محمد عبد الماجد يكتب.. امتعاض البرهان
(1)
• لم نراهن في يوم من الايام على (السلطة) في دعم الثورة والشارع ونصرة الحرية والسلام والعدالة، نحن ندرك مدى انحسار (الثورة) في قمة الهرم، حتى عندما كان الدكتور عبد الله حمدوك رئيساً للوزراء ــ رهاننا على الثورة كان رهاناً على (الشارع) وعلى (الشعب السوداني) الذي سوف يظل قابضاً على قضيته، وان اصبح التعداد السكاني للسودان مواطناً سودانياً واحداً… وحتى وان اصبح هذا المواطن في عداد المفقودين او في مشرحة الموتى، سوف نراهن على ان نعبر وننتصر في نهاية المطاف و (يا كبرياء الجرح لو متنا… لقاتلت المقابر).
• لم ننتظر شيئاً من السلطة حتى نقول اننا خذلنا فيها.
• المتغطي بالسلطة (عريان).. لذلك لا رهان عليها.
(2)
• مؤسف ألا يحاكم قتلة شهداء الثورة.. مؤسف ان يبقى عدد من الذين قتلوا في الحراك الثوري جثثاً في المشارح مجهولة الهوية.
• مع ذلك ومع كل هذه الإحباطات نقول لا تيأسوا ولا تحبطوا فثورة ديسمبر المجيدة ليست ثورة اكتوبر وليست هي ثورة ابريل يمكن اخمادها او التراجع عنها.. ثورة ديسمبر المجيدة ثورة باقية ومستمرة وظافرة ومنتصرة بإذن الله.
• لا تتخلوا عن احلاكم بوطن (حدادي مدادي).. يسع الجميع.
• الفرق بينهم وبينكم .. انكم تحلمون بوطن خير وطن شامخ وطن عاتى وطن خيّر ديمقراطى.. ويحلمون هم بفرش اثاث الغرفة وتغيير ماركة الموبايل.
• الاطارات في الشوارع سوف تظل مشتعلة وملتهبة هكذا بمثل قوة اشتعال الشعب من اجل السلطة المدنية الذي سيظل مشتعلاً حتى وان نجحوا في اخماد نيران (الاطارات).
• الاحلام الكبيرة والغد المشرق القادم .. ليس مطلوباً مننا لتحقيقه في هذا الوقت غير (الامل) و (العشم).
• ابقوا على آمالكم كبيرة فالآمال الصغيرة لا تشبه جباهكم العالية وقاماتكم السامقة التى لا تقبل الانكسار او الانحناء.
• سوف يظل عشمنا قائماً على (الشعب السوداني) الذي لن ينكسر ولن يتراجع ولن يتخلى عن احلامه (المدنية) المشروعة.
(3)
• على حسب صحيفة (الديمقراطي) : أبدى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان امتعاضه من استقبال القيادي بالنظام البائد محمد طاهر ايلا لدى عودته قبل يومين لشرق السودان. وعقد البرهان يوم الأحد الماضي لقاءً مع وفد من قبيلة المسيرية بقيادة نظارها الثلاثة و (42) من قادتها بقصر الضيافة، بشأن المظالم التي تتعرض لها القبيلة. وقال البرهان في معرض حديثه: (لا توجد حكومة في البلد بدليل استقبال ايلا استقبال الفاتحين رغم أوامر القبض الصادرة في حقه).
• يكاد ان يقول لنا البرهان (الطفأ النور منو؟) او (وحدث ما حدث) وهو رئيس مجلس السيادة والقائد العام لقوات الشعب المسلحة.
• لأول مرة منذ (25) اكتوبر نتفق مع البرهان.
• الحكومة التى يستهجن البرهان من عدم وجودها هو (الرئيس) فيها.
• اذا كان هذا هو حال الرئيس فكيف يكون حال الشعب؟
• الى وقت قريب كنا نظن ان (الامتعاض) هو احساس يخص المعارضة فقط .. وكنا نعتقد ان الحكومات لم يكتب لها نصيب من (الامتعاض) إلا عندما تهبط الى (كوبر).
• انهم يمتعضون الآن اكثر من المعارضة حتى وهم في السلطة.
• الذي نخشاه حقاً ان كل التحركات وكل اللقاءات اصبحت ذات طابع (قبلي).. حتى رئيس مجلس السيادة عقد لقاءً مع وفد من قبيلة المسيرية.
• اللغة (القبلية) اصبحت هي اللغة الرسمية في البلاد. واذا لم ننتبه لذلك فنحن على موعد مع ان نوقع (القسمة) حتى على نهر النيل.
(4)
• في اواخر العهد البائد كان البشير يرقص في خطاباته الجماهيرية والعالم لا يدرك انه كان يرقص وهو مذبوح من الألم.
• وكان وزير الاعلام والناطق الرسمي للحكومة حسن اسماعيل يتحدث عن (انحسار) المواكب وتراجع الثورة.
• وكان احمد هارون الذي كان يمسك بكل الملفات في الفترة الاخيرة لنظام الانقاذ، يتحدث في آخر ليلة للنظام البائد في سودانية (24) عن انفراج الازمة.
• وكان رئيس جهاز الأمن والمخابرات صلاح قوش يؤكد على سيطرتهم التامة على الاوضاع.
• كل شيء كان يبدو هادئاً.
• الخبراء الاستراتيجيون في ثورة ديسمبر المجيدة لعبوا دوراً مهماً في سقوط نظام الانقاذ، فقد كانوا عندما كانت منازلهم تحترق وهم يقفون بأقدامهم على انقاضها يؤكدون ان الاوضاع مستقرة ومطمئنة للغاية، وان الاحتجاجات التى يتحدثون عنها لا اساس لها من الصحة.
• نفس الخبراء الاستراتيجيين خرجوا علينا الآن يتحدثون عن استقبال محمد الطاهر ايلا في بورتسودان.
(5)
• بغم
• شركات التبغ والتدخين اذا استعانت بأربعة خبراء استراتيجيين يمكن ان يثبتوا للناس ان التدخين غير ضار بالصحة.
• ويمكن ان يثبتوا ان (السجائر) فيها خمس فوائد صحية للمدخن.
• للمحللين السياسيين قدرة فائقة على ان يصنعوا من الفسيخ (شربات).
• وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة