مقالات متنوعة

عبد الله إسحق محمد نيل يكتب : محلية أمبدة تحتاج إلى نهضة


في الأسبوع الماضي، ساعدني الحظ أن أكون في زيارة مع الإدارة التنفيذية لمحلية أمبدة للريف الغربي لمحلية أمبدة بولاية الخرطوم، لحضور فعاليات لقاء تنوير أعدته الإدارة التنفيذية لمحلية أمبدة لبعض الصحفيين بشأن كثير من القضايا الخاصة بمحلية أمبدة، وما جرى في بعض أسواقها من إزالة لبعض التشوُّهات والتعدي على الأراضي الحكومية لمحلية أمبدة في الشريط الخدمي بسوق ليبيا وسوق أبو زيد، وفي الطريق إلى موقع التنوير بمزرعة رجل الأعمال والقطب الهلالي الكبير عبد الصمد يوسف، مررنا بعدد كبير من المزارع والمصانع والمؤسسات الحيوية الكبيرة بالمحلية، ولأول مرة وأنا من سكان مدينة أم درمان، أعرف أنّ الريف الغربي بمحلية أمبدة يعتبر واحداً من أجمل المناطق التي تزخر بالسياحة والزراعة والإنتاج الحيواني والزراعي للخضر والفواكه وغيرها من المواد الصناعية كالحجر الجريري والطوب الحراري والرخام ومواد صناعية.

وفي بداية طريق شريان الشمال، المعروف بطريق دنقلا، شاهدت على جانبي الطريق عددا من المباني تمت إزالتها حديثا، فسألت زميلنا كمال الدين مدير الإعلام بالمحلية، قال: كل هذه مبان عشوائية بناها بعض الناس بدون أي وجه حق وهي اعتداءٌ على أراض حكومية وتمت إزالتها من أجل المحافظة على الأراضي الحكومية، وبينما نحن سائرون على طريق شريان الشمال، ظهر لنا عدد مقدر من الفرِّيشة من الرجال والنساء والشباب والشابات على جانبي قارعة الطريق وهم يفرشون الفواكه والخضر بكل أنواعها في أبهى مناظرها، فتوجهت بالسؤال على سائق العربة وهو مدير المراسم بالمحلية، فقال لي إنّ هذا السوق اسمه “سوق الحر” وهو سوق للفواكه والخضر تُستجلب من الجنائن والمزارع وتباع هنا، وقبل مغيب الشمس ينتهي العمل في هذا السوق، لذلك عُرف “بسوق الحر”، حيث يبدأ العمل فيه منتصف النهار وينتهي قبل مغيب الشمس، وبعد أن تجاوزنا “سوق الحر” ببضع كيلو مترات، نزلنا من طريق الأسفلت وسلكنا طريقاً وانا أشاهد بأم عيني عدداً كبيراً من المزارع تكسوها الخُضرة وتنتشر فيها أنواع أشجار المانجو والموالح والفراولة والعنب مفروشة على طول جنبات الطريق في المزارع وغيرها إلى أن وصلنا مزرعة ومنتجع عبد الصمد يوسف، وهناك أهلنا بجمال الطبيعة وزينة الخضرة، ولمسات المهندس الفنان الذي خطط المزرعة، وبعد تكامل وفدنا، قام السيد المدير التنفيذي لمحلية أمبدة الأستاذ مستور أحمد عبد الماجد ونائبه الأستاذ أبو القاسم الطاهر والمستشار القانوني للمحلية ومدير التخطيط بتقديم دفوعاتهما عن الإزالة والتشوُّهات والتعدي على الأراضي الحكومية بسوق ليبيا وسوق أبو زيد التي تمت، وفي اعتقادي صحيحة وضرورية من أجل المحافظة ومحاربة الظواهر السالبة، ولكن يتوجّب على الولاية والمحليات سَن تشريعات محلية تحفظ الحق العام وتمنع التعدي على الأراضي الحكومية، وبعدها تجوّلنا في مزرعة عبد الصمد يوسف واستمتعنا بجمال الطبيعة الخلابة، وبعد عودتنا من رحلتنا السياحية “بسوق الحر”، شاهدت عمليات البيع والشراء تجرى بشكل لافت بسرعة وعدد من البصات السفرية والعربات الصغيرة والكبيرة القادمة من شمال السودان ومن أم درمان مجنبة على جانبي الطريق ومعظم ركابها منهمكون في شراء الفواكه والخضر التي تسر الناظرين وتجذب العين ويهفو لها القلب.

فمحلية أمبدة تحتاج إلى نهضة تنموية وكليات جامعية تخلّد اسمها وترفع من شأنها وتنشأ وتؤسس في مؤسساتها القائمة التي لم يتم استغلالها بشكل جيد.

نواصل،

صحيفة الصيحة