مقالات متنوعة

يوسف السندي يكتب.. لن يربح البرهان الحرب


المجلس العسكري يسيطر فعليا بمساعدة الجبهة الثورية والانتهازيين على مفاصل السلطة بالانقلاب، وقوليا يتحدث إلى الدول الخارجية بأنه مع التحول المدني الديمقراطي ومستعد للتنازل عن السلطة للمدنيين!!

في حوار صحفي مع السيد برمة ناصر الرئيس المكلف لحزب الأمة القومي ذكر بانه التقى بالبرهان واخبره البرهان بأنه لن يسلم السلطة الا لجهة منتخبة!!

حديث البرهان هذا هو تأكيد واضح وصريح بأن حديثه عن ذهاب الجيش للثكنات وتسليم السلطة للمدنيين إنما هو محض تكتيك وخدعة سياسية لكسب الوقت.

استولى البرهان على السلطة الكاملة في ليل ٢٥ أكتوبر عبر انقلاب عسكري على السلطة الدستورية التي افرزتها ثورة ديسمبر، وبحديثه لبرمة ناصر فهو غير راغب في إعادة السلطة للمدنيين.

الانتخابات التي يريد البرهان ان يسلم السلطة لمن يفوز بها، هي ليست الانتخابات العامة النزيهة، وانما هي انتخابات مخجوجة وممجوجة لن تأتي الا بالبرهان نفسه، ونعلم ان المجلس العسكري وعبر اتفاقية جوبا قد اقحم نصا يخول للمشاركين في السلطة الانتقالية الترشح في الانتخابات، وهو نص سيلعب به البرهان وسدنته على الجماهير البسيطة ويخدعونها به كما يخدعونها الان بأنهم مع التحول المدني والديمقراطية وأن ما قاموا به هو تصحيح لمسار الثورة وليس انقلاب.

القوى المدنية الثائرة ممزقة ومفرقة، وغير قادرة على توحيد كتلتها، وهذا يساعد البرهان في الذهاب في هذا الخط السيساوي، كما يساعد في تصدير رؤية للجماهير وللعالم الخارجي بأن المعارضة او الكيانات الثورية غير جادة وغير مسؤولة.

رغم كل ذلك يعلم البرهان ان سلطته لن تكون كاملة سواء استمر في الحكم عبر منهجه الانقلابي الحالي او عبر صناعته لانتخابات مخجوجة، فالجيل الحالي من الشباب غير مستعد للرضوخ لنظام قمعي جديد، والواقع الاقتصادي الحرج لا محالة سيدفع بقية الجماهير إلى دعم خيار إسقاط سلطة البرهان، وهو ما قد يقود إلى احد اثنين: ثورة كاسحة او انقلاب عسكري على سلطته.

لذلك وبحسابات الربح والخسارة فان البرهان ومجلسه العسكري وان كسبوا المعركة الحالية مع قوى الثورة المفككة، الا انهم لن يربحوا الحرب ابدا، وستكون الغلبة للجماهير عاجلا ام اجلا، والثورة الكاسحة كالساعة، تأتي بغتة.

صحيفة التحرير