محمد محمد خير يكتب: اردول لكل زول
كان للاخ مبارك اردول عمقا جاذبا طوال اسبوعي الماضي في مستهل برد تورنتو الذي يبدا بصفير الريح ولفحة الهواء البارد ويلزمك البقاء بالمنزل مستعينا بالقنوات والهاتف والفيس . لفتتني اليه عضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاستاذة هنادي فضل في حوارية اجرتها فضائية سودانيه24 طرفها شهاب الطيب عن المجلس المركزي ومبارك اردول ممثلا للتوافق الوطني . استهلت هنادي حديثها بان القناة دعتها لهذه الحلقة ولم تذكر لها ان الحرية والتغيير ستكون طرفا في هذه الحلقة بل ذكرت لها اردول وقبلت المشاركة علي هذا الاساس .وزادت ان القناة لو اخبرتها بان الحرية والتغيير ستكون ضمن الحلقة لاعتذرت وكررت انها قبلت الدعوة علي قاعدة مشاركة اردول فقط.!!!!!!
اكرمني الله في مشوار العمر الذي لم يتبق منه كثيرا بمخالطة الشيوعيين في السجون لمدد طويلة وتحولت غياهبها لصداقات كان اعمقها صداقتي بالراحل التجاني الطيب وتعلمت من علاقاتي المتنوعة ان الشيوعيين لا يقرظون اي شخص خارج دائرة الحزب الا لامر جلل .حدث ان مات عمي وهو من كبار جزاري امدرمان ونعته صحيفة الميدان عام87 في الصفحة الاولي ولم احد تفسيرا لذلك الا بعد عشرين عاما وكانت دهشتي ان عمي الجزار كان ركنا من اركان الحزب وكادرا سريا في مهام التامين وتوفير السكن للمختفين منذ مطالع الخمسينيات والغريب في الامر انني لم اسمع عمي يتفوه بعبارة اشتراكية الي ان نعته الميدان !!!!
نبهني تافف عضوة اللجنة المركزية من ( قحت) وتوددها لاردول للغز ربما ينجلي قريبا فاعضاء اللجنة المركزية لاينطقون عن الهوي.
بعد تلك الحلقة التي جري نبيذ الود فيها بين اردول وهنادي وتحمل فيها ممثل قحت لهيب نارها التكتيكية اتصلت باحد معارفي من الخواجات المهتمين للغاية بالسودان فقد عاش من اتصلت به عشر سنوات في جبال النوبه وهو خواجه يتعشق ( الشمارات) ويطاردها ويشتعل حفيا بها وبعد عبارات الود والطقس والاحوال الصحية سالني عن مدي قبول الناس لاردول اذا ما تم التوافق عليه لرئاسة الوزراء وهنا تذكرت 24 .
حقيقة لم اقدم له اجابة شافية لان المباغتة عقدت لساني لكنني قلت له استنادا الي ان الخواجات يساندون المجلس المركزي ان قوي الحرية والتغيير وضعت شرطا اساسيا لشاغل هذا المنصب وهو ان يكون من صفوف الثورة فقاطعني بقوله وهو كذلك.
بعد ان انتهت محادثتنا حاولت استعادة سيرة اردول ومدي مطابقتها لشرط الحرية والتغيير فوجدت ان الرجل قد انخرط في المعارضة المسلحه منذ ان كان( اردولا يافعا) وانسكب من الطائرة التي جاءت به للخرطوم في رمضان نحو ميدان القيادة العامة والتقط له الثوار بزهو وامتنان صورة وهو ( يكرد العصيدة) ونشروها بعد ان افطروا وابتلت العروق ثم عينته الحرية والتغيير في موقعه الحالي الذي يجتهد فيه كثيرا حتي صار محط الانظار .تري هل ستوافق الحرية والتغيير عليه فقد استوفي شروطها ويفيض?!!
صحيفة الانتباهة