مقالات متنوعة

بخاري بشير يكتب: (الوطني المحلول) في خطاب البرهان


استمعت كغيري من السودانيين المهتمين لخطاب رئيس مجلس السيادة -امس الاول- في الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها رقم ٧٧ .. والاهتمام بهذا الخطاب، جاء لاهمية المشاركة نفسها، حيث يعتقد كثيرون، وبالاخص القحتاويين ان السودان اصبح (منبوذاً) منذ الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي، تاريخ اجراءات البرهان التصحيحية والاصلاحية.. والحق يقال فان تلك الاجراءات اكملت التصحيح بوقف التشوهات في الحكومة وتسييس القانون وعدم (فرعنة) مجموعة صغيرة باسم الدولة.. لكن للاسف الاجراءات الاصلاحية لم تتحقق، ولم يشغل البرهان باله بها، والاصلاح يعني المضي خطوات للامام، وهو ما لم يحدث بسبب (التردد وعدم الثقة بالنفس)، و(الرهبة) من الأجنبي، الذي تغلغل في الشأن السوداني، المهم هذا شأن طويل، ولنعد لموضوع الخطاب.

اهمية المشاركة، انعكست على الاهتمام بالخطاب، والذي جاء شاملاً ومحكماً، وغير متوقع، وافلحت فقرات الخطاب في وضع البرهان في خانة (الهجوم الكاسح) بدلاً عن (الدفاع المستكين)، واستطاع بشمول يحسد عليه ان يوصل رسائله للكافة، وعلى وجه التحديد للمجتمع العالمي بدوله ومنظماته ومؤسساته، وهو امر كان غير متوقع لأكثر المحللين تفاؤلاً، الشيء الذي جعل المجالس تتحدث عن اللجنة او الشخص، او الاشخاص واضعي الخطاب ومعديه.

فقرة صغيرة استوقفتني، في هذا الخطاب (المبهر)، وهي تأكيد البرهان على عدم مشاركة (المؤتمر الوطني) في الفترة الانتقالية، رغم فتح الباب أمام كل السودانيين، بكل احزابهم وأطيافهم للمشاركة.. يا ترى ما الذي دعا واضعي الخطاب على تأكد ذكر (الوطني المحلول) وما الداعي أصلاً على تأكيد المؤكد؟ بهذه الفقرة ورغم النقد المبرح الذي كاله البرهان لليونيتامس وفولكر، لكنه عام في ذات عوم فولكر، الذي ذكر ذات الفقرة في احاطته الاخيرة امام مجلس الأمن، والتي كانت قبل ايام.

فهل اراد البرهان، ان يبث (تطمينات) جديدة للمجتمع الدولي من مخاوفهم المتزايدة من بروز الاسلاميين، او عودتهم للمشهد من جديد.؟

محتوى مدفوع

أشترك فى قروبات الواتساب لمتابعة أخبار السودان لحظة بلحظة

اشترك الان
speakol Sudaray.Com
المشهد السياسي المصطرع اليوم، يختلف في كل شيء، الا (مخاوفهم) من الاسلاميين، وعودتهم المؤجلة فهم يتفقون حولها، ويمكننا ان نملأ مساحة العمود بالذين تتفق مخاوفهم ورؤاهم في هذه النقطة، من اليمين واليسار والوسط، وضف اليهم المجتمع الاقليمي والدولي.

كل هذا (الخوف) والاسلاميون و(ناس الوطني) على وجه التحديد يقبعون في السجون في أطول فترة يقضيها معتقلون، وتتطاول وتردد في حمل القضايا للمحاكم، يحدث كل هذا الخوف، ومنسوبو الوطني -يادوب- انصفتهم المحاكم أخيراً بعودة أموالهم وشركاتهم وارصدتهم.

ولعل (الخوف) وحده الذي جعل كل الساحة السياسية تناقض حقوق الانسان في الاعتقاد وحرية الرأي، والفكر، من خلال السعي الجاد والمستمر لحظر (الوطني) الذي سقط بالثورة.. وليس كل قادة الوطني (لصوص)، وليس كل عضويته (حرامية)، من تجاوز فليحاكم، على رؤوس الاشهاد، واذا ثبت فساده، اوقعوا عليه اشد العقوبات، ولكن لا تحاسبوا كثيرين بجريرة الانتماء، فالانتماء حرية معتقد، وحرية رأي، وحرية إنسان.

صحيفة الانتباهة