طه مدثر يكتب: هيئة علماء السلطان بين الأسد والنعامة
1) الثورة فوق السلطة الإنقلابية والثوار عقدوا العزم والإرادة على كسب معركة الغد وعلى السلطة الإنقلابية أن لا تتماهى مع مواقف الفكر الكيزاني الضال والذي لم يورثنا وخلال ثلاثة عقود خلت لم يورثنا إلا الشقاء والبؤس ومعاداة العالم لنا وجعلنا نعيش في جزيرة معزولة واذا واصلت السلطة الإنقلابية في عنادها ومكابرتها ومكاجرتها لتطلعات الثوار وتحقيق مطالبهم المشروعة فانها ستخسر الحاضر ولن يكون لها دور في المستقبل مهما حاولت أن تستميل وتستعين بفلول النظام البائد وتستخدم فزاعة الدين وإرهاب الآخر بأنه يريد أن يعيش في السودان فساداً. (2) فقد جاء في باب الأخبار التي تدعو إلى الابتسام ان هيئة علماء السودان (معلوم بالضرورة أن المخلوع هو من أمر بتكوين هذه الهيئة للدفاع عن سياسته وبرامجه والخ) ترفض وبشدة مشروع الدستور الإنتقالي الذي صاغته اللجنة التسيرية للمحامين ودعت الى مناهضته وجاء على لسان محمد الجزولي الذي يدعي انتماءه إلى التيار الإسلامي العريض وكأن يزعم أن هناك تيار إسلامي ضيق!! وهذا الذي يدعي قيادة هذا التيار الإسلامي العريض دعا جموع الشعب السوداني لمناهضة كبرى لمشروع الدستور الانتقالي وحجته في ذلك أن هذا المشروع جاء من احد الدول الغربية وكأن الأمة السودانية عقرت أن تنجب من يصوغ مواد دستورية أو قانونية.وكأن أي مواد دستورية أو قانونية لا يشارك فيها التيار الإسلامي العريض ولا يشارك فيها دكتور الجزولي هي مواد معيبة بل وخطرة جداً على قيم وأعراف وتقاليد المجتمع السوداني وبجب مناهضتها. (3) وجميل جداً أن تناهض هذه الهيئة هذا المشروع أو ذلك القانون ولكن عبر الطرق السلمية ولكن الأجمل أن تصدح برأيها وتجاهر به وتنظم حملة كبرى لمناهضة التطبيع مع إسرائيل فقد كشف الرئيس الإسرائيلي (عن تقدم في مفاوضات التطبيع مع السودان) فما رأي الدكتور الجزولي صاحب التيار الإسلامي العريض في قول الرئيس الإسرائيلي؟ وأحسب أن الشعب الفلسطيني المسلم يقع ضمن مدار الإسلام العريض (ولا أنا كضاب؟) وما رأي هيئة علماء السودان في التطبيع مع إسرائيل وهل يجوز التطبيع ولو من باب الكراهة مع المغتصب للأراضي الفلسطينية والذي يجوس في مقدساتها الإسلامية والعربية فساداً ودماراً؟ (4) اتحدى هذه الهيئة وعلماؤها وائمة بعض المساجد ونخص بالذكر هنا الشيخ عبدالتواب أحمد أحد أئمة المساجد بالقضارف أن يحدثنا وعبر الجمع والجماعات ويعلن عن رأي من الدين في شأن التطبيع مع اسرائيل وأمثال الشيخ عبدالتواب هم أسود أمام قوى اليسار ونعام أمام العسكر تبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.
صحيفة الجريدة