م .نصر رضوان: عن اصلاح الصحافة الورقية والالكترونية
هذا حال صحافتنا المتخلفة التى مازال يمتهنها بعض عواجير رافضين للتطور والذين تأويهم امريكا ودول الاستعمار القديم وتفتح لهم منابرها الموجهة لنا بالعربية ليقاوموا ثورة التجديد التى بدأت تعم بلادنا ويقودها كتاب وطنيون متمسكون بثوابت مجتمعاتنا وهم يواكبون كل جديد نافع فى العالم كله ولم ولن يبقوا مقلدين حصرا لامريكا ودول الغرب بعد ان اصبحت النقنيات متاحه فى شرق اسيا وامريكا اللاتينية وانتهى الى حد كبير احتكار امريكا للتقنيات والعلوم وحتى الثقافة .
لقد ظل معظم الكتاب عندنا يتشفون من بعضهم ويتعاملون برود افعال فهذا يكتب وذاك يرد كما انهم دائما متعصبون للحاكم او الحزب وهم مبخسون لاراء من خالفهم فمثلا مؤخرالم يهتموا من زيارة البرهان بأى جانب يفيد الشعب ويجلب الخير للعامة بل اخذوا يبخسون الزيارة وينقلون خلافاتهم فى الداخل الى دولا لا تهتم اصلا بما يجرى فى السودان ولا تملك وقتا لتضيعه فى سماع شكاوى مكرورة وتهم قانونية مسيسة ظل الكتاب المعارضون يرددونها ضد حكومات السودان منذ زمن نميرى وازدادت فى زمن البشير بعد ان انفردت امريكا بقطبية العالم و نصبت نفسها كحامية لحقوق الانسان وشرطى دولى يؤدب كل من خالفها او تمسك بدينه وتقاليده وثوابت دولته ، فهاهم اولئك الكتاب يستمرون حتى بعد الثورة وبعد ان تفاخروا بانهم نجحوا فى اعادتنا للمجتمع الدولى وجعلوا امريكا ترفع عنا الحظر ما زالوا يتعاملون باستعلاء ودكتاتورية مع كل من خالفهم الرأى ؟
هل يظن اولئك الصحافيين الذين يخاطبون الامم المتحدة ويطلبون منها ( تهميش البرهان ) و هل يظن الذين يتظاهرون فى حوارى نيويورك ويكتبون بمرارة فى وسائل التواصل يذكرون العالم بمواثيق حقوق الانسان ومبادئ الامم المتحدة ان هناك من يجهل الظلم الذى ينشره الصهاينة فى العالم باستعمال سلطو الامم المتحدة نفسها وباستعمال حق الفيتو وهل هناك رئيس وفد مهتم ليعرف ما يحدث لشعب السودان ؟ واذا سمع لهم فانه سينقذهم او يمد لهم يد العون ؟ المعلوم ان كل دول العالم حتى معظم الدول الاوربية تعلم ان جلسات مجالس وجمعيات الامم المتحدة هى لمجرد سماع النفاق الامريكى وتجنب شر امريكا انتظارا لان تنتهى احادية القطب للتتنفس شعوب العالم الصعداء ،ولذلك هم يمشون امورهم مع امريكا وينتجون ويتعاملون بذكاء بقدر ما يتاح لهم ، لكنهم لا يسلمون كل امورهم لامريكا ويعيشوا عطاله وعالة على قمح امريكا ويرجون منها ان تنصفهم من حكامهم وتتعطف عليهم بالقروض، الم يفهموا بعد ان امريكا مع مصالحها وليست مع مصالح الشعوب.
نحن نعد الان مراكز تدريب صحفى للشباب الوطنى ليحلوا محل من ضيع وقت الشعب فى التعصب لهذا الحاكم او ذاك.
للاسف لم اقرأ لكاتبه او كاتب معارض عن كيفية نقل التقنيات الانتاجية من امريكا لبلدنا مثلا لتحويل شبابنا لشباب منتج قادر على تطويع العلوم للاستفادة من ثرواتنا وبناء علاقتنا الاقتصادية مع دول العالم على مبادئ التكافؤ وزيادة صادرنا باعلى قدر ممكن لتحسين قيمة عملتنا واستعدال الميزان التجارى ، حتى العلماء المتخصصون فى العلوم لا يكتبون الا فى السياسة وياليتهم ينقلون الينا تجارب سياسية متطورة ، كل العلماء من اصول عربية واسيوية فى امريكا يحاولون افادة شعوبهم بمنتجات او خدمات تفيد شعوبهم الا نحن فان نختنا فى الخارج مسيسة وتخرج فى تظاهرات وتطلب من امريكا التدخل فى شؤوننا بل حصارنا كشعب بحجة ان حاكما فرد اغضب علينا امريكا .
ادعو رؤساء تحرير الصحف الورقية والالكترونية الى وضع معايير للكتاب ليكتبوا ما يفيد القراء ويخرجنا من دائرة الجدل السياسي والتعصب للاحزاب والاشخاص.
لقد تسآلت من قبل : لماذا لا نملك فى السودان مؤسسات صحفية استراتيجية شاملة كالاهرام او عكاظ او السياسة او الدستور او الشرق مثلا ، مع اننا بدأنا الصحافة قبل العديد من تلك المؤسسات؟ وقلت ان السبب هو ان كتابنا منذ اربعينات القرن الماضى ظلوا هذا يكتب وذلك يرد عليه بفاحش القول والسخرية ومحاولة اغتيال فكرته ، كما انهم عارضوا كل الحكومات معارصة ضارة وكثيرا ما هددوا الامن القومى باقلامهم مما جعل تلك الحكومات المتعاقبة تمنتع عن مساعدتهم لاقامة مؤسسات صحافية وطنية لا تتاثر بتغير الحكومات .
اذا ذهب البرهان ببدلة سوداء او زرقاء، او اذا نزل فى هيثرو او مطار اخر ، واذا خاطب الجمعية العمومية والقاعة ممتلئة او فارغه، فما هو الفرق ؟ كل الدول الهامة الموثرة فيما يحدث فى السودان الممثلين فى الجمعية العامة لديهم مواقف معلومة تجاه السودان وهم يتابعون ما يحدث فى السودان اول باول عن طريق مندوبيهم ومبعوثيهم وسفراؤهم فى السودان ،بل هم يتدخلون فى رسم سياستنا بما لا يرضينا وينتج عنه ضرر بليغ لنا ،وانا اعرف ان البرهان ومراكز الدراسات التى وراءه تعلم ذلك تماما وتعرف مغذى زيارته للامم المتحدة ، ولكنها ارادت ان تلزم بالحجة من يريدون ان يمكنون للدول للمؤثرة اكثر واكثر فى بلادنا.
الان نحن نعد فى شباب سيعرف كيف يوجه اعلامنا فى المستقبل من اجل تحقيق استقلال قرارنا الاقتصادى والسياسى وكيف يمكننا تحقيق الاكتفاء الذاتى ونصدر ما زاد عن حوجتنا بالسعر التنافسى العالمى ليدعم عملتنا المحلية لتصير عملة ( حرة) .
ملحوظة : لفظ عملة حرة يطلقها قدامى الاستعماريين البيض و امريكا حتى يسيطروا بعملاتهم على عملاتنا و على اقتصاديات دولنا الثرية ونحن لن نستطيع ان نقضى على تلك الهيمنة ونحرر عملتنا الا بعد ان نجعل تلك الدول مضطرة لشراء ثرواتنا بسعر السوق العالمى التنافسى ومما يعيننا على ذلك بعد الله تعالى دخول عالم اليوم فى فترة نهاية القطبية الاحادية فى العالم وبداية ظهور سلة العملات الاخرى ( يوان وروبل وليرة ..) كبديل للدولار.
فلنبدأ باصلاح كل شئ واولها الاعلام الذى يوجه الشباب للانتاج وينهى شغل العامة بالسياسة .
صحيفة الانتباهة