بخاري بشير يكتب: (الكوز) ايلا.. وسفر الإنجاز!
جاء محمد طاهر ايلا القيادي البارز بحزب البشير وآخر رئيس وزراء في عهد الانقاذ؛ الى بورتسودان بعد غياب استمر لـ 4 سنوات؛ كان خلالها من المطاردين من قبل لجنة ازالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو- اللجنة سيئة الذكر- التي جمدت بقرارات أكتوبر 2021.. استقبال ايلا كان حديث الميديا والمجالس؛ كان استقبالاً حافلاً من أنصاره ومريديه وذويه؛ وربما مؤيديه من التيار الاسلامي.
الذين استقبلوا ايلا ببورتسودان أمس الأول فاقت أعدادهم التصورات؛ ومثلوا استفتاءً شعبياً للرجل.. وربما كانت رمزية لمدى القبول الذي سيحظى به قادة آخرون من نظام البشير اذا اتيحت لهم فرصة استقبال الجماهير.. شخصية ايلا القوية في الحكم والادارة واتخاذه للقرارات الصعبة؛ وميله الدائم لمعالجة هموم المواطن؛ والاهتمام بالتنمية والعمران والبناء. ومحاربته للفساد.. هذه الصفات كان لها الدور الأبرز في الاستقبال الحاشد الذي وجده.
استقبال ايلا؛ لم يكن كله بسبب قدراته الفائقة التي أظهرها ابان فترات حكمه المختلفة بولاية البحر الأحمر ثم الجزيرة وأخيراً رئيساً للوزراء.. استقبال ايلا ايضاً جاء بعد (مقارنة) بسيطة أجراها المواطن للثلاث سنوات من حكم ما بعد الثورة.. وكانت فيها كل اخفاقات حكومات ما بعد الثورة في كفة.. وبما حققه ايلا ابان سنوات حكمه ونظامه.. (كفة الفشل) لم تترك للجماهير خياراً.. والفشل قاده (حمدوك والحمدوكيون).. فهتف الناس لايلا بالشعارات الممجدة لنظام البشير.
صحيح ان للبعد القبلي دور في رسم صورة الاستقبال الحاشدة.. بسبب ما وجدته القبيلة في السنوات الأخيرة من اهتمام؛ وتعظيمها على حساب الوطن والحلف السياسي.. فصار الجميع يستقوون بقبائلهم؛ كلما واجهتهم (المدلهمات).. نجح ايلا في مخاطبة الجموع الغفيرة؛ بخطاب عقلاني بعيداً عن استقطابات السياسة؛ وكأنما اراد ان يطرح نفسه (زعيماً) لأهل الشرق.. وكان اللافت في استقباله أن المستقبلين كانوا من جميع بطون القبائل والاثنيات.. وليس اهله فقط من رفع شعارات الترحيب.
وجد أهل الشرق في ايلا شخصية (الزعيم المفقود).. بعد تجاذبات سياسية حادة.. جعلت الاقليم يعيش أسوأ فتراته في التنمية وفقر الانسان.. وعرف عن (الزعيم ايلا) أنه كان قريباً من الجماهير ومشكلاتها؛ ويكاد يكون الوالي الوحيد الذي قدم خدمات جليلة لكل الولايات التي عمل فيها؛ وشهدت فتراته المختلفة أفضل ترشيد للمال العام وأفضل توظيف له في مشروعات التنمية والبنى التحتية.
البعض حاول التقليل من حجم الاستقبال؛ أو الاستهانة به.. من غير التدقيق في الأسباب والدوافع التي جعلت هذه الجماهير تخرج بعفوية بمجرد (رسالة) في الاسفاير وتحديده لموعد عودته.. لم يشرع ايلا في التحضير لهذا الحدث فقط اكتفى برسالة حدد فيها ميقات العودة.. فكانت هذه الاستقبالات الكبيرة.. واني على يقين اذا اراد ايلا التحضير لذلك لاستطاع في طرفة عين ان ينتزع زعامة الشرق.. فشل القادة الحاليون من اليمين واليسار المتحدثون باسم الشرق؛ وفشلوا حتى في التنازع على (مسار الشرق) المجمد في اتفاق جوبا.
عاد ايلا؛ وعاد السهر للعيون التي لا ترى الا من زاوية واحدة.. وقالوا إن ذلك مقدمة لعودة الكيزان وقيادات الوطني.. ومالو اذا كان الكيزان وقيادات الوطني من الذين يقدمون (أولوية خدمة الجماهير) على انفسهم .. فمرحباً بهم اليوم قبل الغد.
صحيفة الانتباهة