بخاري بشير يكتب: شتان بين الشيخ ومبارك الفاضل!
ضرب السياسي ابراهيم الشيخ مثلاً (مستحسناً) في الممارسة السياسية بلا بغضاء؛ عندما علق على الصورة التي جمعته بياسر العطا القيادي العسكري البارز في مجلس السيادة؛ واكد الشيخ مجدداً: “ان بيته سيظل مفتوحاً بلا تكشير”.. وسبق لابراهيم الشيخ أن نادى بضرورة (التوافق) وعدم اتخاذ سياسة الاقصاء في الممارسة السياسية؛ وبهذه (الخصلة الحسنة) والميزة (الايجابية) يكون الشيخ قد تجاوز رصفاءه السياسيين في الحرية والتغيير بفراسخ واسعة.
انها اللغة التي نريدها أن تسود وتشيع بين الناس؛ لترتفع صفات (التسامح والتسامي )فوق الخلاف والجراحات؛ والخصومات والغبائن التي كادت أن تعصف بالسودان.. الممارسة السياسية تحتاج لمثل هذا السلوك الراقي الذي اظهره (ابراهيم الشيخ)؛ لأن اللغة السائدة اليوم بين السياسيين ستورد البلاد موارد التهلكة.. خاصة ان هذه المجموعات السياسية لم تكسب شيئاً من لغة (الاقصاء) و(الخصومة المطلقة) غير مزيد من التفكك والانهيار؛ واصبح الشعب السوداني لا يستطيع صبراً على ظروفه القاسية.
لغة ابراهيم الشيخ وسلوكه؛ نجد على (النقيض منه) ما بدر من السيد مبارك الفاضل وهو يغرد حاثاً النائب العام أن يشكل قوة للقبض على المتهم الهارب (علي كرتي).. وهي لغة ينبغي أن لا تبدر عن سياسي يتحدث ان له مبادرة سياسية.. ما هي تهمة علي كرتي التي يترصدها مبارك؟.. هل لأنه ينتمي للتيار الاسلامي؟.. وحزب المؤتمر الوطني؟.. هل نسي مبارك الفاضل ايام كان عضواً فاعلاً في حكومة البشير ووصل فيها الى أن جلس في مقعد وزير الاستثمار ورئيساً للوزراء بالانابة؟.. اذا كان مبارك قد نسي فالذاكرة السودانية لم تنس.
لمبارك تاريخ طويل من الخصومات السياسية؛ التي يستطيع أن يبلغ بها الى أي مدى-لأجل ان يحقق مكسباً سياسياً محدوداً-.. حتى اذا كان الثمن المدفوع ان يشى بدولته انها تمتلك اسلحة بيولوجية ومحرمة دولياً؛ مما يوعز للادارة الأمريكية أيامئذ أن توجه صواريخها باتجاه مدينة بحري وتدك مصنع الشفاء.
أين مبارك الفاضل من الحديث الايجابي الذي أدلى به القيادي بالمؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ؛ وهو يضرب مثلاً في التسامح والتسامي فوق الجراح.. ويدعو لتشكيل حد أدنى من المشتركات الوطنية.. والتي هي غير موجودة في سلوك مبارك الفاضل المهدي.. فكيف بالله لمن يريد أن يكون (قدوة وقيادة) ويتصدر المشهد السوداني ان يدعو الى لغة (الكراهية) وخطاب (الحقد والتشفي) السياسي.. ويصبح معولاً للهدم بدلاً أن يكون ساعداً للبناء؟
قال ابراهيم الشيخ وهو يرد على الذين انتقدوا صورته مع الجنرال العطا قبل أيام بالقاهرة: “آمل أن يتم توافق على قضايا وبرنامج عمل انتقالي عاجلاً بآجال مضروبة ومواقيت متفق عليها وآلية مدنية تختار رئيساً للوزراء والسيادي ونمشي قدماً نحو الشمس النايرة تضيئ طريق بلادنا القادم وتنتشلها من مأزقها الراهن”.. انظروا بالله الى هذه اللغة الرفيعة والمتسامحة.. والتي تؤسس بحق لقاعدة وطنية راسخة تخرج السودان من كبوته.
ليت السياسيين في بلاي تساموا فوق جراحهم؛ وتركوا (غبائنهم) خلف ظهورهم.. حتى يتمكن هذا الشعب من النهوض من جديد.
صحيفة الانتباهة