مقالات متنوعة

بخاري بشير يكتب: تفاؤل قحت.. وسند (فولكر)!!


افرط بعض قيادات الحرية والتغيير في (التفاؤل) و(زادوا المحلبية حبتين)، وهم يتحدثون ويصرحون عن (التسوية) والاتفاق الذي سموه (الاطاري) مع المكون العسكري.. ونقول (افراط) في التفاؤل، لأن هؤلاء القادة بسلامتهم، اصبحوا يتحدثون ويصرحون ويدبجون المقالات و (التغريدات) حول الاتفاق الاطاري .. وكأنما الاتفاق الاطاري (تم التوقيع) عليه واكتسب شرعيته ونال مقصوده ومناه.
* ونسي هؤلاء القادة، أن كل الذي يجري، لا يتعدى توصيف انه مفاوضات أو نقاشات تتم وتمضي في لقاءات غير رسمية.. لأن هذه اللقاءات مازالت بعيدة عن الاعلام، ومازالت في الجانب الآخر (المعتم) من الغرف المغلقة.. ولا يعني خروج الحرية والتغيير في مؤتمر الاربعاء الماضي وكشفهم للمرة الأولى عن اللقاءات وما وصلت اليه، ان الاتفاق قد (اكتمل) ومهر بالتوقيعات.
* ثم لا ينسى هؤلاء القادة أن الطرف الرئيس وهو (المجلس الانقلابي)، والذي أصبح بقدرة قادر وتحول لـ (المجموعة العسكرية ــ او العسكريين) ــ هذا الطرف مازال بعيداً عن مجرد (الاعتراف) بوجود هذا الاتفاق، واقصى ما ذكره العسكريون ــ وعلى وجه التحديد الفريق البرهان.. الذي قال ان هناك نقاشات تمت مع مجموعة التغيير الذين وصفهم بكلمة (الوطنيين وان همهم السودان)، وهذه النقاشات حول وثيقة المحامين، يعني (القصة ما قصة اتفاق)، وقال البرهان: (اننا قدمنا ملاحظاتنا على الوثيقة المقترحة للدستور)، وهنا نتساءل (الزيادة المفرطة والكبيرة في التفاؤل لزوما شنو؟).. رغم اننا لم نشر من قريب أو بعيد للنفي (المغلظ) الذي أكثر منه البرهان لوجود تسوية من اصله.
* الافراط في التفاؤل وجدناه في حديث جعفر حسن عندما وصف بعض (احزاب الهوان) بانها ليست من قوى الثورة وانها فقط مساندة للانتقال، وقال ان من حقهم كذا.. وليس من حقهم كذا.. بمنتهى (الاستخفاف)، وجاء الافراط واضحاً كذلك في حديث عرمان لسودان تربيون، وهو يحث المجتمع الدولي على دعم الاتفاق المرتقب مع العسكريين، وقال عرمان ان (الاطاري) ضروري لقطع الطريق امام التيارات الاسلامية الرافضة لاي تقارب جديد بين الجيش والقوى المؤيدة للديمقراطية.. لاحظتوا حجم (التفاؤل)؟
* بعدين (خلاص) أصبح الاتفاق الاطاري يمثل (تقارباً) مع الجيش.. ما يا هو دا ذات الجيش الذي قالت فيه قوى التغيير (معليش ما عندنا جيش).. هل (الجيش غيروه).. وثانياً لماذ استعجل عرمان (السند والدعم) الدولي، واصلاً الاتفاق يتم برعاية الأجنبي واشرافه وتحت وصايته؟ اللهم الا اذا اراد عرمان ان يقطع (خط الرجعة) لقادة الجيش، باستصراخ المجتمع الدولي لمزيد من الضغط على العسكريين، اما قطع الطريق على الاسلاميين فهذه كلمة ليست في محلها، لأن التيار الاسلامي العريض يعرف تماماً أن الاتفاق (مسنود ومدعوم ومبارك عليه) من المجتمع الدولي، والا لما كان يخرج ويختار شارع مكاتب (اليونتامس) لاحتجاجاته المستمرة.
* اذا اردتم اتفاقاً يجمع حوله الناس ويخرج السودان من (عنق الزجاجة) يجب أن تفتحوه لكل المكونات في الساحة السياسية، ليستحق صفة (الشمول)، وأن تخرجوا به من الجانب (المعتم) في الغرف المغلقة الى براح الشارع العريض، ويراه الناس في النور، فهذا وحده كفيل بإسناد الاتفاق المزعوم، وليس المجتمع الدولي.

صحيفة الانتباهة