محجوب مدني محجوب يكتب: محمود الحوري وأحمد عثمان . . . مازالت أم السودان حبلى
كما أفرزت تجربة الحكم في السودان مسؤولين انتهازيين وغير مؤهلين، فكذلك أفرزت رغم شح الإمكانيات وتفاقم الأزمات مسؤولين أكفاء وإيجابيين.
ظهر من هؤلاء الأكفاء وزير التربية والتعليم الحالي محمود سرالختم الحوري الذي كان إزاء أزمات البلد التعليمية بمثابة الطبيب الماهر الذي يعمل على تخفيف حدة الألم محاولا بقدر الإمكان التقليل من خطورته وآثاره.
فقد تعامل الرجل مع مخرجات العام السابق بكل حكمة واقتدار ومن ذلك إكمال العام الدراسي السابق ٢٠٢١- ٢٠٢٢ وتصحيح شهادات الصف السادس والثامن وإعلان النتيجة، ومعالجة نتيجة الطلاب المخفقين من طلاب الصف الثامن كما عمل على تهيئة العام الدراسي الجديد الذي كان مصحوبا بكمية من التحديات منها إعادة المرحلة المتوسطة وتهيئة الوضع لها وظهور الخريف وكوارثه كما هيأ الوضع لتصحيح الشهادة السودانية والتي شارفت على إعلانها مما يدل على أن الرجل يتعامل بمرونة ويقدم ما هو أفضل من خلال إعادة بعض السياسات القديمة، وتثبيت ما هو جديد منها، فلم يعرف الرجل من خلال سياسته وقراراته أنه يتعصب لجهة معينة.
لا شك أن هناك تقصير في أروقة الوزارة إلا أن ما يحمد للوزير أن هذا التقصير لم يكن سببا في تعطيل أو تأخير العام الدراسي بجميع مراحله.
والذي نرجو أن يبدأ في الثاني من أكتوبر كما أعلن عنه.
وذات الأمر يذكر لوالي الخرطوم أحمد عثمان حمزة فقد واجه هذا الوزير أزمات العاصمة، فما يحمد لهذا الوزير أنه لم يعمل على دفن رأسه في الرمال حيث أخذ يذكر أزمات العاصمة بكل وضوح وبدأ يعمل على تذليلها من خلال إمكانياته الشحيحة المتاحة له، فمن خلال لقاءاته يكشف الرجل عن إدراكه لمسؤوليته، ومن ذلك مساهمته في صيانة بعض الطرق بالعاصمة رغم شح الإمكانيات، ومنها افتتاح مشرحة جديدة بمواصفات عالية في حل أزمة تكدس الجثث.
لقد كان دافع الحديث عن هذين الوزيرين كمثال لمسؤولين أكفاء عدة أسباب منها:
* أنه لا ينبغي أن يوضع كل المسؤولين في قائمة واحدة، فإن كان هناك من أساء، فمنهم أيضا من أحسن
* أن المسؤولين المؤهلين يستطيعون أن يقدموا حلولا في أحلك الظروف، فالبلد محاطة بكمية من الأزمات لا تخفى على أحد سياسية وكوارث طبيعية وعدم وجود بنية تحتية.
* العمل الجاد والمسؤول مرتبط بالشخصيات المؤهلة، فوالي الخرطوم الحالي لم يؤت به من ميدان آخر، وإنما أوتي به من مجاله، فالرجل ضابط إداري.
وكذلك الحوري تدرج في السلك الوظيفي في وزارته ولم يؤت به من خارج مجاله، فليس غريبا أن يتفاعل الرجل مع قضايا المعلم.
* الحديث عن أزمات البلد وضعف الإمكانيات وعدم وجود استقرار سياسي ليس مبررا للسلبية، وليس مبررا للنظر للأزمات دون العمل لحلها أو التقليل منها.
إن تتطور البلد يعتمد على ركيزتين:
* حكومة همها المواطن.
* مسؤول مؤهل أمين.
على أن تكون هاتان الركيزتان تحت مظلة دستورية تعمل على محاستبهما وحمايتهما في آن واحد.
صحيفة ألمواطن