م .نصر رضوان | حزب الامة الديمقراطي والتغيير للأفضل
قوى الحرية والتغيير ،هكذا اسمت نفسها الشخصيات التى عارضت حكومة الاسلاميين طوال 30 سنة والتى قامت ( كاشخاص) بمساعدة قوى دولية ( دكتاتورية تراسها امريكا ) وقوى اقليمية خاضعة للابتزاز الاقتصادى الدكتاتورى الامريكى ، قامت بتغيير نظام الاسلاميين( بعد ان احتضنتها امريكا كاشخاص معارضي فنادق فى امريكا وبلاد الغرب ،او معارضين بالسلاح واشعال الحروب فى الهامش من دول الجوار الافريقى ،مما ادى الى تخريب مناطق الهامش الحدودية ( فى الجنوب والغرب والشرق) وتشريد سكانها واشاعة الفتن والقتل بسلاح امريكى واسراييلى وفرنسى بحجج كاذبة يمكن تلخيصها فى ان المسلمين والعرب من سكان شمال السودان قد اضطهدوا غير العرب وغير المسلمين واستأثروا بالسكن فى الخرطوم وشمال السودان وتركوا بقية البلاد بلا تنمية .
ولقد استعملت امريكا ودول الغرب الاستعمارى الاعلام الكاذب فى الصاق تهم معاداة المسلمين للمسيحيين فى جنوب السودان الى ان تم فصل الجنوب بضغط كنسى استعمارى مغرض شاركت فيه كنائس اوربا المسيجية وبخبث تم تصدير كنيسة النرويج كدولة صليبية صغيرة ليس لها تاريخ استعمارى ، لتختبئ وراءها كنائس امريكا وانقلترا البروتستانتية المتطرفة التى تتحالف مع ملاك الشركات الصهيونية العابرة للقارات فى تحالف هو تكرار لتحالف الكنائس والاقطاعيبن الذى ادى الى علمنة الغرب واندلاع الثورة الصناعية وظهور الكنائيس البروتستانتيةالرافضة لذلك التحالف والغربب ان ما رفضه البيض الاوربيين لانفسهم قبل عقود من الزمان قاموا بتطبيقة بانانية وبطرق اكثر تطرفا واجحافا فى مناطق جنوب السودان التى يسكنها زنوج بسطاء واذكر انه بعد فصل جنوب السودان فان القسيسة النرويجية هيلدا جونسون قالت : نحن مسرورين لاننا نجحنا فى اقامة دولة ( مسيحية) فى جنوب السودان بعد ان فشلنا فى تحويل السودان كله الى دولة مسيحية لان المسلمين فى شمال السودان دافعوا عن دينهم الاسلامى دفاعا هزموا به من جندناهم لتنصير السودان من الزنوج وبعض عالمانيي شمال السودان ( راجع وكلي بيديا ) .
ثم بعد فصل الجنوب الذى كان به اقلية مسيحية مما يكذب فريتهم بان الحرب بين الشمال والجنوب منذ عام 1955 كانت حرب مسلمين ضد مسيحيين .
ثم انهم بعد فصل الجنوب بعد فتنة الحرب الدينية قاموا باشعال فتنة عنصرية وصورا الحرب فى دارفور كحرب بين عرب وزنوج وبيض وسود واثرياء وفقراء ونازحين عرب احتلوا اراضى شمال السودان التى كانت ملك الزنوج وهذه ايضا فرية اخرى حيث ان مناطق وادى النيل من وادى حلفا الى ملكال لم يسكن فيها اى زنجى بل كان سكانها من النيليين الذين كانوا مسيحيين ودخلوا فى الاسلام طوعا وتعايشوا مع من الشيوخ والاسر العربية وغير العربية التى دخلت شمال السودان كدعاة الى الاسلام وهداية البشر الى الدين المكمل لما جاء به السيد المسيح وليس كما فعل البروتستانت الاوربيين المتطرفين القتلة الذين هاجروا مسلحين الى امريكا فابادوا الهنود الحمر ولم يدعوهم للمسيحية ولم يتعايشوا معهم ويقسموا معهم موارد بلادهم .
بعد الاستطالة فى هذه المقدمة التى ساتخذها كمدخل لفتح باب نقاش مع الاخ ( الامير الحبيب بن الحقانى عمنا المرحوم الصادق المهدى واعنى بذلك الحبيب صديق الصادق وهو الان بعد ان كان قد حارب جيش السودان بالسلاح من ارتريا يريد ان يوقع معه منفردا اتفاقا لحكم السودان فى فترة انتقالية فى اعتقادى انه يجب ان لا يشارك فى حكمها اى شخص حزبى حارب جيش السودان بالسلاح او بالاعلام الصهيونى وجعل امريكا تنفذ مخططا بحصار كل شعب السودان ( وليس فقط حكامه الانقلابيين الذين انقلبوا على ديمقراطية العم الصادق عام 1989)، ذلك الحظر الاقتصادى الذى عاقبت به امريكا كل شعب السودان لانه رفض الهيمنة الامريكية ولم تطبقه امريكا على الافراد الذين ( قوضوا الديمقراطية ،اعنى البشير ومن معه ) كما تفعل امريكا فى الدول الاخرى التى تعصى امريكا وواضح ان مخابرات امريكا كانت تعلم ان ضباط جيش السودان الذين قاموا بانقلاب عام 1989 والساسة الذين شاركوا معهم من المدنيين لم يكونوا يملكون حسابات فى الخارج ولا فى الداخل ولذلك فلن يجدى معهم الحظر الاقتصادى كافراد و بالرغم من ذلك قام الاعلام الامريكو صهيونى بالكذب وادعاء انهم كانوا اثرياء ويملكون حسابات فى الخارج وقصور وكل ذلك ثبت انه تلفيق وكذب لدرجة ان الحكومة المدنية ( حكومة حمدوك ) لم تهتم حتى بتكوين لجنة للبحث عن تلك الاموال لاستردداها بل لم يثبت حتى الان من خلال محاكمنا السودانية ان احدهم قد سرق مال الشعب فاخذت المحاكم تحاكمهم على انقلاب عسكرى اول من ايده هو امريكا التى خلخلت حكومة الصادق المهدى الديمقراطية وكانت تعمل من اجل تنصيب جنرال دكتاتور ( جون قرنق ) بالقوة حاكما على السودان وهو من لم يعترف بدولة عمنا الصادق الديمقراطية وظل يحاربها بالسلاح الامريكى .
اعود الان لاسأل الاخ الحبيب الصديق عما قاله فى لقاء الامس على الجزيرة مباشر , وارجو منه ان يبدى لنا رده على ما سأسله عنه هنا وذلك بغرض تبادل الاراء واظهار الحق ومن ثم توحدنا كمسلمين نسعى لوحدة شعبنا لنخرج من الفتن التى ظل يحيكها اليهودالصهاينة فى بلادنا ليس فقط منذ حكم الاسلاميين للبلاد قبل 30 عام بل منذ دخول الاستعمار الى بلادنا حيث قاموا بنفس التشويه والكذب والدس على اجدادنا الامام المهدى وانصاره من قادة الثورة المهدية .
سابدا بطرح الاسئلة حتى يسهل على الاخ الحبيب ان يجيب عليها :
– بما ان حزب الامة هو اكبر مكون ديمقراطى شارك فى قحت ( قوى التغيير للاحسن ) ، ما هو التغيير الذى خطط له حزب الامة وعلى اى اسس علمية تم التخطيط لاحداث ذلك التغيير ،وما هو اسهام حزب الامة الفكرى والعملى و ماهى خطط كوادرة الاقتصادية التى تولت الحكم مع د.حمدوك ( ما اقوله هنا ينطبق على كل من شارك فى قوى الحربة والتغيير ولكنى اخص حزب الامة كاكبر مكون فى قحت وهو حزب صاحب مرجعية وطنية اسلامية ) .
– ماذا فعل حزب الامة كحزب ديمقراطى بعد التوقيع على الوثيقة الدستورية التى حددت فترة 3 اشهر كحد اقصى لتكوين المجلس التشريعى؟
– هل مارس حزب الامة الديمقراطية الداخلية وجهز جمعيته العمومية من اجل خوض انتخابات 2022 كما كان مقررا لها وفق الوثيقة الدسنورية الموقع عليها فى عام 2019؟
-هل اخذ حزب الامة تاريخ اقامة انتخابات فى 2022 مأخذ الجد ؟ وكيف جهز حزبه للمنافسة فى تلك الانتخابات ؟ وما هو سبب عدم قيام تلك الانتخابات فى وقتها المحدد المتفق عليه فى الوثيقة الدستورية؟ وهنا ارجو ان لا يتحجج احد بما يسمى بانقلاب البرهان لان الحزب لم يفعل شيئا فى السنتين اللاتى قضيتا قبل ما سموه بانقلاب البرهان حيث كانت العلاقة ( مثالية ) بين المكون العسكرى والمدنى كما كان يتغنى بذلك حمدوك ورؤوس قحت .
– ادعى الاخ الصديق بان ( قادة الاسلاميين ) قد سرقوا مليارات الدولارات ،فلماذا لم يثبت قضاءنا العادل اى شئ من ذلك حتى الان ؟ ولماذا لم تكون حتى لجنة قانونية مستقلة للبحث عن الاموال المنهوبة التى قيل انها فى الخارج ؟ وهل لو كانت هناك حقيقة اموال فى الخارج ،كانت مخابرات امريكا لا تعلمها ولا تدل عليها وهى كما تدعى انها حريصة عى الشفافية فى بلادنا؟
– قال الاخ الحبيب ان حكومة البشير باعت بترول وصدرت صادرات قدرها بمبلغ 300 مليار دولار فى 30 عاما , حسنا ذلك يعنى ان حكومة الاسلاميين المحاصرة كانت تدخل فى السنة الواحدة 10 مليار دولار،والسؤال هنا : لماذا لم تدخل حكومات ما بعد الثورة فى السنة الاولى التى تولت فيها الحكم اى( دولار ) مع ان حكومة البشير تركت كل شئ يعمل كما هو وكان من المفترض ان تزيد الحكومة المدنية الانتاج بعد ان خلصت البلاد من حكومة الفاسدين وبعد ان رفع عنها الحظر الاقتصادى وبعد ان استوزر فيها وزراء مرضى عنهم من ( المجتمع الدولى او مجتمع المانحين ) مثل الاخ الوزير البدوى وغيره من سدنه المنظمات الدولية المانحة والتى تساعد الدول التى تدخل المجتمع الدولى بشروط امريكا ؟
– ما هى النهضة الاقتصادية والخطة التى احدثها وحكم بها حزب الامة المنتخب فى الفترة منذ عام 1986 الى ان حدث انقلاب الاسلاميين عام 1989؟ ومن الذى تسبب فى حصار عمنا الصادق ذلك الوقت ولماذا لم تدعم امريكا تحول بلادنا الى الديمقراطية فى ذاك الوقت ، ولماذا لم تدعم حكومة الثورة ( حكومة د.حمدوك ) منذ توليه السلطة وبعد ان ادخلنا المجتمع الدولى وانفتح على الاقتصاد الحر ؟
– اخيرا ،بكم يقدر الاخ الحبيب ما انفقته حكومة الاسلاميين فى الثلاثين سنة الماضية ،كم انفقت فى الصرف على الحرب ضد متمردين مدعومين باحدث الاسلحة الامريكية ، وكم انفقت على التصنيع الحربى الذى يغيظ الصهاينة الان ؟ وكم انفقت على مشروع النفط والاتصالات والبنية التحتية وانتاج الذهب والتعليم العالى والصحة والصناعات المدنية والزراعة والتعليم وحتى على تطوير الرياضة والمدن الرياضية التى منها ما اكتمل ومنها ما تعثر اكماله وايضا على المؤلفة قلوبهم من الذين كانوا يحاربون جيش السودان من ارتريا وغيرها عندما عادوا وشاركوا البشير فى السلطة بعد اتفاف نيفاشا ؟ انا اقدر ان مجمل ذلك الصرف وقيمته السوقية الان بمبلغ 400 مليار دولار ، وهذا بالمقارنة بدخل السودان فى تلك الفترة يعنى انه لم يقوم احد بسرقة دولار واحد من اموال الدولة لانها تحولت كلها الى اصول ثابته ما تزال موجودة الان ويمكن لاى حكومة رشيدة تحكم السودان اليوم او غدا ان تبنى على تلك الاصول وتضاعف دخل السودان من الصادر ، واذا كانت حكومة حمدوك قد فشلت فى ذلك لانها حكمت بدون خطة ولاحتى موازنة ،فان اى حكومة من كفاءات سودانية يمكن ان تبدأ فى ذلك منذ الغد بشرط ان يتوقف التحريض على الفوضى ونوبات التباكى على الماضى والترويج لافتراءات الاعلام الصهيونى الذى حول المتظاهرين الى مخربين يضمرون الانتقام خارج نطاق القانون من كل شخص قام بارادته الحرة بالانضمام لحزب المؤتمر الوطنى وهو غير مسئول كفرد عن الفساد المالى الذى يقال انه ارتكبه بعض الاشخاص فى ذلك الحزب الذين يفترض ان يحاسبوا امام القضاء كاشخاص لا ان يصادر كل الحزب بل كل الاحزاب الاسلامية بل كل الاحزاب والحركات التى حاورت حكومة البشير وكونت معه حكومة الوحدة الوطنية ،فعلى اى مبادئ قامت ثورة ديسمبر المطلبية التى اندلعت نتيجة للضايقة المعيشية التى نتجت عن تحريض شخصيات معارضة افترت الكذب ولفقت التهم وجعلت امريكا تحاصر كل شعب السودان بدلا من ان تحاكم من سرق اموال الشعب كافراد، هل بعد ممارسة ذلك العزل السياسى يقال ان الشخصيات المتمردة التى قادت قحت هى شخصيات تعرف الديمقراطية او الحقوق السياسية للمواطن ؟
ان التغيير لابد ان يكون للافضل ولابد ان يكون مبنى على خطط وبرامج علمية وطنية وعدم وجود ذلك هو ما افشل قوى التغيير وعلى رأسها حزب الامة، فماذا كانت خطط البدوى وصلاح مناع ؟ وما هى الخدمات التى قدمها حزب الامة كدعاية انتخابية له منذ ان حددت الوثيقة الدستورية الانتخابات فى عام 2022؟ هل نحن شعب لا يعرف كيف يتم التنافس فى الانتخابات ،وكيف يقوم المرشح لرئاسة امريكا مثلا باعمال خدمية للمواطن ويعرض برامجه وخططه و ووعوده للناخبين حتى يفوز فى الانتخابات،ام نحن شعب كلام وعراك واغلبيات ميكانيكية واعتماد على دعم محاور خارجية من دول ذات مصالح تريد ان تسرق ثرواتنا دون حتى ان تفيدنا ونستفيد منها ثم تستفيد منا ؟
اخيرا ارجو من حزب الامة منذ الان ان يبتدر التغيير على اسس علمية ويبدا فى التجهيز للانتخابات العامة التى اتفق الجميع على انها ستعقد بحد اقصى بعد عام ونصف من آلان حتى يقتدى به الاخرين .
فى مقال قادم باذن ساسهم فى وضع افكار للتغيير للافضل ساطرحها النقاش العلمى الموضوعى الجاد .
صحيفة الانتباهة