مقالات متنوعة

نصر رضوان يكتب: ماذا نريد من امريكا ، وما الذى تريده منا ؟


انا كمواطن سودانى استمعت لما قاله السيد سفير امريكا بان ( حكومة امريكا تريد ان تساعد شعبنا بصرف النظر عن الحكومة التى ستحكمه لان اختيار الحكومة بشكل ديمقراطى يجب ان يتم عن طريق الشعب السودان بدون تدخلات اجنبية ) انتهى .
انا ارجو ان يكون السيد السفير جاد كحكومة ( وليس كشخص فى الالتزام بما يقول ) واطلب منه ان يقول لنا بصراحة الاتى :
– كيف تتصور الحكومة الامريكية ان يتم اختيار رئيسا وزراء للفترة الانتقالية ؟
– كيف ستساعدنا حكومة امريكا فى تنفيذ متطلبات الفترة الانتقالية واهمها تكوين مفوضيات الانتخابات والدستور والعدالة الاجتماعية والسلام . فنحن نرحب بان نصل الى نظام حكم فيدرالى كنظام الحكم الامريكى على ان تندمج احزابنا فى حزبين فقط او ثلاثة حتى تستقر بلادنا وتتحول لدولة مؤسسات كامريكا .
– اذا كانت حكومة امريكا لا تريد ان تتدخل فى شؤننا فنرجوا من السيد السفير ان يلتزم بما يقوم بالالتزام به سفراء كل الدول العظمى والنامية فى بلادنا ( الصين وروسيا وماليزيا وبقية دول اسيا وافريقيا ومعظم الدول العربية الى اخره ) حيث لا نسمع عنهم اى تدخل فى شؤوننا .
لا اريد ان اعود للماضى واسأل اليد السفير عن الدور السلبى الذي قامت به امريكا بعد ان تولى د.حمدوك الرئيس المدنى الحكومة الانتقالية الاولى حيث انها لم تساعدنا باى شئ بعد رفع الحظر ؟ ولماذا تأخرت امريكا فى ارساله كسفير الى ان حدث الخلاف بين القوى المدنية الذى نتج عنه قرارات 25 اكتوبر ؟
وعلى كل حال فها هو قد حضر الان ونرجوا ان يكون قد جاء من اجل تحقيق مصلحة شعب السودان وتطوير علاقاته مع شعب امريكا وفى هذا الصدد فلابد ان السيد السفير يعرف اننا كافراد تربطنا علاقات ممتازة مع افراد الشعب الامريكى لكننا حتى نكون صرحاء اريد ان ابلغ السيد السفير اننا كشعب قد تضررنا كثيرا من تدخلات الحكومة الامريكية فى شؤوننا وقيام بعض الرسميين الامريكان باستعمال اساليب نفاقية معنا وفى هذا الصدد اود ان اذكر السيد السفير بحديث سفير امريكا الاسبق الذى عاصر الايام التى قررت فيها حكومة امريكا فرض حظرها الاقتصادى علينا بحجة اننا دولة راعية للارهاب، حيث قال حينها : انا شخصيا لا ارى ان ذلك صحيحا ولكن هى سياسة دولتى ما اشعر به انا واسرتى ان الخرطوم اكثر امانا بالنسبة لنا من كل مدن امريكا ومن كل مدن العالم الذى عملت فيها . انتهى كلام السيد السفير .
انا بصراحة اعرف تماما ان هناك لوبيات تتحكم فى اتخاذ القرار السياسي فى امريكا ،ولكن اذا كان السيد السفير مستعد فعلا لان يساعدنا فى اكمال الفترة الانتقالية على ان تتقدم امريكا وتدعوا غيرها من الدول تساعدنا كشعب فى تكوين احزاب ديمقراطية تماثل احزاب امريكا وتكمنا من ان نعد انفسنا لخوض انتخابات تشريعية ورئاسية بعد عام ونصف، فليفعل، واذا لم يرد ان يفعل هو فارجو ان لا تمارس حكومة امريكا اى ضغوط علينا ولا على اى دول اقليمية او دولية تريد لن تساعدنا وبالذات بعض الدول الاوربية وبعض دول الخليج وتدعها تتعاون معنا كشعب على التأسيس لدولة ديمقراطية متطورة كدول العالم الاخرى ،ذلك لان اى ضغوط تمارس علينا كشعب ستجعلنا نرفضها ونقاومهاوستتسبب فى تعطيل تحقيق الديمقراطية فى بلادنا لنظل نسمع شفويا ما درجت عليه تلك الشخصيات من التحذير من خطورة الوضع فى السودان على الاقليم والعالم وغير ذلك من التهويل النفاقى الذى لا حقيقة له فنحن شعب غير متطرف بحمد الله تعالى .
انا اود من السيد السفير الامريكى طالما انه يجيد العربية ان يناقشنا هنا بصدق عرفناه من خصال عموم الشعب الامريكى عما يراه هو شخصيا مفيدا لنا كشعب باعتباره صديقا ناصحا حريصا على تطوير علاقات قائمة على اساس الندية لتحقيق المصالح المشتركة لشعوبنا ولشعوب العالم دولتحقيق ( السلم والامن العالميين) ذلك الشعار الذى ترفعه القيادة السياسية فى امريكا .
ساقوم هنا بسؤال السيد السفير عن الدور السلبى ( من وجهة نظرى ) الذى قامت به امريكا بعد ان كان سفيرها السابق يشجع على اسقاط الحكومة الدكتاتورية وكيف اننى من وجهة نظرى ارى ان الحكومة الامريكية قد اخطأت فى التخلى عن دعم حكومة الثورة المدنية بقيادة د.حمدوك ، وانا لا اريد ردا من السيد السفير ولكن ارجو ان يوضح لنا كيف سيقوم هو الان باصلح تلك الاخطاء بدعمنا بالفعل وليس بمجرد الكلام .
وللتذكير فلقد نصت الوثيقة الدستورية فى اهم بنودها على ما يلى ، وجعلت تنفيذ كل ذلك من مهام الشق المدنى :
– تشكيل حكومه من تكنوقراط غير حزبيين .
– عدم تعيين اى شخص مزدوج الجنسية فى وظيفة دستورية .
– تكوين المجلس التشريعى بعد ثلاثة اشهر من التوقيع على الوثيقة .
– تكوين المفوضيات وتحقيق السلام بعد سته اشهر من التوقيع على الوثيقة .
– وضع خطة اقتصادية وعمل ميزانية اسعافية للقفز بالانتاج لرفع العناء عن كاهل الشعب فى مدى سته اشهر .
– تكوين مفوضية العدالة الانتقالية ( وليس لجنة ازالة التمكين ) .
– استكمال هياكل القضاء والعدل و تكوين مفوضية الدستور.
– عدم اقصاء اى مواطن من المشاركة ما لم يصدر عليه حكم قضائى نهائى غير قابل للاستئناف .
– تحقيق طفرة اقتصادية وتشغيل الشباب وفتح باب التوظيف فى الخدمة العامة عن طريق لجنة الاختيار.
– التجهيز لعمل انتخابات عامه بعد سنتين .
كل البنود اعلاه كان يجب ان ينفذها الشق المدنى بدون اى مشاركة او تدخل من الشق العسكرى ، ولا تقع على الشق العسكرى اى مسئولية جراء ما حدث من تعويق لتنفيذ تلك البنود التى هى اهم بنود الوثيقةالدستورية .
دعونا الان نقول عفى الله عما سلف ونأمل ان يرد علينا السيد السفير هنا او على بريدى الالكترونى لاقوم بنقل رده فى مقالى القادم .
Nasr M Ahmed . Civil Engineer.
Bsc.Ceng.MASCE.AMSES,FSES.
nasrrudwan@gmail .com.

صحيفة الانتباهة