مقالات متنوعة

الغالي شقيفات يكتب : ترقيات الجيش

تشهد القوات المسلحة سنوياً، ترقيات وإحالات للصالح العام وتشكيلاً لهيئة الأركان، وتعتبر الترقية من الحوافز المعنوية والمادية، وهي تشجِّع العسكري المُقاتل على التفاني في العمل والإخلاص والسعي نحو الأفضل مع الولاء والطاعة وحُب المهنة، والترقية شكلٌ رئيسيٌّ لتعزيز المعنويات، والإدارة الناجحة هي مَن تقوم بذلك وهي دليل أنّ الإدارة العليا تقوم بتقييم جهود أفرادها وتُقدِّرهم.
وتابعت كغيري ترقيه العطا إلى فريق أول واللواء عبد المحمود إلى فريق، ثم هيئة الأركان، وكان قبلها والياً ومديراً لزادنا أكبر الشركات العسكرية الضخمة، وهكذا. وفي الوقت الذي نشاهد فيه يومياً كشوفات الترقيات، يقبع آخرون من ضباط الصف سنين عددا في نفس الرتبة.
وهنا أحكي قصة قريبي الصادق عبد الرحمن علي، عندما غادرت البلاد في العام ٢٠٠٨ كان هو برتبة الرقيب أول تمريض وكاتب، وعدت ٢٠١٩ وهو بذات الرتبة والتقيته في السلاح الطبي بالفاشر ٢٠٢٠ وهو بذات الرتبة وللآن ٢٠٢٢، أيُعقل أن يبقى أي موظف أو أي عامل في درجته الوظيفية خمسة عشر عاماً؟ مثل هذه الحالة لم تقابلني مُطلقاً في حياتي لا في الداخل ولا في الخارج، ومثلما يتحدّث الناس عن الهيكلة وغيره من الحديث السياسي، يجب الحديث عن تطوير الجيش وإصلاحه، فهذا نموذجٌ “يخلي أي زول جاي الجيش يراجع حساباته”، أربعة عشر عاماً لا ترقية ولا إعارة السعودية ولا كورسات ودورات تدريبية متقدمة.
رسالة للقائد العام وقائد الفرقة السادسة مشاة، طوِّروا الجيش، وحسِّنوا شروط الخدمة، واعملوا مباشرةً بدل التجنيد عبر وسيط بين هلاليين الحركات المسلحة، فالصادق تجنّد في القوات المسلحة يوم كنت أنا كاتب السطور ممتحناً للشهادة الابتدائية، والصادق قائد جماعة مقاتل في الجنوب يوم كنت أنا في عزة السودان الأولى قبل ربع قرن من الزمان، وفي ٢٠٢١ وأنا رئيس تحرير ذهبت للسلاح الطبي ووجدت الصادق في ذات المحطة. وللترقيات أنواع كثيرة أفقية ورأسية ومفتوحة، وحالة الصادق تُسمى الترقية على أساس الأقدمية، يعني قادته ترقوا ثلاث إلى أربع مرات وهو في رتبته، وتناولت هذا الموضوع لأني شاهدٌ عليه، ومن مهامنا الصحفية أن نطلع الرأي وقيادات الدولة على الروتين والمظالم، والجيش هو للشعب السوداني، فلا بُدّ من أن يقف الجميع خلفه ويُقوِّم المعوج فيه.
عموماً، على هيئة الأركان مُراجعة قوانين الجيش وأوامر الترقيات حتى نكون مثل الجيوش العالمية، فمثلاً في الجيش الأمريكي العسكري من مستجد وحتى عريف يصل في ٢٦ شهراً “يعني زي مدة الصادق التي قضاها في رقيب أول تكون وصلت مساعد وشبعت تدريباً ودورات ومشيت العراق وأفغانستان والخليج”.
والصادق هو بن القيادي بحزب الأمة عبدالرحمن علي عبدالنبي ممثل نقابة عمال التعليم في الديمقراطية الثالثة وابرز موقعي المذكرة الشهيرة مع مسار وعمر عبد الجبار وله سبع من الأبناء بالقوات المسلحة وخمسة من الأحفاد وقد تسأله مريم المنصورة أو اللواء برمة ناصر ثلاثة عشر لا تأهيلية ولا سعودية؟ والصادق والصديق وعلي وأخوانهم أخوهم الأكبر برتبة مساعد في الدعم وهو يحمل درجة الدكتوراه وهم أحفاد عبدالنبي كحيل زعيم الرحل وعرب الشمال ما قبل هلال وماديو وكلنا نعلم من هو عبدالنبي كحيلً وتاريخهً فهؤلاء شباب نتعلم منهم معاني التضحية والفداء والدفاع عن تراب الوطن ورفع قامته والاهتمام بالقوات المسلحة ومنسوبيهم وأسرهم ترسخ معاني نبيلة وقيم راسخة والفرقة السادسة مشاه مطالبة في كل أعياد القوات المسلحة أن تراجع تضحيات منسوبيها وبطولاتهم وهي كثر وأذكر كنت يوما مع نائب المعزول عثمان كبر وكان والياً لشمال دارفور قلت له في الفاشر جنوب أسرة عبدالرحمن جامع من أعيان المسيرية قدمت سته شهداء تابعين للقوات المسلحة هم أولى بالتكريم والشهداء ليس الدفاع الشعبي فقط الهم لا شيء والشعب السوداني ما عارف أنو في أسرة قدمت سته شهداء بينهم أميز لاعبي كرة القدمً وهكذا يتم تهميش الأبطال نأمل أن نسمع توجيهات بالرعاية والانصافً.

صحيفة الانتباهة