العيكورة يكتب.. والقصة مهداة لكل المسؤولين
صبري محمد علي (العيكورة)
القصة يرويها أحد ضباط الجمارك المتقاعدين . يقول إنه كان يقود عربته ……
داخل حدودنا مع مصر وكان الوقت منتصف النهار والحر قائظاً فوجد عربة (كنتر) وقد تلف احد اطاراتها . يقول محدثى فتوقفت لاجل مساعدة سائقها ولاجل اخذ قسط من الراحة لاصلاحه قال وبخلفيتي المهنية شعرت انه يتحاشى ان ينزل الاطار (الاسبير) وكلما شعر اننى بصدد تنبيهه لذلك يغير مسار الحديث ونحن منهمكون معاً فى رفع العربة بالرافعة اليدوية (العفريتة)
يقول وبعد ساعات اتت عربة اخرى احضرت اطاراً آخر وانزلت (الاسبير) الذى كنت اشير اليه ولم يعرهم اهتماماً او يبادلهم الحديث وانطلقوا به دون ان يساعدوه حتى فى تركيب الاطار الذي اتوا به . ثم ولوا راجعين من حيث اتوا
يقول محدثي ….
كنت الاحظ ان الاطار الذى اجهدنا نحن الخمسة افراد فى انزاله ان اطاره الحديدي الداخلي به لون الذهب وبه ثقل غير عادي . فسألته سائق (الكنتر) عن نوعيته فلربما كان من النحاس او شيئاً من ذلك .
ولانه اطمأن لى بعد قضيت معه عدة ساعات.. طبخنا (حلة) سوياً وتغدينا .
فاصبح (يفضفض) لى بالمعلومات الصاعقة عن طبيعة عملهم فقال ……
إن اغلب الشاحنات والعربات التجارية يكون بها اكثر من لستك كاسبير احدها او اكثر اطاره الداخلي من الذهب المخلوط بالنحاس ليكتسب المزيد من الصلابة . ويقول هو شخصياً يعمل على ادخال ما وزنه (٥٠) كيلو جراماً شهرياً بهذه الطريقة عبر عدة رحلات!
ومن يقول ذلك هو المهرب ! فأين الدولة السودانية ؟
وقال …..
إن هناك مكائن تستخدم فى تصنيع (البال) الذى تربط به قوالب علف البرسيم هذه المكائن تسحب الذهب ايضاً مع خلطه بالنحاس على هيئة (بال) ويدخل كرباط لقوالب (البرسيم)! وكل من يفهم فى الثروة الحيوانية يعلم انهم ليسوا بحاجة لبرسيم (اللهم) الا ان اراد بعض ضعاف النفوس هناك خلطه بالملوخية !
يقول (بتاع) الكنتر لمحدثي …..
إن معظم شحنات البصل سواء أكانت من السوق المركزي بالخرطوم او من الولاية الشمالية الصادر لبعض دول الخليج لا يخلو من كتل الذهب المهرب .! مع تنوع حيل الاخفاء
والقصة هذه نضيف لها عراك النظاميتين بمطار الخرطوم قبل اشهر حيث افلحت احداهما فى استخراج الذهب اللاصق باحكام على بطن الأخرى .. والقصة معروفة ومتداولة. والى اين تم نقل المرأتين واين تعملان حالياً وكأن شيئاً لم يكن !
حقيقة …..
لا اعتقد انه فى ظل توفر التقانة الحديثة الخاصة بكشف هذا المعدن النفيس خلال ثوان معدودة وفى ظل توفر المعلومة عبر قنواتها الامنية والاستخباراته المعروفة يمكننا القول ان القوات الامنية لا تعلم شيئاً عن ما يجري !
ولكن من المؤكد ان هناك عصابة تقف وراء هذا التهريب الممنهج ولربما ضعف اداري بهذا المرفق المهم بالدولة.
ولكن يظل السؤال …..
اين رأس الخيط ونهايته ؟ هذا ما نتركه للجهات الرسمية ان تضع يدها على ابعاد هذا المخطط الهدام الذى قضى على اقتصادنا واوردنا موارد الفقر والمسغبة والعوز .
قبل ما انسى :-
هناك حديث طويييل يدور عن عربات (البوكو) ، العجول وعن اناث الابل وسنعود له بإذن الله متى ما توثقت لدينا المعلومة .
صحيفة الانتباهة