مقالات متنوعة

عثمان جلال يكتب.. كبسولة ثورية

(1)
رغم الشرخ العميق بين القوى السياسية الوطنية لكن يبقى القاسم المشترك بين مواكب قوى نداء السودان في يوم 29 اكتوبر ولجان المقاومة في يوم 30 اكتوبر هو رفض إعادة إنتاج الشراكة الثنائية بين قحت المجلس المركزي والمكون العسكري، وانتفاء الثقة بين الشارع الثوري وقحت المجلس المركزي، وان الشارع الثوري مستمر في إدارة بوصلة الثورة بعيدا عن المنظومات الحزبية مما يعني فقدان الثورة لأهم عوامل إلهامها وهي القيادة ومكمن خطورة ثورة عدمية بدون قيادة هو انحرافها التدريجي نحو العنف المؤدي إلى الفوضى الشاملة
(2)
وتبقى التحديات مستمرة وهي إنقاذ مشروع الثورة السودانية من الاختطاف والأدلجة، والتدخلات الخارجية الخبيثة، والتوافق حول مهام المرحلة الانتقالية والانتخابات، وغرس الديمقراطية المستدامة وإنهاء الدورة الشريرة التي مازت تجربة الحكم في السودان منذ فجر الاستقلال الوطني. وصفوة القول فإن الدولة السودانية تمر بمأزق تتساوى فيه حالة الصمود والوحدة، والانهيار والتفكك
(3)
وبعد انسحاب المؤسسة العسكرية من العملية السياسية ولو تكتيكا فهل الأجدى تحويل قرار المؤسسة العسكرية التكتيكي إلى هدف استراتيجي وذلك بإدارة حوار استراتيجي بين كل القوى السياسية الوطنية والتوافق حول هذا التحديات، ام استمرار الانقسام والشروخات والتهافت لإنتاج شراكة ثنائية نتائجها تعاظم الأدوار السياسية للمكون العسكري، وتعاظم انقسام القوى السياسية الوطنية؟؟
(4)
ان المعادلة واضحة وهي أن المؤسسة العسكرية موحدة قررت الانسحاب من العملية السياسية، ورمت بالكرة في ملعب القوى السياسية ولذلك على القوى السياسية التوافق والشراكة لإنجاز هذه التحديات التاريخية.
وأي خيار غير التوافق والشراكة بين القوى السياسية الوطنية يعني الاستثمار التكتيكي في اعادة إنتاج نظام استبدادي، والاستثمار الاستراتيجي في تدحرج السودان نحو سيناريوهات الصراعات الهوياتية والتشظي والانهيار.

صحيفة الانتباهة