسلموه خطة أو برنامجاً ليقوم بتنفيذه.

عارف فشل لماذا؟ .. لأنه لم يكن (عقلاً مبتكراً) كما صوروه لنا، وأنه الخبير الذي لا يجارى، والسديد الذي لا يمارى، اراد هو (برنامج وخطة)، وارادوا هم منه (الابتكار والابداع) فخيب أملهم، وآمال ٤٠ مليون سوداني، لانهم أسلموا القياد لرجل غير مناسب.

الحديث (اللافي) في الميديا استوقفني، واسترعبني، لأنه يريد ان يبيعنا (الوهم) من جديد، ويسوق ويروج لعودة حمدوك، يقول الحديث الغريب العجيب: “أن أي رئيس وزراء قادم سيقارنه الشعب بحمدوك الذي أنجز 4 مؤتمرات دولية في سنة واحدة حققت الاتي :-

* اعفاء الديون

*تمويل باربعة مليارات كاش توقفت نصفها بسبب انقلاب البرهان

*مشاريع استثمارية مشتركة مع السعودية وألمانيا وفرنسا وامريكا لم تر النور بسبب الانقلاب

اتفاق مع مدير البنك الدولي في الخرطوم لتمويل سفلتة العاصمة المنكوبة وتغيير شبكات الصرف الصحي.. أيضاً تم تجميده”.. انتهى الاقتباس.

يا هذا، والله الذي لا إله غيره، اي مقارنة تتم بين أي رئيس وزراء جديد وبين (عاطل الانجاز) حمدوك، ستكون في صالح الجديد، اياً كان اسمه او حزبه او رسمه.. لم يعتل كرسي رئاسة الوزارة منذ طيب الذكر الراحل الامام الصادق، وحتى د. معتز موسى من هو (أسوأ) من حمدوك، وللناس ان تقارن بينه وسابقيه.. اتركوا لاحقيه حتى يصبح الأمر واقعاً.

هل حمدوك افضل من ايلا، الذي احال بورتسودان لافضل مدينة ساحلية سودانية، اصبحت تقارن بمدن السواحل السياحية- وليتهم تركوها، تراجعت اليوم بالف فرسخ..

هل حمدوك أفضل من معتز، الذي وضع (خطة اقتصادية) شاملة، لولا الصراع بين قوش والمجموعة التي فيها معتز، لكان حال السودان غير حاله اليوم، رفض القطاع الاقتصادي لمعتز زيادة في المحروقات قدرت بـ ٧٠٪، ليصبح فقط جالون البنزين بـ(٥٠ جنيهاً)- رفضوا له ذلك، في وقت تمتع حمدوك برفع كامل للدعم حتى صار سعر الجالون من البنزين (٣٥٠٠) جنيه.. فماذا فعل وماذا أنجز.؟؟.. سقط السودان في لهيب اجراءات الصناديق الدولية، وسقط في دوامة التضخم، حتى اصبح الاقتصاد كله في خبر كان، وخرج الناس من البلد هروباً الى مصر ودول المهاجر ولسان حالهم يقول: (انج سعد فقد هلك سعيد)

أضحكني صاحب الترويج لحمدوك وهو يختمه بعبارة: (أسقطوا الانقلاب وأعيدوا الرجل لمنصبه بصلاحيات واسعة واقيفوا فراجة وشوفوا التغيير البحصل والله سنين بس نقفز قفزة تحتار فيها كل الدول.) انتهى.

وهل كان احد يملك (صلاحيات) وتفويضاً مثلما ملك حمدوك، ملفات كثيرة نمسك عنها لضيق المساحة، وربما عدنا في مرات قادمة.

صحيفة الانتباهة