مقالات متنوعة

طه مدثر يكتب: البرهان ..الجيش لا يحمي الديمقراطية


(1) لا يساورني أدنى شك بان مخاطبات قائد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان والرسائل المبطنة والواضحة والتي يرسلها من مخاطبته لقيادات وجنود الجيش سواء كانت من قاعدة حطاب العسكرية أو من قاعدة جبل المرخيات ومخاطبة القوات الخاصة لا يساورني أدنى شك أنها لا تأتي لملء الفراغ الوزاري وعدم وجود رئيس للوزراء او ان البرهان مشتاق شديد لمخاطبة جنوده او لأنه يريد أن يغبر قدميه في سبيل الله. ان وراء تلك الرسائل أمر جلل وخطب عظيم وربما وصلت لقائد الانقلاب معلومات أن هناك تحركات مشبوهة يقوم بها أطراف تسعى دائما لان يكون لها موطئ قدم في اي تسوية أو أي حل قادم..ومعلوم بالضرورة تلك الجهات التي ما فترت ترسل رسائل التهديد والوعيد ومازالت تسمى ما جرى فى ديسمبر تغيير او خيانة وليس ثورة عظيمة دفع فيها كثير من الشباب أرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية فداءا لقيم ثورية آمنوا بها واقسموا على حمايتها والدفاع عنها ولا ردة أو تحول عنها، وهي قيم الديمقراطية والحرية والسلام والعدالة.. (2) إن وراء الاكمة ماوراءها وان هذه المخاطبات لاتهم الشارع الثوري في شيء وان حديث البرهان بأن الديمقراطية يحرسها أو يحميها العسكر فهذا أمر لا يصدقه عقل!!. (3) فالسيد قائد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي يعلم كيف ولدت ديمقراطية الشعب السوداني؟ وكيف كانت معاناته مع حكم الفرد الصنم ومع الحكم الشمولي الاسلاموي؟ فالشعب السوداني الذي اقتلع المخلوع البشير ونظامه الفاسد يعلم أن الديمقراطية ليست هبة أو منة من احد والديمقراطية تنتزع انتزاعا وتؤخذ غلابا ،ويكون جاهلا من يصدق أن قيام الديمقراطية يعنى بالضرورة سقوط الشمولية فالطريق أمام الوصول بالثورة الى غاياتها مازال طويلا وشاقا وان من يحمي الديمقراطية هو الشعب الواعي والمتعلم والمثقف الذي يعرف ما عليه من واجبات وماله من حقوق وان الشعب الجاهل لا يعرف كيف يحمى ديمقراطيته. (4) وقائد الانقلاب يعرف مهام واختصاصات الجيش وماهي الاشياء التي يجب أن يدافع عنها وليس من بين تلك المهام حماية الديمقراطية وذات يوم دخل الثعلب التركي الاغبر كمال أتاتورك الى البرلمان وطلب من النواب فتح النوافذ ولما فعلوا ذلك وجدوا البرلمان وقد أحاطت به الدبابات والجنود المدججون بالسلاح ، وقال لهم اتاتورك(أنتم لا تصلحون للديمقراطية والديمقراطية لا تصلح لكم) واصبح الديكتاتور أتاتورك الحاكم الشمولى الذي لا يستطيع معارضته أحد…لذا وجب على الشارع الثوري ان يشكر الجبش ويقول له. انهم قادرون على حراسة وحماية الديمقراطية التى استشهد في سبيلها الآلاف من أبناء الوطن..وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم…

صحيفة الجريدة