مقالات متنوعة

بخاري بشير يكتب: الاعتراف بمكارم السلطان علي دينار


الأربعاء الماضي احتفلت المملكة العربية السعودية بعيدها رقم 92؛ ونظمت السفارة السعودية بهذه المناسبة احتفالية ضخمة في منتجع الجنادرية جنوبي الخرطوم؛ وكان لافتاً (بهاء) المناسبة وعظمتها بمشاركة أهل السودان؛ وذلك غير غريب على السفير علي بن حسن جعفر الذي صنع علاقات واسعة في المجتمع السوداني السنوات الماضية وضعته في مكان الأب الروحي للدبلوماسية الشعبية؛ وهو يضع سياسات ومصالح بلاد خادم الحرمين الشريفين والعلاقات الثنائية مع السودان نصب عينيه؛ خاصة لما عرف عن السودانيين محبتهم الغامرة لتلك البقاع الشريفة؛ عشقهم الأبدي للرسول الكريم وزيارة قبره الشريف اكمالاً لنسك العمرة أو الحج.
جاءت كلمة السفير شارحة لمتون وحواشي العلاقات بين الشعبين؛ ونمائها الدائم لآفاق المصالح المشتركة؛ وتحدث السفير عن التطورات التي حدثت بالمملكة خاصة توسعة الحرمين الشريفين التي ساهمت في راحة المعتمرين والحجاج؛ وكانت التوسعة قد تمت منذ عهود الملوك السابقين وحتى خادم الحرمين الشريفين الحالي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، كما تحدث ممثل الحكومة الدكتور هيثم وزير الصحة عن نمو وتطور العلاقات السودانية / السعودية التي ظلت في تطور مستمر متناولاً الاستثمارات السعودية التي تعد من اكبر الاستثمارات في السودان.
تنسم المحتفلون بعيد المملكة الثاني والتسعين عبق التاريخ السوداني وهم يشاهدون تكريم اللجنة المنظمة للاحتفال للسلطان علي دينار؛ وعندما يذكر السلطان يذكر (النضال) ضد المستعمر؛ ووقفة السلطان الشرسة في وجه الغزاة؛ وتلك المعركة الضارية التي بذل فيها روحه غالية لتراب أرض دارفور الحبيبة العام 1916م.. لا يذكر اسم السلطان (علي دينار) الا ويذكر (محمل الكعبة الشريفة)؛ تلك القوافل التي تمثل الكرم السوداني الباذخ للأراضي المقدسة في الحجاز وكسوة البيت العتيق؛ وها هي سفارة المملكة ترد الجميل بهذا التكريم الكبير للرمز الوطني السوداني السلطان (علي دينار).. خاصة ان للسلطان آثار باقية بأراضي الحجاز مثل (آبار علي).
ارتفعت سيرة وذكرى السلطان (علي دينار) في احتفالية المملكة بعيدها؛ وكان السلطان احمد حسين ايوب علي دينار هو المكرم في شخص السلطان؛ وهو الحفيد الذي نهض بارث جده الراحل في حله وترحاله، سلطنة دارفور تعتبر واحدة من السلطنات ذات التاريخ الوضيء في ولايات دارفور بارثها الانساني والتاريخي العريق، كما يعد أهل دارفور من الشعوب المميزة في المنطقة وهم (حفظة القرآن).. نسأل الله أن يعيد اليها هذا التاريخ الباهر ويخرجها من دائرة الخلاف السياسي اللعين.
واخيراً اكتملت فصول الاحتفال والجميع يظللهم مسار العلاقات الممتد بين البلدين الشقيقين؛ وقامت الجنة المنظمة بتكريم شخصيات سودانية ذات رمزية كبيرة؛ وكأنها تحدث هذا الشعب بأنها تحفظ له ارثه الوطني والفني والثقافي والرياضي؛ وذلك بتكريم قادة سودانيين وشخصيات قومية كان لكل منها دوره عبر مسيرة حافلة بالتفاصيل ومن هؤلاء اسطورة الكرة السودانية ولاعب السودان والهلال الدولي (نصرالدين عباس جكسا) والفنان الدكتور (عبد القادر سالم ) والدكتور الشاعر(عمر محمود خالد).

صحيفة الانتباهة