شجرة تجعل السودان الأغنى عالميا!
بنص القرآن الكريم فإن السودان يمكنه بيسر أن يصبح أغنى دول العالم، ليس الأمر كلام على عواهنه وانشاء، انما حقيقة قرآنية يا أحباب.
التفاصيل موجودة في سورة الواقعة التي ورد في فضلها حديث شريف صحيح يقول:
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله وسلم قال: (من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً).
لقد دفعني هذا الحديث الشريف إلى أن أسبر غور هذه السورة الكريمة لاتبين الشاهد فيها للذي قاله نبينا صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن الفاقة (وهي الفقر).
عكفت أقرأ في ثنايا آياتها فوجدتها تتحدثت في الآيات 63 و 64 عن الزراعة: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ}، ثم توقفت بين يدي الآية رقم 29 {وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ}.
والطلح المنضود (رجح) المفسرون بأنها شجرة الطلح أو الهشاب وبقية الانواع التي تنتج الصمغ العربي، فسألت نفسي
لماذا خصّ الله هذه الشجرة دون بقية أشجار الفاكهة التي جملها في الآية الكريمة {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ}؟!.
إذن الصمغ العربي هو المخرج الحقيقي للسودان من (فاقته) الحالية، انه المنتج الزراعي الأدعى بأن يجعل السودان أغنى دول العالم اقتصاديا.
والشجرة المنتج للصمغ هذه تعلم كل دول العالم أنها أكثر وجودا في السودان حيث ينتج السودان الآن مابين 70 إلى85% من الانتاج العالمي من الصمغ العربي، ويمكن بيسر زيادة زراعة الاشجار المنتجة للصمغ أضعاف أضعاف ماهي عليه الآن، ودوننا مانشر في الميديا قبل عامين عن الذي فعله جيراننا الاثيوبيون عندما تخطوا الرقم العالمي لزراعة الاشجار فزرعوا ملايين الاشجار في يوم واحد وبسواعد عامة الشعب متخطين الرقم العالمي في ذلك، واخشى أن تكون أشجار صمغ عربي. ودول العالم كلها تعلم مافي الصمغ من فوايد لاتحصى، ولعلنا نتذكر أن أمريكا عندما اقامت الحظر الظالم على السودان حرصت بأن تستثني الصمغ العربي من الحظر!.
لماذا لم نسأل انفسنا عن السبب في ذلك؟!
لندع ذلك ونلج إلى أقرب صيدلية بالجوار ونستفسر عن سعر أيما عبوة لل(بريبايوتكس أو بروبايوتيكس)! ستصيبك الدهشة عندما ينبيك الصيدلي بسعرها، وللعلم فإن هذا المنتج الصيدلاني ليس سوى صمغ عربي!!!
والعشرات بل المآت من العقاقير والمنتجات التي تسوق كمكملات غذائية ومغذيات للبكتيريا النافعة في جسم الانسان، وغيرها من عقاقير وأدوية ومنتجات تجميل؛ يدخل الصمغ العربي فيها كمكون أساس وليس مجرد مكون جانبي أو صغير، ولان سعينا إلى حصر الفوائد العظيمة والصناعات العديدة التي يدخل فيها (صمغنا العربي) لأحوجنا ذلك إلى مقال منفصل، وللعلم فإن الحوجة العالمية للصمغ العربي معلومة وضخمة جدا، فقد اصبح السوق العالمي للمكملات الغذائية ومغذيات البكتريا النافعة يكاد يطغى على سوق الأدوية والمعالجات الكيميائية الكيميايية.
أذكر انني خلال احدى زياراتي إلى مدينة شانون الأيرلندية التقيت بزوجة مدير المختبر في الشركة التي أزورها للتدريب واسمها بانامتريكس، وتعمل مديرة في أحد مصانع الأدوية والمكملات الغذائية بمدينة أخرى اسمها كورك، عندما علمت من زوجها بكوني سوداني طلبت منه لقائي، فقالت لي بأن المصنع الذي تعمل فيه كمديرة للانتاج في حوجة ماسة لأي كمية استطيع ان أأتيها بها من الصمغ العربي من السودان، وللأسف علمت منها بأنهم يحصلون على الصمغ -الذي تعلم هي بأنه سوداني المنشأ- من خلال شركات وتجار من دولة أخرى لاداعي لذكرها وبأسعار عالية.
يا أحباب…
نعم وطننا غني بالكثير من الموارد، لكن عندما يشير كتاب الله لأمر كهذا فحري بالمسلم أن لايمر عليه مرورا عابرا، وكتاب الله لاتقتصر الفائدة منه على الأفراد فقط، انما هو كتاب يخاطب الشعوب والحضارات، بل والجن، وكل ما أقلت الأرض، وحتى كل ما في الوجود من خلق لله.
يا أحباب…
بقليل من الجهد والهمة، وقليل من المال يمكن للسودان احتكار هذا المنتج وجعل سعره في البورصة العالمية يتناسب -على الأقل- مع سعر هذه المنتجات العالمية الغالية السعر، ولماذا لانسعى إلى تصنيع (صمغنا العربي) لانتاج هذه المكملات والمغذيات للبكتيريا النافعة في مصانع الدواء الحالية؟!
ليتني اكون وزيرا للصناعة ولكن في حكومة تأتي عن طريق الانتخابات، ليتني.
أختم بالقول يا أحباب بأن كتاب الله وقرآننا هذا كما هو مفتاح للولوج إلى الجنة؛ فيه (مفاتح) لغنى الناس، علاجهم، وسعادتهم، أفرادا وشعوبا ودولا.
آمنت بالله
صحيفة الانتباهة