عبد الله مسار يكتب: عظماء من بلادي الإمام الشهيد الهادي المهدي
هو الإمام الهادي عبد الرحمن المهدي، وُلد الإمام الهادي في الجزيرة أبا عام 1922م، أمه بخيتة ابنة العمدة مصطفى عمدة الشوال شمال كوستي، نشأ في الجزيرة أبا، درس الخلوة، ثم انتقل الى رفاعة وواصل تعليمه الابتدائي فيها، ثم انتقل الى أم درمان ودرس في مدارس الأحفاد، ثم الى كلية غردون، ثم الى كلية فكتوريا بالإسكندرية. عاد ليعمل في دائرة المهدي متنقلًا بين أم درمان والجزيرة أبا مساعداً لوالده الإمام عبد الرحمن.
اُنتخب في عام 1957م نائباً برلمانياً عن دائرة كوستي الجنوبية، كان رجلاً مصادماً وقوياً، حيث قاد الأنصار في عام 1954م ضد الحكم الثنائي وكذلك صادم الفريق عبود.
عُرف عن الإمام الهادي بكثرة اطلاعه وعلمه وخاصة في علوم الفقه والدين وتفسير القرآن والسنة النبوية، وكان هنالك عددٌ ضخمٌ من العلماء التفوا حوله، منهم حسن مدثر قاضي قضاة السودان. وللإمام الهادي مكتبة ضخمة في منزله بود نوباوي.
كان الإمام الهادي يتمتّع بصداقات كثيرة مع الملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات كالملك فيصل، وكذلك الملك حسين، والرئيس شارل الحلو رئيس لبنان، والملكة اليزابيث، وقد زاره الملك فيصل في الجزيرة أبا وأهداه الإمام سيفاً من الذهب.
تم اختياره إماماً للأنصار خلفاً للإمام الصديق.
اختلف مع السيد الصادق المهدي حول صلاحية الإمام لدى حزب الأمة، مما أسقط السيد الصادق امام محمد داؤود الخليفة وتم انتخاب السيد محمد أحمد المحجوب رئيساً للوزراء.
رفع شعار الدستور الإسلامي وقام معارضاً لنظام نميري الشيوعي وقاد المعارضة في الجزيرة أبا وود نوباوي وانضم إليه بَعضٌ من قيادات جبهة المثياق الإسلامية، منهم الشهيد محمد أحمد عمر والسيد مهدي إبراهيم.
بعد معركة الجزيرة أبا، غادرها مهاجراً الى إثيوبيا واُستشهد في الحدود بمنطقة الكرمك في مارس 1970م.
عُرف عن الإمام الهادي تواضعه وأدبه الجَم وعلمه الغزير، بل كان يحب الأنصار، وكانت له علاقات مُمتدة مع الزعماء والقيادات الوطنية السودانية بكل مواقعهم واتجاهاتهم، وكذلك أسّس مسجد الكون.
الإمام الهادي من أعظم أئمة الأنصار وكان يُحظى باحترام كبير جداً من كل أهل السودان.
اُستشهد الإمام الهادي وخلف بعده عدد من الأبناء والبنات سكلوا طريقه وخاصةً الدكتور الصادق الهادي والدكتورة بخيتة. سجّل الإمام الهادي تاريخاً ناصعاً في حياته وبعد مماته.
ألا رحمه الله رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته بغير حساب.
لقد كان الإمام عظيماً حيّاً وعظيماً بعد مماته.
صحيفة الصيحة