مقالات متنوعة

صباح محمد الحسن تكتب: من يقتل ثوار ود مدني!!

طرحت (دارفور ٢٤) سؤالا مهماً عبر تقرير قدمته عن حملة الإغتيالات التي تستهدف ثوار مدينة ودمدني ، والتي حصدت ارواح عدد من الشباب ، من يقتل ثوار هذه المدينة ؟ الذين من بينهم الشاب محمد عبدالقادر الزين الذي وجد مقتولًا ومهشم الوجه داخل غُرفة بدار ايواء المشردين وسط مدينة ود مدني ، وعلى سطح ذات الغرفة وُجِد الناشط الثوري مهند عبد الحميد أحمد الحسن مشنوقاً. ويوم الثلاثاء الماضي تم العثور على جثة الطفل أحمد عباس البالغ من العمر 16 عاما الثائر المعروف للمواكب ، ملقاة في النيل عقب اختفاء دام ثلاثة أيام وقالت لجان مقاومة مدني أن ما يتم من اغتيالات يتم عن قصد وليس قتلًا عشوائيا، وشددت على التوجه القضائي للكشف عن هوية مُنفذي الجريمة والقصاص منهم وأبدت تخوفها من إفلات الجناة من العقاب، الذي من شأنه استمرار جرائم اغتيال وتصفية الفاعلين في الحراك الثوري، وعضوية لجان المقاومة، ومن هُم في مقدمة الصفوف . هذه الإغتيالات المتكررة تؤكد أن ثمة جهة منظمة تستهدف الثوار بصفة عامة وثوار مدينة ود مدني على وجه الخصوص ، وأن هذه الجهة او الجماعة تختار مدينة ودمدني لخصوصيتها في الحراك ورغبتها في إبقاء نار الثورة متقدة ولمداومتها على المواكب فهي من أكثر المدن التي شهدت حراكا مكثقا بعد انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ ونفذت أقوى اضراب نجح بنسبة عالية لهذا شكلت خطرا كبيراً على السلطات الإنقلابية التي اغتالت ( شعيرية ) لتوجع قلب هذه المدينة وتدمع عينها والذي كان من اميز شباب و ايقونات الثورة هناك ..يأتي السبب الثاني لتكرار عملية الاغتيالات وهو سوء الإجراءات وميل كفة العدالة وعدم ملاحقة المجرمين ، وما ارتكبه القضاء من أحكام ملتوية في ما يتعلق باطلاق سراح الجناة المتهمين بقتل الشهداء ، ساهم ذلك في تكرار هذه الحوادث التي تكشف اسوأ وجوه السلطة الانقلابية التي لم تكتف باطلاق النار على الثوار ولكنها مارست الجريمة المنظمة والممنهجة التي يسبقها الترصد والتدبير والتخطيط ، لتنام مدينة ودمدني على بلاغ اعتقال او اختفاء ثائر وتصحو على خبر اغتياله. لكن لم تدرك السلطات الإنقلابية ومن يعاونها ويسهل لها مهمتها انها رغم ما ترتكبه من بشاعة تظل هي الخاسرة دائما في كل رهان ومعركة ، فالشارع الثوري واصل سيره وزاد لهيبه ، فهو الذي يصنع القرار الآن فلولا الثورة لما وقف المجتمع الدولي وقفة دولة واحدة حارسا ورقيبا للمدنية. ولولا حراك المواكب لما وجد الانقلابيون انفسهم محاصرون بجرائمهم التي تخنقهم بحبل المسد وتعيدهم الى مطالب الشارع مرة اخرى ، و لولا ثورة ديسمبر لباع عدد من المزيفين القضية والوطن بثمن بخس ، ولعاد فلول النظام الي الحكم من جديد وسط التهليل والتكبير ، الشارع هو من يعيد صياغة المشهد بطريقة مباشرة وغير مباشرة لكن مازال الذين في عيونهم رمد يسألونك ( ماذا قدم الشارع ). طيف أخير: مهما ما المشوار يطول بركب مراكب المستحيل عشان احقق يا وطن آمالي والحلم الجميل!!

صحيفة الجريدة