مقالات متنوعة

طه مدثر يكتب: مبارك اردول وعادل امام

(1) قبل أن تصبح مدحة مؤتمر المائدة المستديرة أو مدحة مبادرة الشيخ الطيب الجد أو مدحة مبادرة أهل السودان هذه المدحة التي استعان فيها كاتبها بعشرات الموتى لنجدة واغاثة أهل السودان قبل أن تصبح بديلاً للنشيد الوطني للسودان.!! وقبل أن يصبح تلت التلاتة أربعة وقبل أن يؤكد المكون العسكري الانقلابي إيمانه الحقيقي بأنهم يؤمنون بمدنية الدولة وقبل أن يصدر بيان على شاكلة (الليلة ما بنرجع الا البيان يطلع) من الجهات الإنقلابية ويحظر فيه توجيه اي نقد أو حتى الحديث همساً او حتى تسجيل صوت لوم لشركة الموارد المعدنية ومديرها العام السيد مبارك اردول وهذا المبارك أصبح كنعامة الملك لا يسأل عن ما يفعل ومن تجرأ ووجه له أي نقد فإن السيد اردول جاهز (مويه ونور) للرد السريع.ويبدو أن تواجد أردول في مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من تواجده في محل عمله (والله انا ذاتو ما عارف عمل الشركة دا شنو في ظل وجود وزارة للموارد المعدنية)؟ وقد يذهب اردول الى أبعد من ذلك فيذهب للنيابة والشرطة والمحاكم قبل أن يحدث هذا وغيره لابد لنا من هذه الوقفة مع اردول قبل المنع والحظر!! (2) ومن أعجب ما غرد به المغرد العظيم مبارك اردول!!.هذه التغريدة التي سار بها الركبان فكتب (انتاج الذهب ظاهر في إستقرار سعر الصرف وتوفر الدولار في البنوك وانخفاض معدلات التضخم مقارنة بالعام الماضي وانعدام صفوف الخبز والغاز واستقرار الإمداد الكهربائي باختصار نحن حققنا مقولة مافي تاني صفوف الا صف الصلاة.) انتهت التغريدة النابغية الذبيانية.!!ان هذه التغريدة تصلح لأن تكون نصاً مسرحياً ساخراً وهي تذكرني بعادل أمام في مسرحية شاهد ماشافش حاجة.حين قال (الاسعار رخيصة و المواصلات فاضية والرغيف كبير وكل مرة تقولو لينا فكوا الحزام)!! إن وجه الشبه بين هذا المقطع من المسرحية وبين تغريدة اردول لا يحتاج إلى تدقيق شديد مثلما تحتاج إيرادات تصدير الذهب الى مثل هكذا تدقيق!!.ان وجه الشبه بين النصين لا يحتاج إلى كثير عناء للفهم ولا يحتاج لكثير عناء للفهم هو من اين اتى أصحاب هذه الجلود السميكة الذين لا يهمهم هم وغم ومشاكل وازمات من كانوت بتحدثون باسمهم؟.. (3) الخلاصة الحمد لله حضرنا زمن البص السريع (الاكسبريس الاحمر) والحمدلله الذي مدنا في اعمارنا وحضرنا زمن الكسب السريع لا يهم أن أتى من حلال أو حرام لا يهم أن اتى على جماجم الموتى أو جاء بالفهلوة السياسية والحديث باسم الهامش والمهمشين لا يهم هذا أو ذاك فكل صاحب حركة مسلحة أو أي مكون مدني اصبح كل همه أن يصبح ملياردير في غفلة من عين الزمن وكأنه اقسم أن يأخذ ثمن نضاله المشكوك فيه (كاش داون أو ذهب خالص) وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.

صحيفة الجريدة