مقالات متنوعة

صبري محمد علي (العيكورة) يكتب: وطن للبيع …!!


من أغبى ما يمارسه السياسيون وتجار الازمات وسارقو الثورات انهم لا يضعون نسبة ولو ضئيلة لذكاء الشعب او من يخاطبونه ويتعاملون معه كطفل يافع يمكن اسكاته بقطعة حلوى واعتقد ان هذه هى المشكلة التى ظلت ملازمة للمشهد السياسي فى هذا البلد فما بين التمترس خلف البندقية الى استغفال الشعب ظللنا نتخبط ما بين ديمقراطية هشة سرعان ما تنزلق نحو الفوضى او عسكرية قابضة كاتمة للانفاس ولكن الشعب يظل

(يأكل و يشرب) مع تحريم الكلام …

هذا المشهد هو ما نعيشه اليوم (آآى نعم) مافى حكومة عسكرية كاملة الدسم ولا مدنية عوراء بين عورها بل هى تشكيلة من خلطة (عجيبة) ، اجتماعات سرية واتفاقيات منكورة و وزراء وولاة مكلفون كل يجلس على حافة الكرسي .

والشارع والشعب وعاصمة الخمسة الاف مئذنة تسمع وترى هذا التهريج والتطاول على ثوابت الامة وعقيدتها ودينها ….

(انبرش) القادة حتى استأسد علينا النعام من دول العالم الخارجي فاصبحت هنالك دول لها ممثل غير السفير وآخرون تجمعوا بثلاثية ورباعية وخماسية وهنالك امريكا منفصلة وبريطانيا منفصلة والنرويج منفصلة والثلاثة تجمعهم (الترويكا) فما تفشل فى تحقيقه الدولة منفردة سعت الى تحقيقه داخل صندوق الجمعية (الترويكا) !

السودان اصبح مستباحاً وارجو ان لا اكون مفرطاً فى التشاؤم . لا وجيع لها لا بالقصر الجمهوري ولا بالجيش ولا من (مواهيم) السياسيين السودانيين فالكل يتحدث بالسبابة هو اقصى ما يمكن فعله وهو يحتسي (الشاهي تكويعة) !

حُبس الناس خلف الحواسيب والهواتف . ارتفع الهمس عن مساومات (السلامة مقابل التسليم) وحتى هذه التى اصبحت حديث رجل الشارع الان ينكرونها .

لا احد يتحدث الان بالسودان عن المواطن والخبز والعلاج والمواصلات فاين المواطن من هذه المعادلة المختلة

اليوم سيخرج قطاع عريض من الشعب رافضاً لما عرف بالتسوية الثنائية بين العسكر و(قحت) المجلس المركزي ولا احد من الطرفين يملك شجاعة مواجهة الشارع بإثباتها او إنكارها . وكلام يدور فى الوسائط ان الكلام سيكون يوم التاسع عشر من ديسمبر القادم حيث سيكمل المخرج ويزاح الستار عن مشهد بيع السودان والمشتري هى الرباعية وبعض من سماسرة الحراج وقد بدأوا يلوحون بالمال ليكون اولى ثمرات التسويق بعد بدء المسرحية وبعض من الثمار هى القمح و المحروقات وكراسي للجان المقاومة وبعض الثمار هى تركيا وشقق واسر قد استبقت اربابها منذ شهور . والتسويق يومها لن يكون صعباً فكلمة (للاستشفاء) كافية ان تنسي الناس المريض ومتى ذهب ! واستانبول وانقرة (كرش فيل)

الموارد والثروات ….

هى بيت القصيد وهدف التقسيم الى دويلات . فمن كان يتوقع ان يصدر (السودان الرسمي) اواخر ايام البشير (٩٠) طناً من الذهب الخالص سنوياً ! وكم ينتج الان السودان (الاردولي) او الدهابة التقليديين والشركات المحروسة بالبندقية ! كم هو حصاد السودان الحقيقي من الذهب ؟ لا احد يملك الحقيقة ولن يملكها احد وان ملكوها فلن يقولوها فى ظل الوضع الحالي .

كثيرون هم دعاة الوطنية وكثيرون هم من يدعون الملكية الحصرية لصكوكها ولكن قليلون هم المخلصون الشرفاء العفيفون المتعففون عن المال العام .

لا البرهان ولا غير البرهان يملك تفويض الوصاية على هذا الشعب ومقدراته ولا احد بمقدوره ان يبيع اربعين مليون نسمة وانهاراً واطيان وثروة حيوانية وذهباً ومعادن (بجرة قلم)

فقوموا الى وطنكم ايها الناس .

قبل ما انسى : –

نعم المشهد قاتم ولكن ارادة الشعوب لن تقهر وان استمر هذا التوهان فقد تصل مليونيات الكرامة (المئات) حتى يبقى الوطن او يفنى الشرفاء ولكن قطعاً لا منطقة فاصلة .ولا طريق ثالث فإما وطن او لا وطن .

صحيفة الانتباهة