مقالات متنوعة

بخاري بشير : مرحى للإسلاميين!

تداولت الوسائط بالأمس بكثافة حديث عضو مركزية الحزب الشيوعي (صدقي كبلو) الذي قال فيه ان انقلاب 25 اكتوبر فشل في تشكيل حكومة واعلان أجهزة الدولة الأخرى وهنا صدق.. وأكد صدقي في ذات حديثه ان الانقلاب نجح في اعادة الجبهة الاسلامية والمؤتمر الوطني الى الخدمة المدنية ورجع ليهم قروشهم على دائر المليم؛ والصحيح ان القضاء هو من فعل ذلك.. ثم ذكر انه مع هذا النظام اذا قامت 10 انتخابات ستفوز الجبهة الاسلامية.

ولنأخذ الجزئية الأخيرة من حديث كبلو بالتشريح والتحليل.. التي يقول فيها: (اذا قامت 10 انتخابات ستفوز الجبهة الاسلامية).. سؤالنا لكبلو هل أصبح الفوز بالانتخابات جريمة؟. وليته قال انه اذا قامت 10 انقلابات ستنفذها الجبهة الاسلامية.. وكان بهذا القول (يجرمهم) ويدينهم حتى في الستقبل، ويبين خطرهم على الديمقراطية.. لكن كبلو لم ذكر كل ذلك.. وقال بدلاً عنه ان الجبهة الاسلامية ستفوز اذا قامت 10 انتخابات.. (طيب ما تفوز ياخي).. اذا كانت مستحقة لهذا الفوز.. ومؤهلة له.

وهل قام الاسلاميون بمنع الشيوعيين من أن يفوزوا؟. قبل هذه التصريحات المضحكة كان أفضل ان تذهبوا للشعب السوداني وتقدموا له برنامجكم، وطرحكم للانتخابات وحكم السودان.. لكن (معليش) الشعب السوداني يعلم ان الشيوعيين واحزاب اليسار لا يملكون برنامجاً، ولا طرحاً يقدمونه له.. أليسوا هم من قال حمدوكهم انه لا يمتلك برنامجاً، ليعلم كبلو والآخرين أن الشعب السوداني لن يمنح اصواته الا لمن يستحق.. ولا ننسى من جهة ثانية.. ممكن جداً أن يفوز (حزب الأمة) بسبب كسبه التاريخي.. وربما ينالها الاتحاديون ببركات مولانا.

لكن الشيوعيين يعلمون جيداً أنهم أبعد ما يكونوا عن (الفوز) في أي انتخابات قادمة… حتى لو كانت عشرة انتخابات كما قال صاحبهم.. وازيدكم ممكن تكون 20 انتخابات ولا يجدون فيها شروى نقير.. وهم يعلمون.. لذلك يصيحون بالصوت العالي، ان الجبهة قادمة.. والاسلاميين قادمون.. والكيزان قادمون.

الحقيقة التي ينبغي ان يتوقف عندها الشيوعيين هي ان هذه الانتخابات أو تلك.. اذا جاءت باسلاميين او بغيرهم.. لماذا يزعلون؟ ويغضبون؟ ويقوموا بـ(دك الورق) كما يفعل لعيبة الكتشينة لحظة الهزيمة؟.. هذا يعني أن الشيوعيين لا يريدون الانتخابات بأي طريقة، و يتمسكون بالفترة الانتقالية.. بـ(الزندية).. لكن (الثابت) عندهم ان الانتخابات ليست لها (قدسية) ولا احترام.. ولتستمر الفترة الانتقالية لخمس او 10 او 15 سنة لا يهم.. فقط المهم ان لا تأتي انتخابات تعيد (العهد الكيزاني) الى الواجهة من جديد.

يا كبلو.. اذا كان هناك حزب سوداني له كامل الحقوق التي للآخرين.. واستطاع هذا الحزب ان يأتي بعد نتيجة انتخابات (نزيهة ونظيفة).. فما الذي يجعلنا نعاديه؛ وقد نال هذا الاستحقاق عن برنامج وجدارة وتجربة وسيرة ومسيرة.. لماذا لا يقبل الشيوعيون بميدان المنافسة السياسية النظيف؟.. باعتباره الوسيلة الوحيدة والمشروعة لاكتساب شرعية الحكم، وهو ميدان الانتخابات.

لن ينصلح حال السودان؛ طالما كنا نفكر بهذه الطريقة وننكر نتائج الانتخابات؛ حتى في احلامنا؛ ولن ينصلح حال بلادنا؛ واحزابنا تصر على الحكم بشرعية (مشروخة) وليس تفويضاً انتخابياً من الشعب.. ورسالتنا للاسلاميين مرحى لكم اذا جاءت بكم الانتخابات.

صحيفة الانتباهة