إرهاصات الحكومة القادمة!
مازالت الأوساط السياسية تتداول الانباء والتكهنات بشأن الحكومة القادمة.. فقد ظهر هناك ما يشبه (الاجماع) على ان الشعب السوداني انتظر بما فيه الكفاية ولن ينتظر أكثر.. خاصة أن كل الظروف تتراجع للأسوأ، وقد بلغ به مبلغاً في معاشه، لم يشهده حتى في فترات الاستعمار.. وبات مع هذه الظروف من المستحيل الانتظار لمزيد من الخلاف والتشظي وانتظار المجهول.
بعد (١٧) يوماً تكمل قرارات الفريق البرهان التي أطلقها في اكتوبر الماضي عاماً كاملاً، ولا أظن أنه من العدل ان ينتظر الشعب السوداني الذي تفاءل بالتغيير مزيداً من الوقت، فكل ذلك مخصوم منه ومن رصيد ابنائه وأجياله القادمة.. قالها مستشارو البرهان من قبل، انه من الظلم انتظار المبادرات والتفاهمات الى ما لا نهاية، وواضح جداً ان أحزاب السودان السياسية وكياناته الفكرية وتجمعاته الأهلية، لن تصل الى اتفاق (كامل الدسم) حتى يلج الجمل في سم الخياط.. فلماذا ينتظر العامة اتفاقاً لن تحققه النخب؟
وصل البرهان إلى عواصم عالمية، وقدم رؤية (واضحة المعالم) للمجتمع الدولي، وهو اليوم في موقع وموقف خير من موقفه ليلة الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي، فقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر، وتغيرت العديد من زوايا النظر، ووفقاً للتغيرات فقد منح البرهان كل الأطراف (الفرصة كاملة) للوصول للاتفاق (المزعوم)، لكنهم فشلوا في الوصول الى حد أدنى من المشتركات.. وهذا الفشل يمنح البرهان الفرصة الكاملة لتحديد شكل الخطوة المقبلة.. خطوة تشكيل الحكومة وتسمية رئيس وزراء، بشرط ألا تتجه الترشيحات لاسماء حزبية، انما مستقلة وذات كفاءة عالية، ثم بعد ذلك تحديد شكل وهياكل المفوضيات بما فيها مفوضية للانتخابات، تعمل وفق جدول وميقات معلوم.. حيث لا بد من تحديد (سقف زمني) لنهاية الفترة الانتقالية، بحيث انه من غير المقبول ان تستمر الفترة الانتقالية بلا نهاية أو سقف وتكريس السلطة بوضع اليد، سواء للعسكر أو غيرهم.
ظهرت بعض الأسماء، وتناول المحللون سير بعض المرشحين، ومن عجبي بروز اسم (الدكتور حمدوك) من جديد.. وكأن الذين طرحوا هذا الاسم لم يعيشوا فترة السنوات الثلاث الاولى من عمر الثورة، وكأنهم لم يروا (الفشل) الذي اكتنف تلك الفترة.. لم يحقق د. حمدوك معشار النجاح وهو يدير فترة كثيفة الاستقطاب، ولم يظهر قدرة ابتكارية ولا قيادية، بل اظهر التردد وعدم الوضوح، وفتح بمغامراته الطائشة أبواب التدخل الخارجي، بذلك الخطاب (المفضوح) الذي ينم عن (عمالة وجهالة) مازال السودان يعاني منها.
بالرغم من اختلافات السياسيين حول الأسماء المرشحة، فإن د. حمدوك استتفد فرصه في فترة جديدة، وافضل مليون مرة ان يأتي شخص غيره ليتسيد مشهد الجهاز التنفيذي.. اكثر من مليون اسم افضل من حمدوك الذي لن ترض عنه الجماهير، فقد اكتسب دعمها اللامحدود، وكان ليس محلاً لهذه الثقة.. افضل من حمدوك كثيرون بما فيهم انصار نظام البشير، فهم افضل منه قدرةً وبأساً في ادارة الشأن العام، وبهذه المناسبة اين الشاب (معتز موسى) أفضل من تسنم هذا الموقع، ولكنهم حاربوه؟؟
صحيفة الانتباهة