مقالات متنوعة

هاجر سليمان تكتب: تفجير (اسطنبول) وتفجير موكب (حمدوك)


الزمان عند الرابعة والثلث عصرا، اما المكان فهو شارع الاستقلال باسطنبول وهو من اكثر الشوارع حيوية واكتظاظا بالمارة ويضاهي في تخمته شارع استاد الخرطوم، كميات من البشر والمارة والمطاعم والمواقف، اختيار تم بعناية لذلك الشارع والهدف هو تنفيذ مخطط ارهابي، المخطط للعملية قابض للثمن وادار عمليته بغباء منقطع النظير، فهي كانت عملية بلا هدف، مردودها ضعيف من حيث تحقيق الغايات الاساسية الا انه كبير من حيث الاصابات والأضرار البالغ احدى وثمانون اصابة تماثل عدد كبير منهم للشفاء بينما البقية يتلقون علاجهم وبينهم اثنان حالتهما حرجة بينما قتل ستة اشخاص جراء الهجوم الغبي الذي قصد منه (قرص أذن) اردوغان ليركن الى مطالب امريكا وغيرها في حين ان المخطط الغبي كان بامكانه ان يستهدف موقعا آخر اكبر قيمة واكثر خسائر من (شارع الاربعين) او كما يسمى عندهم شارع الاستقلال .
منفذة الهجوم بدت أكثر غباء وسذاجة بتتفيذها لهجوم بدون تكتيكات وفنيات تنفيذ ودون خبرة ودراية بطبيعة المنطقة او اكتشاف أماكن انتشار كاميرات المراقبة، اضف الى ذلك ان الانتظار اربعين دقيقة قبل الركض والابتعاد عن الموقع ثم الانفجار كان من الطبيعي لاي شخص طبيعي ان يشك فيه .
المخطط أغفل في اعتباره ان تركيا من اكثر الدول تأمينا وحرصا على نشر كاميرات المراقبة ولا ننسى انها كانت صاحبة السبق في الكشف عن هوية قتلة الصحفي (خاشوقجي) وكيفية قتله مع ارسال بعض المقاطع والدلائل الى روسيا حليفتها .
منذ تلك الحادثة وكان على اي جهة تنوي تنفيذ مخطط داخل تركيا ان تتعظ وتخطط جيدا وتعلم ان الداخل الى تركيا هو داخل دائرة مغلقة معلومة المداخل والمخارج ويتم التدقيق عليها بشدة وبالتالي يصعب ارتكاب اي عمل مخالف ولكن يبدو لي ان مخطط الهجوم والجهة التي أوعزت اليه يعلمون تماما ان مخططهم سيكتشف بسهولة وسرعة والدليل على ذلك انه لم تمض اربع ساعات حتى وكانت السيدة منفذة الهجوم ذات الملامح الافريقية السورية الاصل الكردية الانتماء في قبضة الشرطة التركية وليس هي فحسب بل تم توقيف ستة واربعين متهما آخرين والطريف في الامر أن من بينهم شخصا اوكلت اليه مهمة قتل المنفذة عقب انجازها المهمة ولو كان قتلها لقبض ولقبض آخر اسندت اليه مهمة قتله هو ايضا وهكذا هي سلسلة العمل الارهابي في العالم ان لم تمت مع المتفجر الذي تحمله تقتل برصاص آخر او بمتفجر شخص آخر ولكن في النهاية حينما تكون الدولة متقدمة ومتطورة فيصبح من السهل فك طلاسم اي جريمة، نجد ان تركيا حققت العدالة الآن لضحايا الانفجار الارهابي بقبضها للجناة في وقت مازالت فيه الخرطوم تبحث عن خيط يقودها لمرتكب تفجير موكب المؤسس حمدوك الذي تجاهل الأمر ومضى لانه يعلم تماما ان مسألة تفكيك قضية كهذه تحتاج الى تقنيات وفنيات وكاميرات وحتى الكاميرا الوحيدة بالمنطقة اتضح بانها متعطلة لسنوات .
كل هذا يقودنا الى ان تركيا كانت وستظل على قلب رجل واحد وهي تحقق النجاحات والتقدم وتحافظ على شعبها بينما شعوبنا قلوبهم شتى، لا يتفقون على شيء، يكابدون من أجل البقاء، يتمردون على سادتهم وتراب أرضهم من اجل المزيد من الجهل والتخلف وفوق ذلك ينتظرون من يستعمرهم ليأتي غازيا ويستقبلونه بالبشر والترحاب والتصفيق .

صحيفة الانتباهة