مقالات متنوعة

وصل الزعيم.. وصل.. وعمل الما حصل!!


الى متى ننتظر الرجال يا سادة ؟؟

والى متى نعلق آمالنا على الشخوص!؟
فعلى المستوى الشخصي النساء فقط من ينتظرن الرجااال! كما ينتظرهن الرجال -فطرةً- ويتغنوا بإطلالة حسانهن !!!!!!
أما على المستوى العام فإن الأمم الناضجة التي تتلمس الريادة لا تعلق آمالها على الشخوص ،الا تلك الأمم المتخلفة بدائية التكوين والنهج ،ويستثني من ذلك -طبعاً- الرسل والأنبياء فهم مدعومين بمدد خارج اطار معاييرنا ووسائل قياسنا ، لذا حقَّ لنا فيهم الرجاء والقيادة بل والصلاة عليهم طاعةً ثم التسليم والإتباع حباً وإمتثالاً ….
أما النظم التي يجب ان نركن اليها في حياتنا الدنيوية فهي تلك الكيانات التي تُرْبَط بها الأهداف المُجْمَعُ عليها والتي تلزمها وسائل ناجزة وتحكمها ضوابط معتمدة وفق نهج مؤسسي، فتلك هي المحور الذي يجب ان نركن اليه في قيادة أمرنا لتحقيق الغايات والمرامي وليس الشخوص مطلقاً هي من يفعل ذلك !!!
لذا تجدنا لم نسمع ولم نر في اي دولة بلغت شأنًا انها قد مجّدت أسماء رجال أو شخوص ، ولم تستسلم شعوبها لقادة رجالٍ رضوخاً لملكاتهم وصفاتهم الشخصية خاصةً في مجال السياسة والقيادة الا إذا ما دفعت بهم منظومة ذات منهج وتوجه استراتيجي فما كنا لنسمع ببايدن ولا ترامب ولا أوباما ولا تاتشر ولا.. ولا.. ولا غيرهم من القادة والرموز في تلك المضارب التي تشهد إستقراراً ورسوخاً في الحكم ،لو لم تدفع بهم كيانات منظمة تعتمد برنامج ورؤى يقتنع بها من ستطبق عليهم ، وتختار تلك الكيانات وفق منهجها وترتيباتها من تضعه لنا في الواجهة من قادة وزعماء فيذيع بعد ذاك صيتهم وهذه الدول بهذا النحو تلتمس طريقاً نحو آفاق تتجاوز أحلامنا ،و نود السير نحو تلك الآفاق واللحاق بهم ونحن قعود!! ولا نجد حرجاً أن ننشد دون حياء {غداً نكون كما نود} -فنحن لم نعِ الدرس بعد ونصرُّ على الركض خلف الخيل والتشبث بذيلها غير بعيدين عن مرمى حوافرها واضعين ارواحنا تحت رحمة مزاجها وحالتها النفسية (تلك هي الشخوص) بدلاً من الركوب على ظهرها نكبح جماح مزاجها وتفلتاتها الخاصة، ونلجمها بقيود وضوابط لتقودنا في إطار معلوم ومسار محدد الى وجهتنا وفق تعليمات {السايس} الذي روضها سابقاً (تلك هي النظم ) لتكون في خدمة من على ظهرها من فوارس أو ما تجر خلفها من احمال، وها نحن ومنذ عقودٍ وعقود تدمي اقدامنا تضاريس الأرض سحلاً ونحن نتشبث بالذيول وتكاد تخترق السماء ابصارنا ثم ترتدُّ الى حجرنا خاسئةً وهي حسيرة ،ولا نفتأ نمني النفس بقدوم القائد الملهم!!! هذه هي ثقافتنا وهذا هو حالنا وها نحن جميعاً دون استثناء نعيش مزهولين تحت وطأت مخرجاتها ونتائجها تصفعنا كل يومٍ بؤساً وحيرة وتزيدنا من الصفع الواناً عجاب فنزداد بؤساً وضعفاً وفاقة علَّنا نفيق ولكن هيهات!!!
فكيف نفيق وها هو الشرق تكتظ ساحاته بالمريدين والدراويش تباهياً بزعيمهم إيلا ، وكذا أهل الشمال ها هم يتنادون تحشيداً وإصطفافاً قبلياً مقيتاً للقاء قوش!! ،أما الغرب فهو عراب نهج الإصطفاف الإثني وحامل شعلتة والمبادر بالضغط على طرف طاولة الحداثة في بلادنا بتجنيد ابناؤه على هذا النهج المتخلف القميئ طوابير خلف قادة مليشيات لا يملكون منهج ولا رؤية قومية ولا يجمعهم شئ الا نزوة ارهاب الآخر وشهوة التسلط الاثني والتهديد بالفوضى!! وأقول ذلك دون ان انتقص من قدر هؤلاء الرجال شئ على المستوى الشخصي بل هي المقاربة والتوضيح .فالمقام ليس مقام تقييم شخوص ورجال بل تقييم منهج وثقافة وإسلوب أمةفي اختيار من يديرون شأنها وقد إنحرف بها المسار حتى تدلى رأسها نحو الهاوية !! -لذا تجدني لا استشعر حرجاً فيما أوردت -محتفظاً بمقامات من ورد ذكرهم- ولكن وددت فقط أن اقول {ما هكذا تورد الإبل يا بلادي فأنت عامرة -بفضل- الله بجميع مقومات النهوض والريادة خاصة المقوِّم البشري
فكل من يتصدرون المشهد أمامنا هم مشاريع رموز وقيادات ربما تكون ناجحة ولكنها عارية من الأطر الحديثة المنظِمة لنشاطها والضابطة لسلوكها ،كما يعوزها النهج المؤسسي المعتمد المستمد من سياسات الدولة المُنَظِمة لنشاط كياناتهم ،ولا يكفي مطلقاً تأهيلهم للقيادة بإلتفاف مجموعة عشوائية أو اثنية حولهم مهما كان عددهم يراهنون على مجرد الهتاف والتحشيد فما هكذا ينصلح حالنا،،
والغريب ان مثقفينا ونخبنا تستنكر ونستغرب تخلفنا عن الأمم ولكن لا تجهد نفسها مطلقاً ولا تُعمل الفكر والروِيَّة في تتبع تفاصيل الممرات والمعابر التي سلكتها تلك الأمم الراسخة المستقرَّة للوصول وكيف انتصرت على ذواتها ،فقط تبهرنا النتائج القائمة ونحلم بالوصول دون الإهتداء الى الطريق ننظر فقط الى ما وصلت اليه من حال ونغض الطرف عن مجاهداتها في نكران الذات وهوى الأتباع إلتزاماً وإحتراماً للنظم العامة والضوابط المقيِّدة وها نحن نعض اصابعنا حسرةً ونتوه عجباً وحيرة في كيف نردم كل هذه الهوة التي تفصلنا عنهم ونستعجل الوصول إعتماداً على القوة والعِزوة إستسهالاً لبلوغ الغايات الضيقة ونحن لا نملك من المعينات الا إجادة الصراخ في وجوه غيرنا، ولم ننتبه مطلقاً الى أننا مازلنا نتشبث بذيول خيل الزمن وهي تركض الى حيث ما يشتهي من يعلم كيفية الوصول ومن لا يعلم !!! وأبصارنا شاخصة الى عنان السماء كِبراً نُعْمِلُ الخيال قسراً ونُسْرِجُ الأماني زهواً ليكون الحلم ممكناً رغم الجراح وهزيمة انفسنا بأنفسنا نتحامل على ما فعلته الأرض بجلودنا ونحن نسْحل ذواتنا عليها معاقين ، معلقين بالذيول والسيقان !!
فهل يا ترى بعد ذا يكون لنا في الوصول حظَّاً ،وهل ستَرِقُّ لحالنا خيول الزمن وإن تعلقنا بمؤخرتها عقوداً وعقود دون أن تركلنا !! وهل صراخنا خلفها يجدي لتُدير الرأس نحونا وتتوقف قليلاً !!،،
غير أن اليقين يقول أن الوصول حتماً لن يكون إلا لمن ساسوا خيلهم بحكمة ودربة وإستقرَّوا على ظهورها حتى أخذتهم وهي راغمة الى مبتغاهم.
فهل لترويض خيلنا بعد ذا من سبيل،،
وهل لنا أن نكفَّ عن تأليه الشخوص
لننتشل بعضاً من دولتنا الى السطح..

عادل هواري

صحيفة الانتباهة