مقالات متنوعة

م.نصر رضوان يكتب: دور الحزب الشيوعي مميزة فلماذا لا تجتذب المواطن؟

انا شخصيا اعرف ان هناك الكثير من الشيوعيين من اولاد الذوات قد ورثوا عقارات ومنازل وعمارات فى ارقى احياء مدن العاصمة الثلاث و كذلك فى مدن السودان الكبرى , واعرف كذلك ان قياديين فى الحزب كانوا قد اعطوا منازل وقطع اراض في ارقى الاحياء من ولاة الخرطوم الاسلاميين و فى بعض الولايات الكبرى .

لكن كما هو معروف عنهم فهم ( لا يتبرعون بشئ ، لا من اجل الشعب او الحزب ربما لانهم لا يطمعون فى الاجر كما هو عند الاسلاميين او المسيحيين فهم ضد فكرة ( الوقف) ولقد رأينا ماذا فعلوا فى الاوقاف بعد ثورة ديسمبر وهم بخلاء حريصون على ما يمتلكون وفى عقيدتهم ان الدولة لابد ان توفر للمواطن ( كل شئ) وهذا ما يفسر عدم تفكيرهم فى امتلاك مقرات باسم الحزب منذ تأسيس حزبهم كما انهم غالبا ما كانوا مختبئين من كل حكومة ويعملون فى السر ولذلك فلعلهم اعتبروا وجود دار معروف للحكومة قد يسهل القبض عليهم .
عندما اقول الحزب الشيوعى فقولى ذلك يسرى ايضا على الاحزاب اليسارية التى تم اشتقاقها او قل من مبادئ الحزب الشيوعى السوفيتى تعريبها وتوطينها فى بلادنا ذلك الحوب الذي كان قدوتهم ومحط انظار قادتهم من عارف وقاسم و ناصر للاسد لبومدين للسلال لقذافى لصدام لعلى محسن لعلى سالم البيض لعفلق واحزابهم التى تحالفت وسرقت ثورة ديسمبر .
اذن المشكلة ليست مشكلة المقر ولكنها مشكلة البشر الذين سيأتون الى ذلك المقر ليستفيدوا او يفيدوا الوطن بشئ مها قل ذلك الشئ .
من الناحية التاريخية فمعلوم ان الشعوب العربية قد لفظت الحزب الشيوعى بعد هزيمة عام 1967 وبعد ان توالت الانقلابات الدموية التى نفذها الشيوعيون والقوميون العرب ضد بعضهم فى الدول العربية والاسلامية كتركيا وباكستان فسالت كثير من دماء المسلمين نتيجة صراعاتهم الايدولوجية .
وباختصار فانه بعدهزيمة عام 67 اتضح لكل العرب والمسلمين انه لا خير فى الاشتراكية ولا القومية العربية وانه لابد من العودة للحكم الاسلامى لتحقيق الوحدة الاسلامية فظهر تيار الصحوة الاسلامية الذى قررت الصهيونية الراسمالية العالمانية محاربته فلم تجد الا العالمانيين العرب والمسلمين فى دولنا فسخرتهم من اجل ذلك .
لقد جعلنى النقاش الذى يتم هذه الايام عن الحزب الشيوعى وجدوى وجوده فى السودان بعد ان اختفى فى كل دول العالم تقريبا لان اعود الى فيدوهات قديمة موحودة فى ( اليو تيوب) فوجدت العديد من المواد التى ارجو ان يراجعها كل من هو مهتم بالامر وبالذات الشيوعيين والبعثيين والناصريين والطاهوية الذين افسدوا الفترة الانتقالية وهم ما زالوا يمعنون فى افساد ما تبقى منها بعنادهم واصرارهم على تولى السلطة فى الفترة الانتقالية مع انهم ينافقون بقولهم انها فنرة لابد ان تقودها كفاءات غير حزبية ونفاقهم هذا جعلهم يتعاركون على مناصب الفترات الانتقالية التى تلت ثورة ديسمبر مما جعل د.حمدوك ينسحب.
اذا كتبت فى يوتيوب ( ادبيات الحزب الشيوعى فانك ستجد الكثير ولكنى هنا سالخص نذرا يسبرا مما اطلعت عليه هناك.
وجدت مثلا انهم بعد اختيار الخطيب قائدا لهم بعد وفاة نقد يجلسون فى دورهم الفاخرة بحرية تضاهى تبز ما هو موجود فى كل احزاب اوربا وهم حزب مسجل معترف به وله من يمثله من نواب انتخبوا فى دوائر انتخابية وحازوا علل مقاعد فى المجلس التشريعى .
وجدتهم فى اجتماعتهم وندواتهم وصحفهم يقومون بحرية بانتقاد حكومة الاسلاميين وفكرهم و ذلك فى عز سلطة الاسلاميين وقوة جهاز امنهم وكان للشيوعيين صحفا تصدر ودور تقام فيها الندوات ولم يتم القبض على احد منهم الا من تخابر مع سفارات اجنبية او متمرد حامل للسلاح وهذا اقل ما تقوم به اى حكومه ديمقراطية تجاه من يمس امن الدولة ، اما العمل السياسي للحزب الشيوعى فكان متاحا تماما كما هو متاح للمؤتمر الوطنى او غيره.
لكنهم دكتاتوريين لان حزبهم اصلا حزب دكتاتورى لا يسمح بتعدد الفكر والاراء ، وكما قال مراسل الجزيرة عند نقل خبر وفاة نقد : ان نقد ظل رئيسا للحزب الشيوعى لمدة 40 سنه ولم يفكر الحزب فى عمل انتخابات داخلية الا بعد وفاته ومنذ وفاته تم انتخاب الخطيب رئيسا للحزب وحتى اليوم لايفكر الحزب فى عمل انتخابات داخليه ولن يتم ذلك لانهم لن يتفڨوا فهم يعتنقون فكر سلطة الرجل الواحد وهو ما حدث فى كل الدول العربية التى حكمها حكام على المذهب الشيوعى الاشتراكى القومى اللبرالى .
كذلك يوجد حوار اجرته سكاى نيوز عام 2016 مع دكتور الشفيع خضر و هو الذي تم عزله من الحزب لانه ابدى مرونة خالف فيها تشدد الخطيب كما قال هو فى الحوار ولكنه كان مشوش الفكر فى حديثه حيث قال :
– ان الجنوبيين لم يكونوا يفكروا ف الانفصال الا بعد ان قام الترابى بتطبيق الشريعة منذ عام 1983 مع نميرى ،وهذا غير صحيح وربما تشويش فى الفكر لان الجنوبيين ظلوا يطالبون بالانفصال منذ تمرد عام 1955 ثم فى 64 ثم فى 69 ثم فى 73 ثم ف 1980.
اما قوله ان مشكلة قوانين الشريعة انها لا تساوى بين المسلم وغير المسلم فى الاحكام القضائية فذلك خطل و دجل ، فلو ان مسيحىا ومسلما ذهبا لقاض سودانى ، فهل حدث ان قاض سودانى انحاز لمتقاض لمسلم ? طبعا لا ، اما ان كان يقصد بذلك ان شرب الخمر مثلا تعاقب عليه الشريعة الاسلامية بالجلد وهذه العقوبة لا تلزم المسيحى فشرب الخمر الذى يؤدى للازعاح العام هو جريمة فى كل دول العالم وكذلك قيادة السيارة بواسطة المخمور ففى اوربا يعاقب عليها بالسجن والغرامة وسحب الرخصة ، اذن الفرق فى نوع العقوبه ولكنها فى كل الدول جريمة ( طبعا من يشرب خمر فى منزله ولا يتأذى من فعله مواطن اخر فانه لا يعاقب لا فى الخرطوم ولا فى واشنطن) واما المجتمع المسلم الذي يحكمه حاكم مسلم فان الحكم بالجلد مفروض عليهم ( حكاما ومحكومين كفرض الصلاة والصوم ) فما الذى يجعلهم يغيرون عقوبة الجلد الى الحبس او الغرامة ؟
لو ان هنديا مسلما يسكن فى قرية هندية وتنص قوانينهم فى القرية على عقوبة الجلد لمن يذبح بقرة فهل يقوم بذبح بقرة علنا ثم يرفض تطبيق العقوبة عليه ؟
الشيوعيون اشخاص مشوشو الفكر وذلك ناتج عن جهلهم باحكام الشريعة الاسلامية والسياسة الشرعية وتعمدهم عدم تعلم تلك العلوم واستكبارهم على كل من يفهمها ويحاول ان يقنعهم بها .
لقد ضربت مثلا للحريات التى كان يتمتع بها الحزب الشيوعى ايام حكم الاسلاميين ولكن لانهم دكتاتوريين فلقد راينا ماذا فعلوا بالمؤتمر الوطنى عندما آلت لهم السلطة بعد الثورة بالسرقة وخداع الشعب بعد ثورة ديسمبر، فهم لم يحاكموا افراد من المؤتمر الوطنى كانوا قد افسدوا بمواد قانون العقوبات امام القضاء ، بل حاكموا كل افراد الحزب محاكمات سياسية انتقامية لا علاقة لها بالعدالة بل تعدى الامر حزب المؤتمر الوطنى ليطال كل الاحزاب الاسلامية بل تعدى ذلك الى كل الاحزاب غير الاسلامية بحجة انها مارست السياسة فى زمن حكم المؤتمر الوطنى مع ان الحزب الشيوعى مارسها اكثر من كل تلك الاحزاب مع المؤتمر الوطنى .
على الشيوعيين واحزاب اليسار ان يعلموا ان الخداع مهما طال فسينكشف وان حبل الكذب قصير ومن يتغطى بغير الحق فهو عريان ،فلماذا يفسدون حياتهم بايديهم ويظلوا طول حياتهم مطاردين يختلقون القلاقل مع الحكومات والمجتمع منا يضطرهم لان يختبؤا ويمارسوا النضال السرى مع انهم قد يمكنهم الوصول للسلطة بالانتحابات ؟ لماذا لا يكونوا حزبهم ويعلنوا مبادءهم بوضوح ويوقفوا الاحتماء بالدول التى يعتبرونها دولا ( ديمقراطية كامريكا ودول غرب اوربا وهى دولا ديمقراطية داخليا لكنها دكتاتورية على الافارقة ومستعمراتهم القديمة في افريقيا)
لماذا لا يعلن الحزب الشيوعى بجلاء انه حزب عالمانى لبرالى ضد تطبيق الشريعة ويؤمن بانه لابد للسودانيين ان يتركوا الدين كما فعل الاوربيون وتحولوا من مسيحيين الى عالمانيين يجعلون ما لقيصر لقيصر وما لله لله وبعد ذلك يفتحوا دورهم ويمارسوا دعايتهم الانتخابية ليدخل معهم من يشاء فى حزبهم دون ان يمارسوا شيطنة كل من هو غيرهم؟ لماذا لا يقلدوا الاحزاب المسيحية العالمانية الاوربية والاحزاب اليسارية هناك ؟
اما الجيش والشرطة والامن ومفوضيات الفترة الانتقالية ومؤسساتها فيجب عليهم ان يحترموها كلها وان لا يحاولوا استعداءها وشيطنتها بحجة انها كانت تعمل فى ظل النظام السابق فهى الان ملزمة بقوانين الفترة الانتقالية ومواثيقها ولم يحدث ان نقضتها حتى الان ، بل هم من نقصها بل اصروا على الغاءها كليا ، ولا ادرى كيف ولماذا يوافق الحيش على ذلك وهو طرف اصيل وقع على الوثيقة الدستورية نيابة عن الشعب ولقد افتى اساتذة القانون بمن فيهم الاساتذة الشيوعيون بان الوثيقة الدستورية يمكن ان تعدل ولكت لا يمكن ان تلغى لانها عقد ارتضى به الشعب بعد الثورة
على الحزب الشيوعى وامثاله ان يتعاملوا مع الشعب بصراحة ووضوح وان يتوقفوا عن استعمال فكرة( المغفل النافع ) التى ادخلوها للسودان فخدعوا بها بعض قيادات احزاب ذات مرجعيات دينية طائفية كبيرة وقديمة ليصلوا بها للسلطة.
كما اننا شعب مسلم والسياسة عندنا ليست فن الممكن ولا هى لعبة قذرة ولذلك يجب فصلها عن الدين كما يقال نقلا عن غير المسلمين من الملاحدة والعالمانيين بل السياسة الشرعية الاسلامية هى صدق وشورى ومناصحة من الحاكم للمحكوم بالطرق الاخلاقيه السلمية الراقية التى لا تسال فيها الدماء وتترس الشوارع ويتعارك فيها الجيران واهل الحى لتوقظ فيها النعرات الجهوية والقبلية والمذهبية والمهنية لتأتى الفتن آخذ بعضها بحجز بعض يرقق اولها ما يليها ( او كما قال ….. الحديث ) .

صحيفة الانتباهة